مسجد عمرو بن العاص يا مجمع الأحباب
مسجد عمرو بن العاص يا مجمع الأحباب


ساعة عصارى

مسجد عمرو بن العاص.. يا مجمع الأحباب

الأخبار

الأربعاء، 17 مارس 2021 - 07:29 م

كتب : عمر يوسف

رغم بُعد المسافات بينهم إلا أن صلاة الجمعة فى مسجد عمرو بن العاص دائمًا ما كانت تجمعهم.. فرقت بينهم لقمة العيش وتفرقا سعيا خلف الرزق إلا انهم لم يلقوا صداقة الطفولة خلف ظهورهم، ولم يضعوها فى ورقات النسيان.. لعب كرة القدم فى الحارة قبل ساعات من آذان المغرب، عندما كانوا فى السادسة من عمرهم، الاستحمام فى مياه النيل وسط نظرات المارة التى تقتحمهم ويكتفوا بنظرات وضحكات جنونية مُغمسة بطعم طفولتهم التلقائية.


كل هذه الذكريات وغيرها الكثير والكثير كانت سببًا فى حفظ صداقتهم وعدم التخلى عنها رغم تقدم العمر وزيادة مشاغل الحياة.. فى كل مرة يحمل العم رمضان على عاتقه مسئولية مهاتفتهم جميعًا لاخماد نار الاشتياق فى المكان الذى حفظوه عن ظهر قلب وهو مسجد عمرو بن العاص.. يشعرون أن فى هذا المكان رباطا مقدسا يجمعهم معًا ويشد وثاق علاقتهم كلما مرت عليها السنوات.


كما أنه المكان الوحيد الذى لا زال يحتفظ بروحه القديمة التى لم تتغير بتغير مجريات العصر، والنفحة الإيمانية التى تعبق أنفك وتستقر فى صدرك بمجرد أن تطأه بقدماك.. لكل منهم شخصيته المميزة هناك خفيف الظل الذى تخرج من فمه الفكاهة على كل كلمة تقال، والجاد الذى يغير طيات الحديث عن المستقبل والأبناء، والمثقف الذى يحكى تاريح جدران المكان كلما جلسوا بين رحابه، والمتصوف الذى يذكرهم طوال الوقت بفضل المسجد على حفظ صداقتهم واستمرارها طوال هذه السنوات، كثيرًا ما يدور حديثهم عن الموت بعد أن جعلوا منه أضحوكة يخففون بها من همومهم ويزيلون بها الغبار عن أحلامهم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة