صورة تعبيرية
سر.. لا أخفيه
الخميس، 18 مارس 2021 - 08:29 م
لم يصدق أن زوجته هى من ناقشت القاضى فى دعوى الخلع المقامة منها.. هو يعلم جيدا أن هذا المشهد الذى نقلته إليه المحامية من داخل قاعة المحكمة ليس حقيقيا، فالمرأة التى تتحدث عنها والمواصفات التى سردتها له، لا تمت لزوجته بأى صلة. فالسر الذى يعلمه يجعلها من المستحيل أن تقف بكامل إرادتها أمام القاضى.. لكن من هذه السيدة التى حضرت إلى المحكمة للمطالبة بخلعه؟.. من هنا بدأت القصة.
أيقن الزوج الشاب صاحب الـ ٣٤ عاما أن هناك أمرًا غير واضح، هو يعلم جيدًا أن زوجته صاحبة الـ ٢٤ عامًا، لا تستطيع أن تواجه البشر فى الشوارع، فكيف لها أن تقف أمام القاضى وترد على أسئلته وتقدم الحجج والبراهين على أنه لا يصلح أن يكون زوجًا.
ما طمأن قلبه أنه يعلم من تزوجها جيدا، فقد عاش معها ٣ سنوات كاملة، فهى تتسم بالهدوء منقطع النظير، لا تتحدث سوى نادرا، تحمل أكثر من شخصية فى وقت واحد، تكاد تكون لديها "شيزوفرينيا".. تتحدث معه فجأة، ثم تتحدث مع نفسها بنفس الكلام، تصرخ دقائق، وتهدأ ساعات، تمزق ملابسه وتلقيها فى سلة المهملات، ثم تحضرها وتبدأ فى حياكتها بنفسها.
وأكبر دليل على ذلك هى طريقة معرفته بها، فقد كانت زميلته فى العمل، جذبه هدوؤها، وطاعتها لمرؤوسيها، دائما ما كانت شاردة، ملتزمة، لا تتحدث مع أحد، وتخجل من الجميع، لذلك قرر أن تكون رفيقة عمره.
لم يمر سوى شهرين على الزواج، حتى ظهرت شخصية زوجته المتقلبة، أصبحت تميل إلى الوحدة لساعات، شاردة كما عرفها، لكنه شرود من نوع آخر، فقد تظل جالسة أمام التلفاز لساعات، تتناسى واجباتها الزوجية، تكاد تكون لا تدركها إلا عندما يتحاور معها زوجها ويجذب انتباهها، كانت تكره وسائل الاتصالات، تهاب الضيوف وترفض الجلوس معهم.
مر عام على هذا الوضع حتى أنجبت زوجته طفلهما الوحيد إلا أن شخصيتها انعكست على حياتها الأسرية، فقد أهملت طفلها، حيث كانت صرخاته دليلًا على أنه جائع ومريض، رغم ما تدعيه الزوجة من أنها تقوم بإرضاعه.
لم يستطع الزوج تحمل إهمال زوجته.. أحضر والدته للعيش معه فى البيت.
أدركت بعد ايام أن زوجة ابنها لا ترضع طفلهما، فهى تضعها فى حجرها، ثم تظل جالسة أمام التلفاز ولا تنتبه إلى صراخه.. نصحته بأن يأخذها إلى طبيب لأن وضع الطفل فى هذه الصورة قد يقوده للهلاك.
اقنع الزوج زوجته بالذهاب إلى طبيب، ليكتشف أن زوجته مصابة بالتوحد، وأن الأمر فى تزايد مع تقدم السن.
لم يكن مرض زوجته هى الصاعقة الوحيدة التى ألمت الزوج، بل جن جنونه عندما أخبر والدى زوجته بمرض ابنتهما، فلم يبديا أى اندهاش.. بعدها تيقن أنهما كانا يعلمان بهذا الوضع، وأنه تعرض لخديعة لا يستطيع أن يخرج منها بعد أن أصبح لديه طفل من زوجته.
على الجانب الاخر أدرك والد الزوجة أن وجود ابنته مع حماتها بعد أن علمت بمرضها، قد يزيد من معاناتها.. تواصل معها، وطلب منها أن تجهز حقيبتها، انتظرها أسفل منزلها.. ثم توجه بها إلى بيت العائلة.
حاول الزوج إعادتها إلى المنزل، أدخل أقاربها للصلح بينهما لكن والدها رفض كل هذه المحاولات.. وأقام دعوى خلع لابنتها من زوجها.
كان الزوج يعلم أن زوجته ليست مسئولة عن إقامة هذه الدعوى، فإدراكها للأشياء لا يجعلها تفكر فى مثل هذا الإجراء.. هى شخصية مطيعة لكل من تثق فيه.. لذلك أيقن ان الانفصال بينهما قريب.. لكن ما كان يشغله هو ابنه، مع من سيكون؟.
بعد انعقاد الجلسة الأولى لقضية الخلع، حدث اللغز الذى أعاد الأمل للزوج مرة أخرى، فقضايا الخلع لا تتطلب من الزوج الحضور، لكنه يشترط حضور الزوجة لتخبر القاضى بطلباتها.
ومع انتهاء الجلسة الأولى فى محكمة الأسرة بالاسكندرية، تلقى الزوج اتصالا هاتفيا من محاميه، أخبره أن زوجته حضرت للمحكمة، وأنها ناقشت القاضى، وأفصحت عن طلباتها بكل جرأة وانسيابية.
تعجب الزوج، وأنكر هذا الأمر على زوجته فهو يعلم ما بها جيدا، لكنه سرعان ما طلب من محاميه أن يصور له السيدة التى حضرت أمام القاضى، وعندما تلقى الصور أدرك أنها ليست زوجته، بل شقيقتها التوأم.. ومن هنا بدأت تتكشف الحقائق أمامه.
يقول الزوج محمد.ع.. نعم أدركت وتأكدت أنها ليست زوجتى، وذلك من الصور ومن شهود العيان فى المحكمة، فأنا أعلم أن زوجتى إذا حضرت كانت ستصرخ فى وجه القاضى.. أنا أملك الآن ورقة ضد أهل زوجتى أستطيع من خلالها الحصول على حضانة ابنى، ليس معقولا أن يظل طفلى مع هذه العائلة التى تعيش على الكذب.
ويضيف.. أرسلت لوالدها وأخبرته بحقيقة ما كشفته وهددته بالطعن بالتزوير على توقيع ابنته على محضر أقوالها فى الجلسة، وطلبت منه أن نجلس سويا لحل الأمور بشكل ودى، قبل أن يتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد ابنته فى الجلسة القادمة والمحدد لها الأربعاء القادم .
وينهى الزوج حديثه.. لم أطلب الانفصال ولا أحبذه.. أنا أريد زوجتى وابنى.. أريدها بكل عيوبها ومزاياها.
أنا أفهم زوجتى جيدا.. أتعامل معها حسب شخصيتها، لم أكرهها، بل كنت أسعى إلى علاجها بكل الطرق.
هى أهدأ امرأة فى الكون، أطيب قلب من الممكن أن يمنحك العطف والحنان مثل الأطفال.. نعم هناك ثقوب فى شخصيتها أستطيع مع الزمن إغلاقها، شرط أن يبتعد والدها، ويتركنا نعيش دون تدخلات منه.. هذا ما طلبته من أسرة زوجتى قبل أن يكون القانون حكما بيننا.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة
إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا
أمن القليوبية يضبط «القط» قاتل فتاة شبرا الخيمة
احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط
الأمن العام يضبط 51 قطعة سلاح و35 كيلو مخدرات بالمحافظات
تحرير 13 ألف مخالفة مرورية والرادار يرصد 6800 سيارة متجاوزة للسرعة
مصرع طالبين غرقا في مياه ترعة بالدقهلية
إصابة 12 عامل إثر انقلاب سيارة في المنيا
العثور على غريقين في نهر النيل بالمنيا
«قلب أمي عليا حجر».. كواليس جريمة «كوم حمادة» بالبحيرة
