زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

قصب السكر المُر.. حكاية مهداة لوزير الزراعة

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 19 مارس 2021 - 07:14 م

جلس الرجل بجوارى فى القطار المتوجه إلى قنا، كان يرتدى جلابية من الصوف وعمامة بيضاء، ويفوح من هندامه عطر أخاذ، وعلى كتفه عباءة مطوية. 
طلب منى التأكد من رقم مقعده، ثم وضع رأسه على زجاج نافذة عكست عبوسه، وغفا للحظات، واستقيظ على نغم تلامس زجاجات تتراقص على طاولة البوفيه، التى يدفعها شاب أنيق، فطلب منه مشروبًا باردًا، فعرض عليه زجاجة عصير قصب، فقال بصوت عال وبعفوية: بلاش تشرَّبنى المر ده تاني! ضحكتُ، وحين سألته قال بحسرةٍ إنه من كبار الفلاحين، وإنهم يزرعون القصب بتكلفة تكاد تقارب العائد منه! إذ تبلغ تكلفة الفدان الواحد 23 ألف جنيه، بينما تتراوح إنتاجيته من 35 إلى 40 طنًا.
 وبحساب الربح على افتراض معدل الإنتاج الأعلى وبسعر التوريد الحالى للطن «720 جنيها» يكون هامش الربح للفدان الواحد 5800 جنيه فى العام! رغم أن مالك الأرض لو أجَّر الفدان لأى زراعة أخرى سيحصل على قيمة إيجارية تتراوح ما بين 12 إلى  25 ألف جنيه سنويا حسب طبيعة التربة!  
وأكد أن الفلاحين يأملون مساعدة الجهات المعنية برفع سعر توريد الفدان لرقم يكون أكثر إنصافًا، وأنهم يثمنون قرار الحكومة برفع سعر توريد طن القصب إلى 720 جنيهًا قبل ثلاث سنوات.  كما أنهم يقدرون الإنجاز التاريخى الذى رعاه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قنا بإنشاء محور الشهيد باسم فكري، والذى ربط بين مصنع السكر فى مدينة قوص بشرق النيل، وبين غيطان القصب فى الغرب بمركز نقادة.
ووفّر ساعات طويلة من عناء توصيل المحصول عبر معديّات، بالإضافة إلى تقليل مخاطر سقوط المقاطير المحملة بالمحصول فى النيل. 
وتمنى تتويج جهود الدولة وخاصة مع اهتمام الرئيس شخصيًا بتنمية الصعيد، وترجمة ذلك بإزالة المعوقات أمام الفلاح لتسيير أحواله المعيشية، حتى تنبت أرض هذا البلد مزيدًا من الانتماء الذى يليق بعظمته. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة