«الداية» فتحية.. سلاحها «موس حلاقة» وأجرها «شوية رز»
«الداية» فتحية.. سلاحها «موس حلاقة» وأجرها «شوية رز»


حكايات| «الداية» فتحية.. سلاحها «موس حلاقة» وأجرها «شوية رز»

محمد حسنين

الجمعة، 19 مارس 2021 - 02:02 م

 

لم يعد عصر «الدايات» كسابق عهده، وتوارت سير كل «داية» كانت تشق طريقها بين القرى والحارات بحثًا عن راحة الحوامل، وبفضل التطور الطبي بات الانقراض هو طريقها الوحيد الآن.

 

الحاجة فتحية سيدة من رائحة الزمن الجميل، ظلت تعمل كـ«داية» للإنفاق على أسرتها وأطفالها، حتى بلغت من العمر 90 عامًا؛ إذ بدأت نشاطها وهي في عامها الـ25، واحتفظت بمهامها لأكثر من 20 عاما.

 

تقول فتحية: «الشغلانة دي صنعة اكتسبتها من حماتي، وكانت بتشتغل ممرضة في مستشفى في الشرقية، كنت أروح معاها لحد ما اتعلمت منها إزاي أولد الستات».


 
من هنا تعلمت السيدة التسعينية «هذه الصنعة - على حد وصفها - وشوية شوية اتعلمت الشغلانة من صغري وفي أول مرة أقوم بولادة سيده خدت جنيه واحد وكنت مبسوطة قوي».

 

اقرأ أيضًا| أين المنديل؟.. كوميديا المأذونين في ليلة كتب الكتاب

 

بابتسامة بسيطة تمضي فتحية في حديثها: «مرة بعد التانية بقى عندي خبرة، وقبل أي حاجة كنت كل ما أولد ست وأشوف العيل الصغير أفرح قوي.. كفاية إني سبب في خروج روح للدنيا.. وولدت ستات كتير جدَا مقدرش أعدهم».

 

كطبيب متمرس تلقي فتحية نظرة سريعة على الحالة بمجرد تواصل أهلها معها، ثم تحدد موعد الولادة وتظل على متابعة معها، وهنا تروي: «من أسرار الشغلاني إني أقدر أحدد توقيت الولادة بصباع اليد».

 


وتحكي الحاجة فتحية أنها في كثير من الأحوال كانت لا تجد مع الأسرة مالا لتحصل على أجرها فكانت تكتفي بـ«شوية رز لأطفالها أو روث المواشي (الجلة والتي تستخدم في إشعال الفرن البلدي)»، على حد قولها.

 

مفاجأة أخرى ترويها «فتحية» فتقول: «عندما جاءت ولادتي في ابني الأول قمت بتوليد نفسي بمساعدة حماتي وتحدثت معها في اللحظة دي إني أنا اللي هاعمل كده، وبالفعل قمت بإخراج ابني الأول إلى النور حتى ربنا رزقني بأولادي الخمسة».

 

وعندما توفي زوج الداية في الشرقية، رحلت إلى القاهرة بحثًا عن عمل تنفق من خلاله على أبنائها، ولم يكن أمامها سوى «الداية» حتى كبروا جميعا وتزوجوا وبات لديها من الأحفاد ثمانية.

 

لا تزال الحاجة فتحية تتذكر أدواتها في الولادة والتي كانت تتمثل في «إبرة لتسريع الطلق ولو جاء ولد تستخدم موس حلاقة لقطع السرة».

 

أما أغرب ولادة فتتحدث عنها الست فتحية: «كانت لحفيدتي وتعرضت للسقوط على بطنها حتى نزفت فقمت مسرعة لولادتها وفوجئت برأس الطفل ثلاث قطع في يدي متوفى وتم تكفينه ودفنه».

 

سر آخر من أسرار التوليد تكشفه بقولها: «مع مرور الأيام اكتسبت الخبرة في معرفتي لنوع الجنين إذا كان ذكر أو أنثى من قبل الولادة بدقائق فلو كان نزول الجنين بوجهه فهو ولد ولو كان نزوله بالظهر فهي بنت».

 

ورغم كل سنوات الخبرة، تتمسك فتحية بتجنبها الدائم لـ«الفهلوة» في عملها؛ حيث تؤكد نصيحتها الدائمة بضرورة الذهاب إلى المستشفى للولادة القيصري إذا كانت الحالة تستدعي ذلك وعدم المجازفة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة