صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

علموا أولادكم المحافظة على الحدائق

صبري غنيم

الجمعة، 19 مارس 2021 - 07:24 م

فى أول زيارة لى لمدينة لندن فى أوائل الستينيات، استضافتنى عائلة مستر هانكوك البريطانية، والتى تسكن فى منطقة ساري، وسارى تتميز بالخضرة والأشجار والفيلات.
فهى من المناطق الثرية جدا، تسكنها طبقة الأغنياء، وأصحاب المعاشات، شوارعها نظيفة جدا، الحدائق العامة تعمل بها بنات المدارس وهن يرتدين الافرولات، ويحملن أدوات الزراعة، ومنهن من تقود عربة مخلفات الزراعة، أحواض الزراعة تتلألأ بأشكال مختلفة من الزهور، الأطفال يلعبون حولها ولا يمكن لأحدهم أن يقطف وردة ويخلع زرعة..طبعا مستحيل أن يحدث هذا عندنا قبل أن نتغير داخل البيت، أن نعلم أطفالنا ثقافة البيئة، يعنى كيف يحافظون على شوارعهم ..
أذكر أن محافظة الجيزة فى الستينيات أرادت أن تخوض تجربة وتزرع وسط الشوارع الرئيسية أشجارا، وإذا بها تقيم حول كل شجرة حوضاً من الزهور، للأسف أطفال المدارس خلعوا المزروعات وجروها من فوق الأرصفة الى الشوارع.. وفى الليل خرجت اللوريات تجمعها من الشوارع، طبعا العيب من البيت والمدرسة، لو وجد الطفل من يردعه أو يرفع من ثقافته ويحببه فى الزرع لأصبحت عادة فى حياته، وهذه مهمة البيت والمدرسة معا، للأسف البيت لعدم تفرغ الأم، والمدرسة لأن الحشو فى الفصول لم يمكن المعلمة من التوعية، فالطفل يفرغ شحنته فى انتزاع الاشجار من مكانها، سلوك يجب تقويمه بالحسنى..
كان عندنا حديقة للنباتات فى قصر الزهرية ببرج القاهرة، وكانت هذه الحديقة تزرع زهور الجلاديولس التى تعشقها أوروبا، وتشتريها من مصر، للأسف اختفت هذه الزهور، وكان عندنا حديقة للأسماك فى قلب الزمالك، حدث ولا حرج عشرات الحدائق التى تتزين بها القاهرة وأهمها حديقة الاندلس ثم حديقة الأزبكية، للأسف ماتت هذه الحدائق، وبقى عظامها هياكل خشبية تتلوى على سيقان الشجر، والسبب اهمالنا للزراعة، فاختفت القيم الجمالية واختفى جمال الخمسينيات..
الرئيس يحلم بزراعة الفواكه المثمرة فى الشوارع، السؤال هنا هل سيجد من يعاونه من ثقافة ووعى وحب للبيئة، أتمنى إذا كنا نريد بلدا متطورا مع تجديد البيئة للقاهرة، أنا عن نفسى أحنى رأسى للرئيس كونه يفكر فى تجديد حضارتنا..
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة