صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فقهاء يرسمون خريطة طقوس رمضان في ظل كورونا.. خاصة للاعتكاف والتراويح

عبدالعال نافع

الخميس، 18 مارس 2021 - 08:34 م

 

مع قدوم شهر رمضان الكريم، ما زالت تداعيات فيروس كورونا، تضفى ترتيبات خاصة، من حيث اتخاذ إجراءات استثنائية واحترازية، لمنع انتشار الفيروس والتقليل من عدد المصابين، خاصة أن الشهر الكريم، له طقوس خاصة مثل موائد الرحمن وغيرها، من العادات والنفحات.


ومع قدوم شهر رمضان الكريم للعام الثاني على التوالي، أعلنت وزارة «الأوقاف» منع موائد الرحمن والاعتكاف في رمضان بسبب «كورونا».

في هذا التقرير نرصد بدائل الاعتكاف وموائد الرحمن في شهر رمضان المبارك:


«هل يجوز الاعتكاف بالبيوت بدلاً من المساجد» ؟


في ظل وباء كورونا وغلق المساجد، يتساءل كثير من المسلمين عن حكم الاعتكاف، وهل يمكن الاعتكاف في البيوت في ظل تلك الظروف؟ 


أكد الدكتور عبدالفتاح خضر، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، أن الاعتكاف سُنة عن النبي وقائمة في المساجد لكن في ظل الظروف الحالية ووباء كورونا، واتخاذ إجراءات احترازية فالاعتكاف في البيت اعتكاف لغوي باعتبار أنه لا اعتكاف إلا في المساجد مصداقاً لقول الله "ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد"، ما يدل على أنه لا اعتكاف في البيوت، لكننا يمكن أن نطلق على الوضع الحالي أنه فرصة للخلوة مع الله تعالى، فلا اعتكاف إلا في المساجد، ومن ثم فالمعنى في الاصطلاح الفقهي أنه لا يوجد اعتكاف إلا في المسجد لما يترتب عليه من التحرر من البيت والأولاد والزوجة والبعد عن المعتاد من المعيشة.

اقرأ أيضا|الشيخ الشحات العزازى: اختلف الفقهاء حول عدد ركعات صلاة التراويح


وتابع: "هذا الاعتكاف يقوم فيه المسلم بالخلوة مع الله حيث الذكر، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، وكثرة الصلاة من قيام الليل والتهجد فيما يتعلق بالرجال، أما اعتكاف المرأة في منزلها فهو جائز والأفضل الاعتكاف في مصلاها بالمنزل مثل حجرة بمفردها تعتكف فيها على ذكر الله والصلاة وتلاوة القرآن، من أجل مزيد من طاعة الله تعالى للجميع والتواصي بالصبر والمرحمة، وباعتبار أنه المتاح هذا العام".


وأكد أن من اعتاد الاعتكاف كل عام في المسجد واعتكف هذا العام في بيته فأجره كما هو كل عام في المسجد لا ينقصه شيء مصداقا لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على مكرمة ثم جاء ما يعطله عنها دون تعمد منه فإنه يأخذ أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"، ما يطمئن المسلمين بأن أجر الاعتكاف هذا العام لا ينقص شيئًا عن سابقه الأمر الذي يدفعنا إلى اغتنام تلك الفترة في التقرب إلى الله فتلك فرصة ربما لا تعوض.


من جانبه قال الدكتور أيمن الحجار، أستاذ الحديث المساعد بكلية أصول الدين، إن الاعتكاف الشرعي لا بد فيه من المسجد، ولما كانت الظروف الآن لا تسمح بذلك خوفاً على صحة الإنسان من العدوى وهو مقصد شرعي من المقاصد الكلية والضرورية التي جاءت بها الشريعة امتثالاً لقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، فإن الإنسان يمكن أن يجعل من اعتكافه فى بيته وسيلة تشبه هذا الاعتكاف في الأعمال والقربات بحيث يلزم الطاعات، من ذكر ودعاء، واستغفار مع أسرته ليعلمهم، ويشرح لهم بعض ما تعلّمه من أمور الشرع الحنيف ويستدرك ما فاته من خيرات وقربات في هذا الشهر فليجعل العشر الأواخر فرصة لختم القرآن، والتهجد والإكثار من النوافل، وتحري ليلة القدر حيث قال صلى الله عليه وسلم:

"التمسوها في الوتر من العشر الأواخر"، فلنبدأ في الاجتهاد وتعويض ما فات لأن الوقت يمضي والعمر يجري.

«بدائل موائد الرحمن»


يحرص الكثير من المسلمين على عادة التجمع العائلي في شهر رمضان على الإفطار، وإعداد موائد الرحمن لإطعام الفقراء، ولكن بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، زادت التساؤلات عن هذه العادات الطيبة في ظل التأكيد على منع التجمعات.


قال الدكتور أبو يعلى أحمد صدقي الأزهري، عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الولائم في الأصل عمل طيب مشروع يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه.


واستشهد بقوله تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)".. «الإنسان»، قائلاً إن إطعام الناس في رمضان من السنن الحسنة الطيبة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم من أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان.


ولفت إلى أن نفس الأمر كذلك في العزومة الخاصة بالأهل والأقارب والأحبة، فإنها تعمل على التقريب من بعضهم البعض ويفتح سبل الخير والمودة والألفة، والله سبحانه وتعالى قدر شرع ذلك.


وأكد أنه في ظل الظروف الاستثنائية التي نحن فيها وإذا كان الأطباء قد أجمعوا على أهمية وضرورة التباعد الاجتماعي وعد الاختلاط وعدم الزحام، فإن العزومات والولائم في هذه الأيام تعتبر مخالفة صريحة لما يأمر به الأطباء ومدعاة لانتقال العدوى ولا حول ولا قوة إلا بالله، فحينئذ يتغير الحكم ونقول لمن كانوا يقيمون الولائم للفقراء والمساكين إن الله سيقبل منكم هذا العمل وهذا البر حتى ولو لم تستطيعوا أن تقيموه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن الإنسان إذا كان له عمل صالح فمنع منه بسبب معتبر فإن الله سبحانه وتعالى يجري عليه ثواب هذا العمل، ويمكنكم أن تستعيضوا عن هذه الولائم بما يسمى «شنط رمضان» من الحبوب والأرز واللحم وغير ذلك، من الأمور التي تقيم الأكل للناس وتوزع على الفقراء والمساكين في بيوتهم.

هل تجوز صلاة التراويح في المنازل ؟


قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن صلاة التراويح تصلى فرداً فى المنازل وغيرها والمسجد ليس شرطاً، فضلاً عن أنها سنة وليست فرضاً، مشدداً على أن الداعين إلى صلاة التراويح فى جماعة تعد مزايدة وتنطعاً بالدين تتسبب فى إلحاق الأذى بالمواطنين.


وأضاف "كريمة"، خلال حوار له ببرنامج "التاسعة"، الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، عبر القناة الأولى المصرية، أن أزمة الخطاب الدينى ، تتمثل فى الجهل بآيات القرآن الكريم والسنة النبوية، وتابع:"تركنا النص التشريعى ولهثنا وراء قال فلان وعلان".

وفى سياق آخر علق "كريمة"، على مسألة الاعتكاف فى ظل أزمة فيروس كورونا وغلق المساجد، قائلاً:" طالما أن المساجد مغلقة فلا يوجد اعتكاف كون لا يصح الاعتكاف إلا فى المساجد".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة