مصطفى يونس
مصطفى يونس


شقة صبرى.. الزيارة 1

مصطفي يونس

الخميس، 18 مارس 2021 - 06:53 م

وليست المعضلة أنك ضعيف خفيف، تخشى مواجهة الخصوم، فإن لم يكن لك موقف وطنى يتحاكى به الجالسون على مقهى الصحافة أو فى عِزبة الصعايدة أو على دِكة عم شحتة أو داخل شقة صبرى فأنت لا تصلح لهذا المكان، واحذر أيها الزائر ان تقول ما لا تستطع فعله، فنحن لا نعرف الا الرجال.. 

أحذرك للمرة الثانية، ليس حبا فيك ولكن لتوصية العمدة عليك من البلد، ابتعد عن النساء وإياك ومجالستهن أو التودد لهن، خاصة فى عملك الجديد، فبعض النساء يا ولدى رؤوس بلا عقل وبطون بلا سقف وكلام بلا فعل، لا يحفظن سرا، ولا يقلن خيرا، إن أحبوك قالوا فيك شعرا، وإن كرهوك، يحفرن لك قبرا.. وانا لا اريد إن أكون ناصحا غير أمين، أو تظن أننى ولى، بل كل ما فى الأمر أنّ تجاربى كثيرة، وعلاقاتى متشعبة، ومكانك هذا جلس عليه كل الطامعين فى المال والشهرة، نصحتهم مثلك تماما، فمنهم من كان خادما وفيا.. ومنهم من ظن نفسه ذكيا. 

وكل ما سبق كانت مجرد نصائح صبرى للزائر الأول، الذى قرر السفر إلى القاهرة عقب تخرجه فى الجامعة فاتخذ من شقة صبرى فندقا له لحين وجود مكان مناسب.. الزائر الاول لم يعتمد على وظيفته التى توسط فيها نايب الدايرة، عقب توصية العمدة عليه، فقرر العمل فى التجارة حيث الربح السريع.. فاستغل الشخصيات المهمة من المترددين على شقة صبرى فى إنهاء مصالحه، لم يكن يخجل من شىء، لتمضى سنوات، ويصبح ثريا ويتمرد على صبيان المعلم داخل الشقة، وينتقل للعيش فى الحى الراقى بين أبناء الذوات، حتى جاءته الفرصة التى لا تتكرر من وجهة نظره، فمع اول انتخابات برلمانية هلت، تمعن وتدبر، وخرج وتمخطر، لتنصحه سكرتيرته الحسناء، صاحبة البشرة الشقراء بالحصول على لقب سيادة النايب، فأبناء الدايرة غاضبون على النائب العجوز لقلة خدماته.. اتخذ الزائر الذى جمع أموالا هائلة من عمله المشروع والمشبوه قرارا نهائيا بأن يرشح نفسه فى المجلس الموقر، ويرد على جميل النائب العجوز والذى كان سببا فى وظيفته قبل ذلك بالترشيح ضده وهزيمته فى الانتخابات، هنا ذهب الزائر الى شقة صبرى ليتخذ منها مقرا فهو يعلم انها صاحبة الحظ عليه فى بداية حياته، لكنه نسى نصائح صاحب الشقة التى مر عليها زمن طويل، ركبه الغرور والتف حوله الهبيشة والنبيشة وأرباب السجون، وتبرع للمجمعات الطبية والجمعيات الخيرية بآلاف الجنيهات، ورقص على كل الحبال حتى يفوز بالانتخابات، إلا أن صاحب الشقة سافر الى البلد لقضاء إجازة العيد، ودارت العملية الانتخابية، وفى إحدى الجولات يتقابل الزائر مع صاحب الشقة وجها لوجه، فلا يمد يده ليسلم عليه، حتى إن الجميع لاحظ ذلك، لتدور الايام ويبدأ فرز الصناديق، ويتم إعلان النتيجة بهزيمة الزائر باكتساح.. فى الوقت الذى يتلقى الزائر رسالة من رقم مجهول فحواها (أتمنى أن تكون فهمت الدرس، بأن الشقة بها «مُعلِّم « واحد فقط). 

هنا تذكر نصيحة صاحب الشقة فى بداية المشوار، بأننا لا نثق ابدا فيمن خان عهدنا، أو تحالف مع خصومنا أو نكر جميلنا. 

ولسه حواديت الشقة مستمرة، تابعونا 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة