طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

أرض النعم

طاهر قابيل

الثلاثاء، 16 مارس 2021 - 07:26 م

 

بصوته العذب وصف المطرب اللبنانى" وديع الصافى" مصر بانها مهد الحضارة وبحر الكرم.. وأن نيلها سكر، وجوها معطر وبدرها منور بين الامم..وهى أرض الكنائس والجوامع والجناين والمزارع والمداين والمصانع..داعيا الله أن تعيش "أم الهرم" ..ويصون أرض العبور ويملأ ربوعها محبة ونور.. ونزرع فى ظلها "خمايل" زهور وبهجة وسعادة ومغنى وطرب.. ووصف " السادات" بانه بشير السلام..ومصر الحبيبة "بدر التمام" وجنودها بواسل فى ظل العلم.
كلما ذهبت إلى "وادى الراحة" وشاهدت المكتب الذى كان يجلس عليه الرئيس الراحل "انورالسادات" اتذكر كلمات الاغنية البديعة.. فقد زرت المكان أكثر من مرة فى شبابى..وتعلق قلبى بالعليقة التى تزداد اخضرارا كلما رأيتها..وتجولت فى الدير الاثرى وهو يحتضن مسجدا صغيرا وعلى أحد جدرانه وثيقة العهد من سيدنا محمد "عليه أفضل الصلاة والسلام" وصعدت إلى الجبل وشاهدت شروق الشمس..واستمعت لحكايات كثيرة عن دير"سانت كاترين" بأنه فى مطلع القرن الرابع الميلادى بعصرالامبراطور الرومانى "قسطنطين" ذاع صيت امرأة من الاسكندرية اسمها "كاترين" واشتهرت بقدرتها على اقناع الناس باعتناق المسيحية..وحاولت السلطات إقناعها بالتخلى عن رسالتها السامية فرفضت وحكم عليها بالاعدام... وقيل أن جثمانها اختفى وظهرعلى جبل بسيناء وأن الملائكة هم من نقلوها.. ووضعتها الكنيسة فى منزلة "القديسين" وانشأت ديرا تخليدا لذكراها فى مكان أعلى من جبل موسى ب 400 متر..وفى القرن العاشر الميلادى تم إنزال بقايا القديسة إلى كنيسة بالقرب من "الجب".. ويقال انها كانت ابنة لحاكم الاسكندرية وآمنت فى بدايات العصر المسيحى دون بقية أسرتها.. وأراد أبوها أن يلهيها عن إيمانها بجميع المغريات ومحاولة تزويجها وباءت كل محاولاته بالفشل..فأمر بتعذيبها إلى أن ماتت.
يحتفظ دير سانت كاترين بعدد كبير من الكتب والمخطوطات النادرة والقيمة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشرالميلادى..ويحتوى على كنيسة تاريخية بها هدايا من ملوك وأمراء ومكتبة هى ثانى أكبر مكتبات المخطوطات بعد "الفاتيكان".. وبه برج أثرى مميز للأجراس.. ويضم الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية و"معضمة" تضم رفات جميع الرهبان الذين عاشوا بالدير..و به" بئر موسى والعليقة" التى اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها وكلم سيدنا موسى الله عندها.. وأن محاولات استزراعها خارج مكانها باءت بالفشل فهى لا تنمو فى أى مكان آخر..ويلتزم جميع الزائرين بالاحتشام وتتوافر للنساء أثواب فضفاضة.. وبه مسجد أقامه أحد حكام العصر الفاطمى..وقام "نابليون بونابرت" بتقوية سوره وتعليته وإقامة دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرضهم للهجمات..فعلا بلدنا جميلة و"مصر" عظيمة وأرض النعم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة