صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

جريمة سندريللا أنها فقيرة

صفاء نوار

الأربعاء، 17 مارس 2021 - 07:23 م

تابعت تصريحات ناشطات مبادرة «مطلوب سندريلا جديدة» فى «نصف الدنيا» وهى مبادرة هدفها أن تبقى البنت أيقونة جميلة ومصانة فى أى مكان محبوبة من الأمير إلى الغفير، وهذه هى النظرة التى كنت أتمناها من المجتمع لطفلة المعادى التى تعرضت لاعتداء ذئب بشرى!
فرق رهيب فى المعالجة بين التركيز على فقر أسرتها وأنهم على باب الله، وكأن حاجتهم هى سبب الجريمة وبين تجاهل حالة المجرم وأسرته ومستوى الوعى الدينى والأخلاقى الذى لا يرتبط بعلم أو منصب، وبسببه وأمثاله تحولت شوارع المحروسة إلى غابة لا حياة فيها لسندريلا ولا البنت الضعيفة وأسرتها التى تجرى على أكل عيشها بما يرضى الله!
وستظل جريمة المعادى شيئا عاديا فى مجتمعنا طالما مازلنا نختلف حولها ونجد من يبرر لها ويتستر عليها ويختلق الأعذار..
التحرش جريمة ولابد أن يؤخذ صاحبها بالشدة ويعاقب بأقصى عقاب وعلى المجتمع السوى أن ينبذه وأن يتبرأ منه ولا يأمنه.. فهو يترك مجتمع مريضا نفسيا يعاني، وتعانى أجيال من أثر جريمته الشنيعة التى ارتكبت فى حق فتاة أو امرأة تعيش مقهورة؟.
فى حالة متحرش المعادى سمعت من يطلب له الستر. خوفا على مشاعر أسرته التى لم يراعها نفسه، ولم يفكر أحد فى الفتاة التى لم يتعد عمرها ٨ سنوات وأسرتها التى لاتملك إلا الستر والتى ستظل هذه الجريمة تطاردها لباقى العمر.
التحرش جريمة بشعة تهين كرامة الفتاة وتستبيحها والمجتمع دائما يحمل النساء الثمن وينظر إليها باعتبارها المخطئ، مرة ملابسها ومرة جمالها ومرة خروجها، وكأن على كل طفلة أو فتاة أن تجلس فى منزلها تراعى مشاعر الذئاب المنتشرين فى كل مكان..ولأننا ننظر للجريمة باستخفاف نتهاون فى العقاب.. أصبحت شيئا عاديا وانتشرت بشكل يثير الاشمئزاز.
من حق أى طفلة أو فتاة أو سيدة أن تخرج للشارع بغض النظر عن السبب ومن حق أى أسرة ألا تشعر بالخوف والقلق على بناتها من ذئب بشرى.. حقنا أن نعيش فى مجتمع آمن لا ينظر للمرأة حتى لو كانت طفلة نظرة اتهام ولا يحمى ذئبا بحجة أنه أب.. افضحوه لا تتستروا على من يخلق الخوف والقلق والفوضى ويرضى لأطفال الناس مالا ترضاه قيم المجتمع المتحضر الذى ننشده ونسعى إليه!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة