إفشاء أسرار البيوت على السوشيال ميديا يؤدى لهدمها
إفشاء أسرار البيوت على السوشيال ميديا يؤدى لهدمها


بعد هوس «السوشيال ميديا».. العلماء: إفشاء الأسرار من الكبائر

سنية عباس- نادية زين العابدين

الخميس، 18 مارس 2021 - 09:26 م

إفشاء أسرار البيوت وتفاصيل الحياة والمشاكل الأسرية والزوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت مرتعا لكشف مستور البيوت وخطأ جسيماً يقع فيه كثير من الأزواج والزوجات فى تعامل خاطئ مع التكنولوجيا الحديثة فضلا عن جلسات النميمة والفضفضة التى يعتادها كلا الزوجين مع الأقارب والأصدقاء والجيران وأحيانا مع من لا يكون معهم سابق معرفة!!، وهذه الأفعال الغائبة عن القيم والأخلاقيات يرفضها الشرع ويحذر فاعلها بأنه آثم لارتكابه كبيرة من الكبائر لتوابعها الكارثية التى تهدد الأمن الأسرى والاستقرار المجتمعى.

يقول الشيخ أحمد ترك من علماء الأوقاف: تقوم العلاقة الزوجية على الخصوصية والسرية قال تعالى: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" أى ما بين الزوجين من عورات وأسرار لباس وغطاء للطرف الآخر، وكلا الزوجين الذى يتحدث عن أسرار الأسرة الصغيرة أو الكبيرة أمام الآخرين أو من خلال مواقع الانترنت والإخبار بكل تفاصيل الحياة رواية أو كتابة أو تصويرا بقصد الفضفضة ويظن قائلها أنها تجلب الراحة والحقيقة أنها تجلب الندم والخسران وتقود إلى مشاكل كثيرة تنتهى فى بعض الأحيان بالطلاق بخلاف جرائم عديدة كالابتزاز والتشهير وغيرها مما ينتشر حاليا لتصبح مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة لخراب البيوت تمت بأيدينا وموافقتنا تفسد الحياة الهادئة بفعل غير مسئول تسلكه الأسر التى تبحث عن الأنا وتهتم بالمظهر دون الجوهر بعيدا عن القيم والأخلاق ورعاية من ينتمون إليهم بقرابة أو صلة وغافلين أن الحياة الأسرية تبنى على الميثاق الغليظ ودوام العطاء والألفة قال تعالى: "وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا".

ويضيف: إطلاع طرف ثالث على بعض أسرار البيوت يمكن هذا الطرف من استخدامها للإيقاع بين الزوجين فلا يضمن أى منهما أمانة من يحكى له ولذا منع الإسلام أن تصف الزوجة زوجها لصديقاتها لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :"لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها"، وهذا المحظور للرجال أيضا فقد يحدث فى نفوس الحاضرات عندما يصف زوجته مالا يحمد عقباه من الحسد وغيره، والأمر الآخر أن الضرر المعنوى والمادى الذى يقع على أحد الزوجين إذا أفشى الآخر أسراره يهدم حرمة البيوت لما فيه من انتهاك للكرامة وخيانة للأمانة يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها"، ولذلك إفشاء الأسرار يعظم ضرره من خلال هذه المواقع سريعة الانتشار.

الوقاية المبكرة

ويتابع: يعلمنا ذلك ألا نثق فى أدوات التواصل الاجتماعى لتكون مرآة لحياتنا الشخصية وألا تكون حياتنا الشخصية مادة للتسلية أو جلب التعاطف عند حدوث المشكلات وهو ما يلجأ إليه بعض الأزواج ليسيء سمعة الطرف الآخر ولا يعلم أنه يحط من شأنه فضلا عن أن نشر الأسرار الاجتماعية والعائلية يعرقل الصلح ولذلك علينا أن نتخذ علاجا أكثر فاعلية للوقاية المبكرة من هذه الآفة بأدوات مؤثرة حول عواقب هذا السلوك بالخطاب الدينى والإعلامى والثقافى وتكثيف نشر روايات دينية وأدبية وأعمال درامية لبيان أضرار هذا السلوك، وأن تتعاقد الوزارات المعنية مع وسائل التواصل الاجتماعى لبث رسائل لكل المشتركين تجسد مساوئ هذا الفعل لاستعادة حرمة البيوت ولتكن بتحذيرات من نشر الخصوصيات، وتعويد الأطفال منذ الصغر على عدم إفشاء أسرار البيوت، وأن يتضمن قانون الأحوال الشخصية الجديد مادة حول انتهاك خصوصية الأسرة وعقوبة الزوج والزوجة فى حالة إفشاء أسرار الآخر مع الإلتزام بتطبيق مرونة القانون فمن حق الزوجة أن تشتكى الزوج والعكس ولكن بالطرق الشرعية دون فضح الطرف الآخر، ويؤكد : على ضرورة اجتياز المقبلين على الزواج دورات اجبارية وليس اختيارية بآليه تجذب حضورها فاستقرار الأسرة أمن قومى ولا نعتمد فقط على نصائح البيوت من الأهالى فقد تكون محدودة، وكما لا نسمح لأحد بقيادة سيارة بدون رخصة فالأولى ألا ندفع شبابنا لبناء بيوت بدون التدريب على إدارتها والإلمام بحقوق وواجبات كلا الطرفين، ويضيف : المباح فقط فى إفشاء الأسرار عند رفع الظلم أمام الجهات القضائية باعتبارها ولى أمر الناس، أو عند عقد جلسة عرفية يتولاها من يتسم بالحكمة لتحقيق النصيحة الإلهية :"حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما".

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة