الكاتب الصحفي محمد قناوي
الكاتب الصحفي محمد قناوي


محمد قناوي يكتب .. وزيرة تعيد صياغة الوجدان في قرى «المراشدة‬ والتمساحية»

محمد قناوي

الجمعة، 19 مارس 2021 - 06:28 م

 

لأنني من أبناء الصعيد عشت وتربيت فيه سنوات عمري الأولي وفترة شبابي فأنني أعي تماما ما يحدث علي الأرض حاليا، وتأثير الخطة التي تنفذها الدولة المصرية والمتعقلة بتحقيق العدالة الثقافية لكل أبناء الوطن، وتنفذها وزارة الثقافة، ولأن الذي حُرم من أبسط الحقوق الثقافية يعرف جيدا قيمة النعمة التي تحدث علي أرض الواقع، فقد ظلت قري الصعيد محرومة من المسرح والسينما والكتاب وغيرها من عناصر الثقافة، حتى مشاهدة التليفزيون حرموا منها لسنوات طويلة بسبب عدم وجود تيار كهربائي في هذه القري والنجوع، لدرجة أن أهلينا أعتبروا أنفسهم «نسيا منسيا»، ولكن «الجمهورية الجديدة» تعلم جيدًا قيمة الثقافة والفنون في اعادة صياغة الوجدان المصري ليتفاعل مع المتغيرات التي تحدث في الوطن طوال السنوات الستة الأخيرة ويكونا عنصرًا فاعلًا في البناء والتنمية والتقدم، لذلك عملت «الجمهورية الجديدة» على صياغة سياسات ثقافية جديدة تتلائم مع عملية التحول التي تحدث، وتأتي في سياقها.

فما كان لأحد أن يتخيل أن يشاهد أهلنا فى قرى ونجوع الصعيد عروضا مسرحية حية، وهم أيضًا ما كانوا يتوقعون أن يشاهدوا أمامهم فرقا مسرحية، وممثلين ومخرجين، ومؤلفين، وخشبة مسرح يجلسون أمامها ليشاهدواعرضًا مسرحيًا ويتفاعلون معه، لقد كان هذا حلمًا من أحلامهم، وأخيرًا تحقق الحلم على يد الوزيرة الفنانة د.إيناس عبد الدايم التي نجحت خلال الفترة الماضية فى حصول وزارة الثقافة على ستة مسارح متنقلة مجهزة لتقديم العروض المسرحية في القرى والنجوع والتي تأتي ضمن استراتيجية الوزارة لتحقيق العدالة الثقافية والوصول بالمنتج الإبداعي إلى مختلف قرى ونجوع محافظات مصر، لأنها فنانة في المقام الأول وتؤمن أن بناء البشر، لا يقل أهمية عن بناء الحجر وأن السبيل الى تحقيق الوعي ومواجهة التطرف والإرهاب لا يأتي إلا بالثقافة والفنون صاحبة التأثير الأكبر في المواطن، بعد أن ظلت لسنوات طويلة  المتعة الثقافية وخاصة الفنون الراقية مثل «المسرح» تنحصر في القاهرة والإسكندرية، فقد آن الأوان أن تصبح الثقافة في متناول كل المواطنين، وأن تخرج من أسوار القاهرة والإسكندرية لتصل إلى أهالينا في القرى والنجوع، وما تفعله الوزيرة الفنانة حاليًا في القري والنجوع ما هو إلا تمهيد المناخ اللازم لإعادة صياغة الوجدان المصري، فقبل أيام قليلة شهدت وزيرة الثقافة بنفسها انتقال عروض مسرح المواجهة والتجوال إلى صعيد مصر، وذهبت تحديدًا إلى قرية المراشدة بمركز الوقف بمحافظة قنا، ولمن لا يعرف هذه القرية الصغيرة، فهي تقع فى الظهير الصحراوي الغربي لمحافظة قنا ويصل عدد سكانها ما يقرب من 25 ألف نسمة، شاهدوا وجها لوجه العرض المسرحي «ولاد البلد» الذي يتناول قضايا عدة من خلال لوحات فنية مثل «الفساد وقانون الخدمة المدنية، وتهجيرالأقباط والهجرة غير الشرعية وبطولات جنود الجيش والشرطة على الحدود»، ومن قرية «المراشدة» إلى قرية «التمساحية» التابعة لمركز القوصية وتقع أيضًا فى الظهير الصحراوي لمحافظة أسيوط ويصل عدد سكانها حوالى عشرة آلاف نسمة فقط، حيث شاهد أهلها لأول مرة عرض «محطة مصر» والذي تدور أحداثه حول فتاة تضل طريقها داخل محطة مصر وتتعرف على أنماط بشرية مختلفة،وتعد هذه المشاركة الأولى لفرقة مسرح القاهرة للعرائس فى عروض المواجهة والتجوال، وأبدى أهل القرية إعجابهم بالعرض ومستواه المتميز ووجهوا الشكر لوزارة الثقافة.

الخطة التي وضعتها وزيرة الثقافة لانتقال العروض المسرحية إلى القرى والنجوع هي بمثابة البداية للمشاركة في مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس السيسي لتطوير 1500 قرية، وتشارك فيها جميع قطاعات وزارة الثقافة تشارك بالفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والفكرية في جميع القرى المستهدفة، كما أعلنت وزيرة الثقافة تدريب 300 طفل من أبناء قرى محافظة قنا في برنامج تنموي لإعداد الممثل الشامل من خلال مشروع مسرح المواجهة والتجوال.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة