علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

رسالة مفتوحة لـ «أبوالغيط»

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 17 مارس 2021 - 07:31 م

تهنئة ممزوجة بالإشفاق للسيد أحمد أبو الغيط لتكليفه بولاية ثانية أمينا للجامعة العربية.
مواصلة المهمة أمر يحمل فى طياته إلى جانب الثقة، صعوبات ومشاق تتناسب مع ما ينوء به الواقع العربى من مشاكل وأزمات مزمنة، لا تستثنى بقعة على امتداد الخريطة من المحيط للخليج، سواء من دول الجوار، أو من دواخل أقطاره!
لكنى كعروبى غير حالم بقدر ما أراهن على وعى عربى بالمخاطر والتهديدات الوجودية التى تستهدف الجميع، أظن أن لحظة التوافق العربى -على ندرته- بانتخابكم مرة أخرى، هى فرصة يجب اغتنامها للبناء على ما هو مشترك بين أعضاء الجامعة مهما كان متواضعا.
التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وتصدرها الأولويات العربية، مسألة لابد أن تترجمها تحركات تناسب هذا التقييم، الذى نالت منه العديد من المواقف السلبية، وخصمت من الرصيد العربى كثيرا من قوة تأثيره، بل وانسحب ذلك على الأوزان النسبية لكافة القضايا، ودور الأمين العام فى هذا السياق مهم رغم ما يكتنفه من عقبات.
السفينة العربية فى مهب رياح عاتية فى ظل غياب مواقف عربية واضحة ومحددة على الأرض، وليس عبر البيانات التى لا تتجاوز صياغتها حدود الشجب والتنديد.
ثمة بارقة أمل تلوح فى ليبيا، والتئام الشمل الخليجى وإن كان على استحياء، وما أعقبه من أصداء تجاوزت شواطئه، لا بأس سيادة الأمين، فأول الغيث قطر- وليس قطرة- ودوركم يجب أن يكون داعما لتغليب الحلول السياسية بعد نجاح مبشر للنموذج الليبى، وبالطبع فإن لكل مشكلة خصوصيتها، لكن «حلحلة» أزمة هنا يدعو للتحرك على أصعدة أخرى، عبر ممارسة كل ممكنات الضغط الدبلوماسى.
ولعل أهم درس تعلمه العرب فى العقد الثانى من القرن الجديد أن تهديد الدولة الوطنية فاجعة تمتد على طريقة نظرية الدومينو، وإن استعادتها ونهوضها مستحيل دون محيطها العربى، من ثم فإن رسالتكم لكل العرب يجب أن يكون جوهرها أن تمسكهم بالمصير المشترك رغم أنه يشبه الماسك على الجمر، لا بديل عنه أو له، لأنه ببساطة حتمية وجودية فوق كل الشعارات، وفى وجه جميع المتكالبين فى الداخل قبل الخارج.
السيد أحمد أبو الغيط اعانكم الله والمخلصين العقلاء من العرب.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة