عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

سنوات الحلم والريادة

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 18 مارس 2021 - 07:30 م

أهدانى الدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة كتابا أنعش لدى ذكريات جميلة رائعة مبهجة وإحساسا بالاعتزاز الكبير والفخر الواسع للانتماء لتلك الكلية التى تأسست عام ١٩٥٩ بقرار من رئيس الجمهورية، وكنت واحدا من أوائل الدارسين فيها، حيث كنت أحد أبناء الدفعة السابعة فيها التى تخرجت عام ١٩٦٩ وتوصف بحق بأنها الدفعة الذهبية لتألق أبنائها فى مجالات عديدة، ولعلها هى الدفعة الوحيدة التى يحرص أبناؤها داخل وخارج مصر على التواصل المستمر حتى الآن، ويرجع الفضل فى ذلك للعزيزة السفيرة سعاد شلبى.
الكتاب الذى أعدته بدأب الصديقة الدكتورة نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بالكلية ويحمل عنوان (سنوات الحلم والريادة) ويتناول العشرين سنة الأولى من تاريخ هذه الكلية الذى كان تأسيسها فى نهاية الخمسينيات حدثا مصريا مهما يتجاوز النطاق الأكاديمى.. فهذه الكلية لم تكن مجرد معهد جديد مستقل ظفرت به مصر وقتها لتدريس العلوم السياسية والاقتصادية والإحصائية، وإنما كانت بمثابة إطار لحياة كاملة ومزدهرة لطلابها.. حياة سياسية، وحياة اجتماعية، وحياة فكرية وثقافية، وحياة ترفيهية ورياضية وفنية.. لقد كانت حياة كاملة وشاملة بما فيها العمل التطوعى أيضا، بل والنشاط الاحتجاجى أيضا، حيث شارك طلابها فى مظاهرات ٦٨، ٧٢.. والفضل يعود إلى المجموعة الأولى من ألمع الأساتذة الذين ظفرت بهم الكلية الوليدة، والتى ضمت أسماء بارزة مثل الدكاترة سعيد النجار ولبيب شقير ورفعت المحجوب وأحمد أبو إسماعيل ووهيب مسيحة وبطرس غالى ومحمود خيرى عيسى وحامد ربيع ومحد فتح الله الخطيب وعبدالملك عودة وعزالدين فودة وإبراهيم صقر ومدنى دسوقى وعدالمجيد فراج وسليمان نور الدين ومدنى دسوقى ويتقدمهم الدكتور محمد زكى شافعى أول عميد للكلية الوليدة، والذى وضع نصب عينيه ومنذ لحظة الميلاد كما تقول مؤلفة الكتاب أن يكون خريجو الكلية فى صدارة المشهد العام، وأن يكون لهم دور فى عملية صنع القرار فى مختلف الميادين، أو كما يقول العميد الحالى لها إن إنشاء هذه الكلية كان يستهدف أن تكون منارة للنخبة فى مصر.. فقد كان ثمة إحساس، كما نقل الكتاب عنى، لدى كل من انضم لهذه الكلية الوليدة أنه سوف يتخرج منها ليقود.
وهذا ما حدث بالفعل.. فمن بينهم أنجح الوزراء وأبرز السفراء وأفضل أساتذة الجامعة وأشهر الصحفيين والإعلاميين وأنشط السياسيين والحقوقيين وأمهر المصرفيين وألمع الرياضيين، حتى العمل. والاستثمار الخاص نجحوا فيه.. حتى طلابها العرب تخرجوا فيها ليقودوا فى بلادهم.. والسر يكمن فى حقيقة مزدوجة.. من جانب علاقة قوية متينة بين أساتذتها وطلابها.. ومن جانب آخر تعلم فن قبول الاختلاف فى الرؤى والأفكار والذى غرسه أساتذتها فى طلابها منذ اليوم الأول لالتحاقهم بهذه الكلية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة