د. أحمدعفيفى
د. أحمدعفيفى


شئون جامعية

عقل واحد وألسُن ثلاثة

أحمد عفيفي

السبت، 20 مارس 2021 - 06:00 م

تقدم» الجامعات» التى تتصف بحيوية الرؤية ودهشة الحلم للمجتمع الإمدادات العلمية الصانعة للأفكار والجامعة للكلمة والقيمة والقرار. منذ سنوات والمشهد الإدارى الجامعى ينبئ عن رئيس للجامعة (يعين بقرار جمهورى) وثلاثة نواب (يعين كل منهم بقرار رئيس الوزراء)، عمداء الكليات (يعين كل منهم بقرار جمهورى)، إلى جانب رؤساء الأقسام العلمية (يعين كل منهم بقرار رئيس الجامعة). تتشكل الهيكلية الإدارية للجامعة من ثلاثة قطاعات: الدراسات العليا والبحوث، التعليم والطلاب،  وخدمة المجتمع وتنمية البيئة. ويتولى مسئولية كل قطاع أحد نواب رئيس الجامعة الثلاث مهما كان تخصصه العلمى الدقيق كأستاذ، أو سابقة أعماله الإدارية، أو إنتمائه لإحدى كليات الجامعة.
«رؤساء الجامعات» يتقدمون بملفات ترشحهم ورؤاهم وتصوراتهم، ويخضعون لمقابلة شخصية من قبل «المجلس الأعلى للجامعات» لإعداد «القائمة الصغرى» (3 أسماء) والتى ترفع لإتخاذ القرار النهائى بالتعيين فى المنصب لمدة 4 سنوات. وكذلك الأمر مع «عمداء الكليات» المرشحين الذين يعرضون ملفاتهم أمام «لجنة» برئاسة رئيس الجامعة التى تتبعها الكلية المعنية، حتى تعد «القائمة الصغرى» (بالمثل 3 أسماء) وترفع لاستصدار القرار الجمهورى بتعيين أحدهم.هكذا يتضح أن المرشحين لمنصب «رئيس الجامعة» أو «عميد الكلية» يتأسس التنافس بينهم على معايير وضوابط ومشروعات تقدم ورؤى تصاغ ومناقشات تتم وقرارات تتخذ بتسمية الأفضل.
والصورة ليست كذلك بالنسبة لنائب رئيس الجامعة..لا ملفات تعد ولا رؤى تطرح ولا ترشيح يتم، فقط يعين من يقع عليه الإختيار الشخصى مباشرة ولنفس المدة (4سنوات). فهل منصب «نائب رئيس الجامعة»- على رفعته وعلو قدره -  لا يجوز التنافس عليه من قبل أفضل الكفاءات الجامعية قيادة ووعياً وخيالاً إدارياً يرتقى بالجامعة إلى عنان السماء علميا؟.. كلا، فالجامعة زاخرة بالعديد من الأساتذة الأجلاء الذين يملكون جدارة التنافس الحر الشريف على «المنصب» المرموق ليظفر به الأقدر على الإنطلاق بالجامعة إلى تحقيق الآمال والطموحات.
وبدلاً من أن يختل الإيقاع الجامعى ويتعثر تدفقه جراء الإصرار الدائم على التقسيم التقليدى لقطاعات الجامعة إدارياً إلى: دراسات عليا وبحوث- تعليم وطلاب- خدمة المجتمع وتنمية البيئة، فعلينا اللجوء إلى عمق النظر بعين الخيال. ربما لو كان «التقسيم» عاكساً لطبيعة البرامج الدراسية ونوعية التخصصات الأكاديمية التى تغطيها الجامعة، لوجدنا أنفسنا أمام «بعث جديد» يأخذ الجامعة نحو آفاق واسعة تطبيقاً لسياسة التطوير «بالقفز المتلاحق»، لكى يصيب قطار التنمية طريقه،  ونترك «التقليدية» البغيضة وشأنها،  ونلامس حافة الرقى.
تصنف «العلوم الجامعية» إلى ثلاثة مجالات: العلوم الإنسانية، العلوم الأساسية،  والعلوم التطبيقية والتكنولوجية. ولكل فئة مقوماتها المميزة.
إنها «رؤية» تتيح الفرصة الحقيقية للنهوض «بالقطاع الدراسى» ذاته ويخلق المنافسة الإيجابية مع «القطاعات الدراسية» الأخرى، وتعيد للجامعة استكشاف ذاتها بحثاً دؤوباً عن مكامن تميزها وتعبيراً صادقاً عن نفسها فى اللحاق بالركب العالمى. هكذا نستطيع امتلاك جامعة لها «عقل» واحد و«ألسن» ثلاثة و«قلوب» كثيرة.
> أستاذ بعلوم القاهرة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة