نسرين موافي
نسرين موافي


قيم لا تتجزأ

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 18 مارس 2021 - 03:11 م

 


قيم و الأخلاق في الحياة لا تتجزأ و لا يتم انتقاء التعامل بها فالشريف شريف مع الجميع حتي مع الدنيء ، فقيمته الشرف و الشرف لا يتجزأ . 
كذلك قيم كثيرة إن تجزأت أو تعاملت بها علي أساس الانتقاء فاعلم أنها ليست طبع أصيل.


هذه القيم و الأخلاق  مكونات شخصية تزرع في الإنسان بالتربية و التعلم و لا تكتسب .

من هذه المكونات  الانتماء ، قيمة لا يتم اجتزائها او تكون مشروطة فنحب تراب الوطن طالما يحقق احلامنا و عندما يحدث العكس نلعنه و ننسب كل ما هو قبيح إليه .


و لا يمكن ان نربط انتمائنا لبلادنا بحوادث او مشاكل فيه بل لا يمكن أن نربطه حتي بنظام فكل هذا عارض زائل .

تكره النظام فتصب جام غضبك علي الارض و أهلها تحبه فتصبح اجمل بقاع العالم ، تحدث حادثة ، كارثة أو حتي مصيبة فيسبوا الوطن و يلعنوه علي كل سيء يحدث لهم
حتي تتصور ان بعضهم قد يرتطم فجأة بقطعة أثاث فيلعن الارض و من عليها و يؤكد أنه في دولة أخري ما كان هذا ليحدث و أن كل هذا بسبب هذه الأرض التي حُكم عليه الوجود عليها كنوع من العقاب أو الابتلاء مع أنه يستحق الأفضل .
يريدون كل حقوقهم كامله غير منتقصة ، ماهرون في اظهار النواقص و الحقوق الضائعة و لا يفكرون يوما هل فعلا أدوا بعض من واجبهم نحو بلدهم أم يتعاملون معها كما يتعاملون مع الوظيفة الحكومية " الشغل علي قد فلوسهم " اعطيها علي قدر ما اخذ منها " من وجهة نظره طبعا" 
و عندما يحدث ما يستدعي الفخر تجدهم في الصفوف الأولي لتلقي التهاني فهي بلادهم الجميلة .
انتماء حسب الموقف و حسب الهوي ليس حقيقياً و لا يبني أمم . 

المشكلة تكمن أساساً في أطفال هؤلاء ، إذا استمعت يوماً لمناقشات الصغار ستكتشف أنهم مقلدون ماهرون ببغاوات بإمتياز كل رأي لأحدهم هو رأي والديه يسمعه منهم آناء الليل و اطراف النهار فإن كان رأياً منصفاً يبرز الحق و ينبه للخطأ دون تطرف في الحالتين  ستجد طفلاً سوياً واعياً لحقيقة أن النظام و الحكومات و بل و الشعب كله متغير و تظل الأرض هي الثابته حتي يرثها الله
و إن كان رأياً متعصباً أعمي يصب فشله و احباطاته علي النظام و البلد ليبريء نفسه و ينفي فشله 
ستجد طفلاً متحفزاً عصبياً كارهه لكل شيء و كل ما حوله لا يحمل للارض انتماء بل و يستكثر نفسه عليها و كأنه نعمة عوقبت بوجودها في هذا الوطن مع أن أمثال هؤلاء لا يجلبون الا العار و الخذلان و الخيانة عادة .

فالانتماء يجعل صاحبه سوي يخاف علي كل شبر في ارضه ، يفعل ما بوسعه من أجل رقيها و تقدمها و حمايتها حتي و إن كان أقصي ما يستطيع هو كف أذاه عن غيره ، يجعله يتوحد مع أرضه فيري كل ما فيها جميل و إن كان فيها ما يسيء يصلحه لا يداري و لا يفضح هكذا طبع المحب ، ينقل هذا الشعور للمحيطين و لأولاده فنحصل علي أفراد يعلوا قيمة وطنهم أسوياء غير كارهين للمكان الذي ولدوا و تربوا و كونوا ذكرياتهم و أحلامهم فيه .
لابد لنا جميعاً من أن نفرق بين الحوادث الفردية و مشاكل الأفراد  و حتي قرارات النظام و بين الوطن ، فلا يكون الوطن عرضه للتقليل و الاهانة و السب بسبب شخص مجرم جاء بجريمة أو قرار من وجه نظر البعض خطأ و لا حتي بسبب قانون وجب اعادة النظر فيه 
فالجميع يحتمل الإحلال و التبديل إلا تراب هذا الوطن .

أُتهم كثيراً بالشيفونية و علي الرغم أعتراضي علي جزئية غياب المنطق و العقل في الحكم طالما مس الوطن ، إلا أنني اعترف أني الغارقة في حبها و هو وصف يملأني فخراً و عزة ... نعم  أحبها بل و أعشق ترابها قبل جنانها و لا تري عيني جميل غيرها و يستفزني جداً أن أراها تُسب علي لسان من لم يقدروها أو يحملوا لها جميل يوم سعيد قضوه بين ربوعها و تحت شمسها .
بل و يستكثرون أنفسهم علي بلادهم و هم عيبها الوحيد حقاً.

فراعوا ضمائركم في بلادكم و أولادكم و ابعدوهم عن إحباطاتكم و تذكروا أن أولادكم خلقوا لزمن غير زمانكم و أنهم أمل بلادكم .

 

شاهد ايضا :- ودائما البر لا يبلي

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة