نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

المرأة المصرية أيقونة الوطن

نوال مصطفى

الأربعاء، 17 مارس 2021 - 07:37 م

 

 هل تستحق المرأة المصرية عيدًا ينتهزه الجميع ليقدموا لها باقات الحب وكلمات العرفان بالجميل؟؛ نعم تستحق بكل تأكيد وفخر. التاريخ المصرى حافل بعشرات، بل مئات المواقف التى تؤكد دورها الفعال، المؤثر فى بناء الوطن. تاريخ 16 مارس نفسه له ذكرى غالية على نفوسنا جميعا، فهو اليوم الذى قادت فيه السيدة هدى شعراوى أكثر من 300 سيدة رافعات أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددات بالاحتلال البريطانى والاستعمار. وفى نفس هذا اليوم 16 مارس 1919 سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح.
 فى 16 مارس عام 1923، دعت هدى شعراوى لتأسيس أول اتحاد نسائى فى مصر، وكان على رأس مطالبه رفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية للرجل من ناحية القوانين وضرورة حصول المصريات على حق التعليم العام الثانوى والجامعى، وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج.
الآن؛ وبعد سنوات طوال من كفاح المرأة ونضالها المستمر، الصبور تحقق الكثير مما كانت تحلم به السيدة هدى شعراوى، نالت المرأة المصرية الكثير من الحقوق، وأصبح لدينا عدد كبير من الوزيرات ونائبات مجلسى النواب والشيوخ. أصبح لدينا القاضية والشرطية وقائدة الطائرة. لم يعد هناك مجال إلا ودخلته المرأة المصرية وأثبتت ذاتها فيه.
 لا يتوقف عطاء المرأة على تلك الأدوار المحورية، الملهمة بل إنها قدمت للوطن رجالا ضحوا بأرواحهم من أجل مصر، نساء عظيمات فقدن الزوج، أو الابن، أو الأب. تضحيات المرأة المصرية تسطر صفحات مضيئة فى تاريخ الوطن. فقد جسدت رمزا للصمود والتحدى، وضربت أروع الأمثلة فى حب وطنها، وزرع الانتماء، وعشق مصر فى قلوب أطفالها.
 تحية لكل امرأة مصرية صنعت أسطورتها الخاصة فى يوم المرأة المصرية.
>> سجون بلا غارمات :
 أكثر شيء يسعد الكاتب هو تفاعل القراء مع سطوره. هذا ما حدث معى بصورة فاقت توقعاتى بعد نشر مقال الأسبوع الماضى وكان عنوانه «عن الغارمات.. سألونى». تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية، الإيميلات، والتعليقات على فيس بوك. المقال كان يتناول قضية الغارمات التى كنت أول من اكتشفها خلال زياراتى الشهرية لسجن القناطر للنساء كمؤسسة لجمعية رعاية أطفال السجينات، وكان هدفى هو الدفاع عن المرأة التى يقع عليها الحمل الأكبر فى تدبير حال أسرتها وتربية أطفالها خاصة فى الطبقات الفقيرة، وفى سبيل ذلك تنزلق أحيانا فى فخ الدين والسجن. دار المقال حول دور «جمعية رعاية أطفال السجينات» على مدار تاريخها الطويل فى التعامل مع هذه القضية الاجتماعية، الإنسانية الخطيرة التى أصبحت تهدد أمن واستقرار الأسرة المصرية، لخصت الرؤية الشاملة التى توصلنا إليها من خلال دراسات عميقة تتعلق بعلاج المشكلة من الجذور، ولانزال نعمل عليها.
 شيء آخر جعلنى أشعر بالفخر والسعادة هو أن القضية التى وهبتها قسطاً كبيرًا من عمرى، تفكيرى، وقتى، وإخلاصى، أصبحت الآن ضمن القضايا ذات الأولوية على أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيًا، وهذا ما يجعلنى أشعر بالرضا، ويؤكد أن إخلاصى لتلك القضية أتى ثماره فى نهاية المطاف.
 اهتم القراء أيضا بالفكرة التى طرحتها فى نهاية مقالى وتتعلق بتطبيق حافز للسجناء الذين يقضون فترة العقوبة داخل السجون المصرية، بأن تخفض العقوبة سنة لمن يقرأ خمسة كتب ويقوم بتلخيصها، كنت أظن أن هذه الفكرة التنويرية الرائعة خرجت من البرازيل فحسب، فإذا بقرائى الأعزاء يضيفون إلىّ معلومة فى غاية الأهمية تتعلق بأن أول من طبق هذه الفكرة البراقة كان رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام. فقال الدكتور أسامة النحراوى أستاذ جراحة العيون بكلية طب قناة السويس «هذا الأمر كان يفعله النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده». وهذا ما أكده المهندس محمود مرسى فى تعليقه.
 ما هذا الجمال؟ عرفت أن فكرتى الجديدة لها أيضا مرجعية عظيمة ترجع إلى سيد الخلق أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة