الخميس، 18 مارس 2021 - 07:41 م

لا يتوقف الرئيس عبد الفتاح السيسى عن مفاجأتنا بهدايا نادرة. وأكبر ما فى المفاجأة توقيتها. كانت المناسبة اجتماعاً حضره الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية. وكما جاء فى بيان الرئاسة الذى أعلنه السفير بسام راضى، أن الاجتماع حضره أحمد كوجاك، مسئول السياسات، والدكتور إيهاب أبو عيش، مسئول الخزانة العامة بالوزارة.
الاجتماع تناول مشروع الموازنة العامة بالعام المالى "٢٠٢١ ــ ٢٠٢٢" ورغم أن الاجتماع درس الميزانية المتوقعة للعام القادم. إلا أن الرئيس فاجأ المصريين بقرارات جوهرية تؤكد أن الرئيس قادر على الإنصات لنبض المصريين ورؤية ما يدور حتى فى عقولهم. ويدرك أوضاع حياتهم. وما إن كانوا يعانون من مشاكل. وكعادته لا ينتظر الرئيس وصول الأمور لحدود الأزمة. ولكنه يتدخل قبل ذلك بكثير. معتمداً على رصيد من المعرفة الدقيقة بظروف المصريين.
أسفر الاجتماع عن هدايا من الرئيس لموظفى الدولة. وهكذا ، ومع مناسبة إقرار الميزانية الجديدة ، أصبح الحد الأدنى للأجور ٢٤٠٠ جنيه شهرياً. وهى قفزة غير مسبوقة فى تاريخ الحد الأدنى للأجور فى مصر. فقد رفعت هذا الحد الذى نقول عنه الأدنى أكثر من القدرة على الحلم والأمانى. وعندما نقول الحد الأدنى فهذا معناه أن هناك حدود قصوى.
أصحاب المعاشات. الذين لم يكن يذكرهم أحد كان لهم نصيب فى الزيادات. فقد زادت قيمة المعاشات بنسبة ١٣٪ وهذه الزيادة بتكلفة قدرها ١٣ مليار جنيه مرة واحدة تصرفها خزانة الدولة.
أما الذين يتم معاملتهم بقانون الخدمة المدنية فقد حصلوا على علاوة قدرها ٧٪ أما غير المخاطبين بالقانون فلم يتم نسيانهم فى زمن العدل الإجتماعى الذى لم يحدث من قبل. فقد حصلوا على علاوة قدرها ١٣٪ أى ما يمكن أن يكون ضعف علاوة المخاطبين بقانون الخدمة المدنية. كما وجه الرئيس بزيادة الحافز الإضافى لكل من المخاطبين وغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية بتكلفة قدرها ١٧ مليار جنيه، وأيضاً زيادة قيمة المعاشات.
الموظفون المنقولون إلى العاصمة الإدارية الجديدة بقرارات نابعة منهم وموافقة مسبقة من كل من اختار الانتقال إلى العاصمة بكامل حريته فقد تم اعتماد ١٫٥ مليار جنيه عبارة عن حافز مالى لهم. وهذا يُمَكِّنهُم من مواجهة ما يمكن أن يترتب على الانتقال.
الموظفون الجدد وما أدراك ما الموظفون. كانوا الجنود المجهولين الذين كنا لا نتذكرهم إلا من أجل الكلام عن عيوب أدائهم لأعمالهم. هذا هو زمان إنصافهم يهل علينا وعليهم. الرئيس عبد الفتاح السيسى يخصص ضمن الميزانية الجديدة لمصر ١٧ مليار جنيه. أرجوك تأمل الرقم وحاول التوقف أمام دلالاته. فقد تم اعتماد ١٧ مليار جنيه لزيادة الحافز الإضافى للموظفين.
لاحظ مثلى ولأطول وقت ممكن كلمة الإضافى. التى تعنى أن هناك ما قبلها ولها أيضاً ما بعدها. هناك ٣٧ مليار جنيه مخصصة من أجل زيادة مرتبات جميع العاملين بالجهاز الإدارى المصرى. كل هذه المزايا والمنح وأرقامها المهولة التى تحدث للموظفين ربما لأول مرة فى تاريخهم الطويل لم تخل من تخصيص مبلغ مليار جنيه من أجل ترقية جميع المستوفين لاشتراطات الترقية.
شكراً سيادة الرئيس لما تقدمه لنا.