صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد 10 سنوات على كارثة فوكوشيما.. كيف تغيرت الخريطة النووية للعالم؟

ناريمان فوزي

الخميس، 18 مارس 2021 - 11:44 م

بين عامي 2000 و 2010 ، كانت التحولات في السياسات النووية للعديد من البلدان واحدة من أكثر الجوانب إثارة للدهشة للأهمية المتزايدة لقضية الطاقة في النقاش السياسي. 

ففي 2011، وتحديدا في شهر مارس كانت اليابان على موعد مع كارثة حيث أدت مشاكل التبريد إلى ارتفاع في ضغط المفاعل، تبعتها مشكلة في التحكم بالتنفيس نتج عنها زيادة في النشاط الإشعاعي فيما عرف بـ«كارثة فوكوشيما» والتي تطورت بعد زلزال اليابان الكبير.

اقرأ أيضًا: اليابان تحيي الذكرى العاشرة لـ «تسونامي»

ضرب زلزال قوته 9 درجات الساحل الشرقي لليابان، مُحدثاً أمواج تسونامي ألحقت أضراراً بالغة بالمناطق الساحلية وأسفرت عن مقتل 15.891 شخصاً وفقدان 2579 شخصاً. 

تسببت أمواج التسونامي تلك، فقدت محطة فوكوشيما داييتشي لتوليد الطاقة النووي  (FDNPS، الواقعة على امتداد الشاطئ، قدرتها الرئيسية على التبريد ممَّا أحدث أضراراً بالغة في قلب المفاعل وأدَّى إلى حادثٍ نووي صُنِف في الدرجة السابعة حسب المقياس الدولي لتصنيف الأحداث النووية (INES). وانبعثت كميات كبيرة من المواد المشعَّة (النويدات المشعَّة) في البيئة إثر الانفجارات التي حدثت في محطة فوكوشيما داييتشي لتوليد الطاقة النووية (FDNPS) في 12 و14 و15 مارس. 

ذكرت آنذاك، وكالة الهندسة النووية بأن الوحدات من 1 إلى 3 توقفت بشكل آلي بعد زلزال اليابان الكبير، بينما كانت الوحدات من 4 إلى 6 متوقفة بسبب أعمال الصيانة. وقد تم تشغيل مولدات ديزل لتأمين طاقة كهربائية راجعة من أجل تبريد الوحدات 1 إلى 3 والتي كانت قد تضررت بسبب التسونامي. وقد عملت هذه المولدات في البداية بشكل جيد لكنها توقفت بعد ساعة. 

ويستخدم التبريد في طرح الحرارة المتولدة في المفاعل، وبعد فشل المولدات وتوقف البطاريات عن العمل بعد 8 ساعات والتي تستخدم عادة للتحكم بالمفاعل وصمامته أثناء انقطاع الكهرباء، أعلنت حالة الطوارئ النووي في اليابان. 

والآن وبعد مرور عشر سنوات على الحادث، تم تعديل الجغرافيا العالمية للطاقة النووية ، مع تحول مركز جاذبيتها نحو الصين وروسيا.

فحسبما ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، فقد أدى حادث فوكوشيما إلى تحويل الطاقة النووية إلى بُعد جديد: ابتعدت العديد من الدول الغربية تدريجياً عن هذه الطاقة، التي لا تزال توفر 10٪ من الكهرباء في جميع أنحاء العالم، كما أصبحت الصين وروسيا محركات هذه الصناعة على مستوى العالم ، مما أدى إلى تحويل مركز ثقلها. 

في نهاية عام 2020 ، كان 412 مفاعلًا قيد التشغيل في 33 دولة ، مقابل 429 في نهاية عام 2010. أما السنوات المقبلة، فيجب على ألمانيا وبلجيكا وسويسرا إغلاق مفاعلاتها. كما سيتعين على المملكة المتحدة إغلاق جميع مفاعلاتها أيضًا، لكنها قررت بناء مفاعلات جديدة.

على مدى السنوات العشر الماضية ، نفذت الصين ما يقرب من نصف مشاريع البناء الجديدة ولديها دفتر طلبات ممتلئ جيدًا، لا سيما مع الترويج لمفاعل صيني 100٪ ، كما شرعت عدد قليل من الدول في المغامرة النووية مؤخرًا ، كالإمارات العربية المتحدة وبيلاروسيا وتركيا. أما في أوروبا، فإلى جانب المملكة المتحدة ، تخطط جمهورية التشيك وبولندا لبناء مصانع جديدة ، لكنها لم تحدد جدولًا زمنيًا دقيقًا بعد.

أما فرنسا، فقد أشارت الصحيفة الفرنسية بأنه يجب على باريس أن يتقدم أسطولها النووي وأن تقرر في السنوات المقبلة، ما إذا كانت تنوي الشروع في بناء مفاعلات جديدة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة