جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أمريكا تبحث عن الحلفاء فى صراع «صراع القرن»!

جلال عارف

الإثنين، 15 مارس 2021 - 08:11 م

 

بوضوح كامل تعلن الولايات المتحدة أن الصين هى التحدى الأساسى الذى تواجهه، وفى اشارة بالغة الدلالة يأتى أول تحرك خارجى على مستوى القيادة من إدارة الرئيس "بايدن" ليجسد هذا التوجه فى السياسة الأمريكية. يذهب وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان إلى الحليفين الأساسيين لواشنطون فى آسيا "اليابان وكوريا الجنوبية" ويستبق وزير الخارجية "انتونى بلينكن" الزيارة بتصريحات يؤكد فيها أن العلاقة بين بلاده والصين ستكون أكبر اختبار جيوسياسى فى العالم لهذا القرن!

ترميم العلاقات مع الحلفاء الأساسيين أحد الملامح الأساسية لإدارة "بايدن" وهو هنا يعطى الأولوية للحلفاء فى آسيا حتى قبل أوروبا، ليعطى رسالة اطمئنان للحلفاء بأن واشنطون معهم فى مواجهة السعى المتزايد من جانب الصين لمد نفوذها فى المنطقة والتهديدات التى يواجهها الحلفاء "وخاصة كوريا الجنوبية" من جانب الترسانة النووية لكوريا الشمالية.

وقبل زيارة الوزيرين الأمريكيين كان "بايدن" قد عقد قمة افتراضية مع زعماء الهند واليابان واستراليا ليؤكد التزام بلاده بدعم الاستقرار فى المنطقة وانها تضع ذلك على رأس أولوياتها. وقبل الزيارة أيضا كان لافتا أن يشير وزير الخارجية "بلينكن" إلى أن أمريكا ستدير صراعها مع الصين "من منطق قوة" وأن يؤكد وزير الدفاع "لويد أوستون" أنه سيناقش فى زيارته سبل تعزيز التعاون العسكرى مع الحلفاء من أجل ارساء "ردع موثوق به" تجاه الصين!!

والاسئلة التى تطرح نفسها علينا هنا كثيرة: أين موقع المنطقة العربية والشرق الأوسط من هذا الصراع الممتد لسنوات طويلة؟ وهل يعنى ذلك −كما يرى البعض− أن تنسحب أمريكا من المنطقة لتركز اهتمامها على "صراع القرن" مع الصين؟ وهل بات الصدام بين العملاقين الأمريكى والصينى حتميا؟!

وبالتأكيد.. فإن الصراع الممتد بين واشنطون وبكين لا يعنى "عسكرياً" السعى لحرب يعلم الطرفان آثارها الكارثية، وإنما تعنى سعى كل طرف لامتلاك قوة الردع وحرمان الطرف الآخر من بعض عناصر قوته. ومن هنا سيظل للمنطقة العربية والشرق الأوسط أهميتهما. وستسعى الصين لتعزيز وجودها فى المنطقة، ولن يكون الانسحاب من المنطقة خياراً أمريكياً  على الإطلاق وإنما إدارة مختلفة للصراع فى المنطقة كما فى العالم تستهدف إعادة بناء التحالفات بهدف تعزيز الاستقرار فى المنطقة وتجنب الدخول فى حروب جديدة تستنزف الجهد بعيداً عن الأهداف الرئيسية وأهمها −بالنسبة لأمريكا اليوم− هو صراع القرن مع الصين، ودون أن نغفل عن الصراع الممتد مع الغريم الروسى.

ويبقى السؤال الأهم: ماذا لدينا كعرب فى مواجهة هذه المتغيرات؟ لدينا الكثير إذا كنا قد تعلمنا الدرس، وأدركنا الثمن الفادح الذى دفعه العالم العربى كله حين غاب عن الفعل فى سنوات التراجع.. وذلك حديث آخر!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة