هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

تجريف أراضينا الخصبة

هالة العيسوي

الأربعاء، 17 مارس 2021 - 07:35 م

ما جاء فى صرخة الزميل الدكتور محمد فراج على صفحته بالفيس بوك، وما ساهمت به تعليقات الضالعين فى هذه الإجراءات يدفعنا لوصفها بالجريمة مع سبق الإصرار والترصد بحكم القانون الذى تطبقه الحكومة على الأهالي، ويثير التساؤلات عن الأغراض الخفية من ورائها، بالنظر إلى الإصرار على تجريف الأراضى الخصبة والتعويض عنها بمساكن أو أراض صحراوية. فخلال شهر واحد صدرت قرارات بتبوير اراض خصبة تبلغ مساحتها اكثر من 480 فدانا من أجود الاراضى الزراعية، تحت دعوى تخصيصها لاقامة مناطق للاسكان الاجتماعى تتوزع على النحوالتالى : محطة بهتيم للبحوث الزراعية، بالقرب من شبرا الخيمة (مساحتها 380 فدانًا)، محطة كفر حمام للبحوث الزراعية بمحافظة الشرقية (ومساحتها ( 36 فدانًا)، محطة بحوث الدواجن بالإسكندرية (ومساحتها 12 فدانًا )،وأخيرًا مزرعة كلية الزراعة بجامعة المنوفية (ومساحتها 55 فدانا)..وتقع بقرية (الراهب) على مسافة حوالى 5 كم من مدينة شبين الكوم، عاصمة المحافظة، ومعروف ان هذه المنطقة فى الدلتا من اجود الأراضى وأكثرها خصوبة فى مصر، وتضم المزرعة أيضا، عنبرًا بحثيًا لتربية الماشية به اكثر من ألف رأس(ابقار وجاموس وماعز وأغنام ) بالإضافة إلى محلب نموذجى، وقاعات دراسية، ومنشآت اخري.
المدهش أن أعمال التجريف تجرى بهمة مريبة فقد تم تجريف محطة كفر الحمام بالفعل،وتسير محطة بهتيم فى الطريق مع انها ثانى أقدم محطة بحوث زراعية فى العالم وهى نواة نشأة مركز البحوث الزراعية، كما تم تجريف محطة بحوث الوادى الجديد التى أنشئت فى السبعينيات كنواه للتنمية الزراعية فى الوادى على مساحة تصل إلى 150 فدانا وتم اهداؤها منذ شهور إلى مشروعات الإسكان الاجتماعي!
لتنفيذ القرار المذكور اتخذت محافظة المنوفية قرارا ( بتعويض) كلية الزراعة بمساحة تخصص لإقامة مزرعة بديلة فى منطقة مدينة السادات، الواقعة على طريق مصر - اسكندرية الصحراوى ! ومعروف ان ارضها شبه الصحراوية لا يمكن مقارنتها بارض الدلتا الخصبة.. وليس مفهوما لماذا لم تتجه المحافظة لإقامة مشروعها هناك بدلا من تدمير المزرعة ؟؟!!
من ناحية اخرى فان قرار المحافظة معناه تدمير البنية التحتية الزراعية والبحثية فى المزرعة الحالية، والتى تطورت على مدى اكثر من 70عاماً.وبديهى انه سيكون مطلوبا انفاق موارد طائلة لإقامة بنية تحتية جديدة فى المزرعة البديلة، بالإضافة إلى مشكلة طبيعة الارض الجديدة ومدى صلاحيتها للزراعة وللعمل البحثي.
وبعد زيارة رئيس الوزراء لمحافظة المنوفية وجامعتها تم تقديم 3 بدائل للجامعة ليس من بينها استرداد الأرض لأن خلاص تم تسليم الأرض، أول البدائل أن تمتلك الجامعة جزءًا من الإسكان الذى سيتم بناؤه  لتتصرف فيه كما تشاء، الثانى إن يتم تعويض الجامعة «ماديًا» بقيمة الأرض لأنها تملكها ومعاها كل مستندات الشراء، والحل التالت والأخير هو توفير أرض بديلة بنفس المساحة فى الظهير الصحراوى بمدينة السادات!
إن الأراضى الزراعية الخصبة ثروة متناقصة وينبغى ان تكون مقدسة لا مساس بها  بل وعكس المصلحة العليا للبلاد وتساهم بأفكار عبثية فى تدمير الأراضى الزراعية، بل والبحث العلمى الذى نحتاجه بشده.
المراغى وأبو رية
تنهال النوازل على أسرة الأخبار ونفقد اجمل من فينا؛عبد الله المراغى أستاذ الخط بابتسامته الدافئة وروحه النقية ودعواته المخلصة، وأحمد أبو رية الشاب الواعد بهدوئه ودماثته.. فاضلان يستحقان أكثر من هذه السطوررثاء ونعيًا، لكن سيرتهما العطرة ستظل باقية بيننا.. فى رحمة الله وغفرانه ولنا نحن أسرتهما الثانية الصبر والعزاء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة