الجمعة، 19 مارس 2021 - 07:35 م

كنت متأكدا من قوة رد الفعل المصرى بشأن التصريحات الجوفاء التى أطلقها مؤخرا عدد من المسئولين الأتراك، ولعل كلمات وزير الخارجية سامح شكرى قد أشفت الغليل عندما لخص الموقف المصرى بقوله إن القاهرة لا تقيم وزنا لتصريحات أنقرة .. بالتأكيد مصر لا ينطلى عليها هذا الكلام من جانب الراغبين فى عودة السلطنة العثمانية  فالأقوال وحدها لا تكفى . ومن قبل قالتها مصر صريحة على لسان مصدر رسمى مؤكدة أن الارتقاء بالعلاقة مع تركيا يتطلب مراعاة الأطر القانونية والدبلوماسية للعلاقات بين الدول على أساس احترام مبدأ السيادة ومقتضيات الأمن القومى العربى، وقالت إن مصر تتوقع من أى دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها أن تلتزم بقواعد القانون الدولى ومبادئ حسن الجوار وأن تكف عن محاولات التدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة . وقد جاء كلام المصدر الرسمى بعد أيام من تصريحات مسئولين أتراك تتودد إلى مصر بما يعنى الرغبة فى عودة العلاقات الطبيعية. 
لقد جاءت الأقوال التركية  بعدما وجد الأردوغان نفسه وحيدا فقرر دق إسفين فى علاقات مصر باليونان وقبرص على طريقة تجار الدين! .. لم يتحدث بنفسه بل ترك وزير دفاعه ووزير خارجيته يتحدثان عن وجود احتمالات لعودة العلاقات بين مصر وتركيا إلى طبيعتها وكأنه هو الذى يقرر موعد قطع وإعادة هذه العلاقات متوقعا أن تسارع مصر بإعلان سعادتها بما قيل .. وقالوا إنهم تلقوا بإيجابية نشاط مصر فى التنقيب ضمن حدودها البحرية فى البحر المتوسط وأن مصر احترمت حدود الجرف القارى التركى حتى بعد توقيع الاتفاق مع اليونان وكان ذلك بمثابة خطوة إيجابية . وهونفس ماعبر عنه خلوصى أكار وزير الدفاع التركى الذى ثمن احترام مصر للجرف القارى التركى خلال أنشطتها للتنقيب عن شرق المتوسط .. لقد تناسى هؤلاء أن مصر تحترم القانون الدولى ولا تعتدى على حقوق أى دولة  مهما كان . لكنى أرى عدم تصديق من تحولوا إلى رعاة للإرهاب الدولى .. فإن كانوا جدلا صادقين ــ وهذا مستبعد تماما ــ لكانوا بداية قد سحبوا قواتهم والمرتزقة من ليبيا وسوريا حتى يمكن التفكير فى فتح صفحة جديدة، ولكانوا قد أغلقوا محطات الصرف الصحى الفضائية التى تبث سمومها  من استانبول ضد مصر .. وقبل هذا وذاك اعتذار تركى علنى لمصر .. لا تصدقوا ولا تجادلوا تجار الدين مهما كانت كلماتهم معسولة !