صورة موضوعية
صورة موضوعية


على جمعة: الاحتفال بيوم الأم جائز شرعًا لا مانع منه

الأخبار

الخميس، 18 مارس 2021 - 10:27 م

- ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟ هل هو بدعة؟

كما جاء الإسلام بتكريم الإنسان من حيث هو إنسان بِغَضِّ النظر عن نوعه أو جنسه أو لونه، فإنه أضاف إلى ذلك تكريمًا آخر يتعلق بالوظائف التى أقامه الله فيها طبقًا للخصائص التى خلـقه الله عليها، فكان من ذلك تكريم الوالدين اللذين جعلهما الله تعالى سببًا فى الوجود، وقرن شكرهما بشكره؛ وجعل الأمر بالإحسان إليهما بعد الأمر بعبادته سبحانه وتعالى ، وكان ذلك لأن الله جعلهما السبب الظاهر فى الإيجاد فكانا أعظم مظهر كونى تجلت فيه صفة الخلق، وناهيك بذلك شرفًا على شرف وتكريمًا على تكريم.. والنبى صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمة على الأب فى ذلك.

ومن مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمى لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التى يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هى ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود، وقد أقر النبى صلى الله عليه وآله وسلم العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التى كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم. 

ويمكننا أن ندرك مدى الهوة الواسعة والمفارقة البعيدة بيننا وبين الآخر الذى ذابت لديه قيمة الأسرة وتفككت فى واقعه أوصالُها، فأصبح يلهث وراء هذه المناسبات ويتعطش إلى إقامتها ليستجدى بها شيئًا من هذه المعانى المفقودة لديه، وصارت مثل هذه الأيام أقرب عندهم إلى ما يمكن أن نسميه "بالتسول العاطفي" من الأبناء الذين يُنَبَّهون فيها إلى ضرورة تذكر أمهاتهم بشيء من الهدايا الرمزية أثناء لهاثهم فى تيار الحياة الذى ينظر أمامه ولا ينظر خلفه.. ومع هذا الاختلاف والتباين بيننا وبين ثقافة الآخر التى أفرز واقعها مثل هذه المناسبات إلا أن ذلك لا يشكل مانعًا شرعيًّا من الاحتفال بها، بل نرى فى المشاركة فيها نشرًا لقيمة البر بالوالدين فى عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها من كل أحد حتى ولو كان على غير دينه؛ وعليه: فإن الاحتفال بيوم الأم أمر جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هى ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة