الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي


‎أسماء الله الحسنى من خواطر الإمام الشعراوي

الأخبار

الخميس، 18 مارس 2021 - 09:10 م

‎"نعلم أن الله قد يعلم بعضاً من خلقه أسماء له ويستأثر لنفسه بأسماء سنعرفها يوم القيامة حين نلقاه".

ولقد عرفنا أن كلمة "الله" هى علَم على واجب الوجود، وهى الاسم الذى اختاره الله لنفسه وأعلمنا به، ولله أسماء كثيرة كما روى فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأل الله بكم اسم هو له أنزله فى كتابه أو علمه أحداً من خلقه أى خصّه به أو استأثر به فى علم الغيب عنده، فلا تظنن أن أسماء الله هى كلها هذه الأسماء التى نعرفها، ولكن هذه الأسماء هى التى أذن الله سبحانه وتعالى بأن نعلمها.

‎ومن الجائز، أو من لفظ الحديث نعلم أن الله قد يُعلّم بعضا من خلقه أسماء له، ويستأثر لنفسه بأسماء سنعرفها يوم القيامة حين نلقاه، وحين نتكلم عن الأسماء الأخرى نجد أنها ملحوظ فيها الصفة، ولكنها صارت أسماء لأنها الصفة الغالبة، فإذا قيل: (قادر) نجد أننا نستخدم هذه الكلمة لوصف واحد من البشر، ولكن القادر إذا أطلق انصرف إلى القادر الأعلى وهو الله. وكذلك السميع ، والبصير. والعليم.

‎إننا نجد أن بعضاً من أسماء الله سبحانه وتعالى له مقابل، ومن أسماء الله الحسنى ما لا تجد له مقابلاً. فإذا قيل: المحيي. تجد المميت والمعز تجد المذل، لأنها صفة يظهر أثرها فى الغير، فهو مميت لغيره، ومعزّ لغيره، ومذل لغيره، لكن الصفة إن لم يوجد لها مقابل نسميها صفة ذات، فهو حى ولا نأتى بالمقابل إنما مُحيى نأتى بالمقابل وهو المميت، فهذه اسمها صفة فعل.

‎فصفات الفعل يتصف بها وبمقابلها لأنها فى الغير. لكن صفة الذات لا يتصف إلا بها.

‎وحينما قال الحق: "الله" فهو سبحانه يريد أن يعطينا بعض تجليات الله فى أسمائه، فقال: (الله لا إله إلا هو) ليحقق لنا صفة التوحيد، ويجب أن نعلم أن (إلا) هنا ليست أداة استثناء، لأنها لو كانت أداة استثناء فكأنك تنفى أن توجد آلهة ويكون الله من ضمن هذه الآلهة التى نفيتها وذلك غير صحيح. وإنما المراد أنه لا آلهة أبداً غير الله فهو واحد لا شريك له، وأنه لا معبود بحق إلا هو فكلمة (إلاّ) ليست للاستثناء وإنما هى بمعنى غير، أى لا إله غير الله.

‎وقد عرفنا أن هذه القضية معها دليلها، وإلا فلو كان هناك إله آخر لقال لنا: إنه موجود. لكن لا إله إلا هو سبحانه أبلغنا "الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ". وأعجبنى ما قاله الدكتور عبد الوهاب عزام رحمة الله عليه وكان متأثرا بالشاعر الباكستانى (إقبال)، كان للشاعر إقبال شيء اسمه (المثاني)، أى أن يقول بيتين من الشعر فى معنى، وبيتين من الشعر فى معنى، وكان يغلب على شعر إقبال الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي، وقد تأثر الدكتور عبد الوهاب عزام بشعر إقبال فجعل له مثانى أيضا يناظر فيها (إقبال)، فيقول:

‎إنما التوحيد إيجاب وسلب ... وفيهما للنفس عزم ومضاء.

‎وقوله: (إنما التوحيد إيجاب وسلب) هو قول متأثر بالقضية الكهربية. فيقول: إنما التوحيد إيجاب وسلب فيهما للنفس عزم ومضاء. فأنت عندما تقول (لا إله)، ف (لا) للنفي، وعندما تكمل قولك: (إلا الله) ف (إلا) للإثبات، ويكمل الدكتور عزام قوله: لا وإلا قوة قاهرة. فهما فى القلب قطبا الكهرباء كأن الكهرباء تأتى بأنك تسلب وتوجب. فالإيجاب فى (إلا) والسلب فى (لا). ومادام فيه إيجاب وسلب، إذن ففيه شرارة كهرباء.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة