كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

حقوق الانسان هدف نبيل

كرم جبر

الجمعة، 19 مارس 2021 - 08:13 م

نريد من أمريكا أن تتفهم  ظروفنا، وتعى التوازن الدقيق الذى تسير عليه العلاقات بين البلدين، وضرورة التركيز على الإيجابيات والابتعاد عن السلبيات، وأن تكون الخطوط واضحة ولا يتم تجاوزها.
 مصر تبنى علاقاتها مع سائر الدول على الاحترام المتبادل، وتحافظ على استقلال قرارها مع مختلف القوى الكبرى فى العالم، وتدرك اهمية استمرار الحوار الاستراتيجى بين القاهرة وواشنطن بما يتيح مناقشة كل القضايا والتحديات لتحقيق مصالح الدولتين معاً.
  ليس صحيحاً ان هناك رئيسا امريكيا افضل من الآخر فى علاقته بمصر، ولكن الصحيح هو أن مصر تعرف ماذا تريد وتتحرك وفق الرؤية التى تحقق مصالحها وأهدافها، فى ظل علاقات متوازنة دون ضغوط أوإملاءات.
مصر تصنع تزاوجاً هادئاً بين الاستقرار والتنمية، فالفوضى لن تملأ البطون ولن تشبع الجوعى، والاستقرار يحتاج دولة قوية تدافع عن مصالحها.
لا نريد لأمريكا أن تختار من الشعوب عناصر سلبية وتجعل منهم أصدقاء وشركاء، وتغدق عليهم الدعم والتمويل، وترفع فى وجه حكومات المنطقة أوراق ضغط تحت شعار حقوق الإنسان.
حقوق الإنسان ليست بالتقارير المزيفة ولكنها هدف سام ونبيل، وبحانب الحقوق السياسية والحريات، يجب ضمان حق الشعوب فى حياة كريمة، فى المسكن والملبس والمأكل والصحة والتعليم وجودة الحياة. 
أسلوب حكم الرئيس بايدن لن يختلف كثيراً عن سابقه ترامب، فالسياسة الأمريكية لا يضعها الرئيس فقط، لكنها نتاج أجهزة ومؤسسات ومراكز أبحاث ودراسات، ويكون دور الرئيس هو المنفذ مع إضفاء قناعاته وخبراته وتوجهاته.
ولا يجب أن ننزعج اذا كانت الإدارة الأمريكية تطلب مزيداً من الحريات واحترام حقوق الإنسان، فهذا أيضاً ما تسعى إليه مصر، فلا أحد يختلف مع تلك المبادئ الإنسانية العظيمة، وهى قضية تعنى مصر بالدرجة الأولى وتسعى إلى تحقيق كل الإصلاحات الممكنة فى هذا الملف.
 لكن لا يجب أبداً أن تكون قضية حقوق الإنسان ورقة ضغط سياسية على مصر، ولا أن ترتبط بمشروطيات معينة، لأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين عمرها 40 عاماً، وتقف على أرضية صلبة ومصالح مشتركة، وكما تتحقق المصلحة لواشنطن، فهى كذلك للقاهرة، وجاءت نتاجاً لجهود زعماء من الدولتين، ورعاية أمريكا للسلام بين مصر وإسرائيل.
حقوق 
لا نريد من أمريكا أن تجعل أموالها ضد مصالح الشعوب وتتسلل إلى اشخاص وجمعيات، فتفسدهم وتجندهم ضد أوطانهم، وتجعلهم أدوات هدم لا بناء، وشوكة فى الظهر وليس عوناً ومساندة.
لا نريد من أمريكا أن تكرر تجارب صناعة الإرهاب، بإطلاق القاعدة وداعش وغيرها من حلفاء الإرهاب، وأن تستوعب درس 11 سبتمبر جيداً، حين انطلقت الذئاب التى قامت بتربيتها فى أفغانستان لتدميرها فى أسوأ حادث إرهابى يشهده تاريخها.
مصر كانت أول دولة فى العالم تحذر من مخاطر احتضان الإرهاب، وأكدت مراراً وتكراراً أن من يحضِّر العفريت ليس بالضرورة يستطيع أن يصرفه، وأثبتت الأحداث والتجارب صدق رؤيتها.
نريد من أمريكا إحياء حلم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، لإنقاذ السلام القابع فى مشرحة الموت منذ سنوات طويلة، ولن تهدأ المنطقة وتستقر أحوالها إلا إذا تم إحلال السلام.
نريد من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تفتح الجسور المغلقة أو تعلى شأن الرغبة فى إنقاذ شعوب المنطقة من ويلات الحروب الدينية والأهلية، وأن تساعدها فى استرداد الأمن والاستقرار.. أمريكا التى ترفع شعارات الحرية والعدالة، وتقدم للعالم نموذجاً للديمقراطية النظيفة، التى تحمى الشعوب ولا تهدمها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة