مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

عذرا «ست فايزة»

الأخبار

السبت، 20 مارس 2021 - 05:54 م

 

ونحن نحتفل اليوم بعيد الأم لا يسعنا إلا الاعتذار للمطربة فايزة أحمد والتى مازالت تصدح حتى الآن بأغنيتها الخالدة «ست الحبايب يا حبيبة» وهى لا تدرى أن ست الحبايب الآن لم تعد زى زمان.
ست الحبايب يا ست فايزة أصبحت جهازا فى حجم الكف اسمه الموبايل تحمله كل يد وهو لطفل اليوم بابا وماما وجدو كمان يدخل عالمه الافتراضى من طلعتها لغطستها حتى أن وسيلة العقاب لم تعد الخرزانة و»الشبشب» الطائر كما فى زمانك فيكفى الأم أن تسلب طفلها جهاز الموبايل للحظات كى يحترق قلبه وتهطل دموعه وربما أطاع وانصاع.
الموبايل الآن هو الأم البديلة التى ينام على أنغامها ويصحو على حكاياتها وأشكالها وألوانها تجذبه من رموشه وتشد أذنه، تأخذ بيده إلى عوالم وهمية يحركها وقد منحته القدرة على التحكم والتغيير والتبديل بضغطة زر خفيفة ويعلم الله وحده تأثيرها مستقبلا على أفكاره وقناعاته واتزانه النفسى والعقلى وهو يعتقد أن الدنيا بأسرها عند أطراف أصابعه.
الموبايل الآن هو النداهة التى تخطف الجميع كبارا وصغارا.. هو حضن الأم المزيف الذى يرتمى بين أضلاعه كل مراهق بحثا عن إجابة لكل سؤال وهو نافذته على دنيا لا ننتمى إليها بكل حال من الأحوال.. دنيا السماوات المفتوحة التى عجزت كل أم حقيقية عن الوصول إليها والإمساك بخيوطها لاستعادة حقها الطبيعى فى السيطرة الرشيدة على بيتها وأولادها والمساهمة فى مجتمعها بأفراد صالحين.
الدنيا تغيرت يا ست فايزة حتى هدايا الأم لم تعد وردة ومنديلا بل أصبحت موبايلات وثلاجات وغسالات.. رحم الله أيامك وكان فى عون أمهات اليوم ضد البديلات المحفوظات ضد الكسر المحروسات بمزايا العروض والباقات.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة