ماما ماجدة تتوسط أسرتها
ماما ماجدة تتوسط أسرتها


«الأم».. مش بس اللى خلفت

قصص وحكايات عطاء تنهى أسطورة «زوجة الأب المفترية»

أميرة شعبان

السبت، 20 مارس 2021 - 08:52 م

 

«حب.. حنان.. عطاء.. تضحية» كلها معان تجسدت فطريا فى كل أم لتصبح «الأمومة» العاطفة الأسمى، وكل عام فى نفس الموعد يحتفل الجميع بعيد الأم، وتتوالى التكريمات وقصص التضحية للأمهات المثاليات، لكن هناك الآلاف ممن يعيشون نفس تلك المشاعر والمعانى لكن بكواليس مختلفة، فكانت الأم هنا زوجة الأب تارة والخالة تارة والجدة تارة أخرى، ليدمرن "التابوهات" التى رسختها الأفلام السينمائية فى أذهاننا عن أنماط معينة ومعاناة فاقدى الأم.. لذا قررنا فى السطور القادمة رصد قصص كفاح ونجاح "بطلات مثابرات" ننقلها على ألسنة الأبناء الذين لم يجدوا أكثر من التعبير عن حبهم كتكريم لهن.

- الأبناء‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭:‬‮ ‬كن‭ ‬خير‭ ‬سند‭ ‬لنا‭ ‬ولقب‭ ‬‮«‬المثالية‮» ‬‭ ‬لا‭ ‬يكفى‭ ‬فى ‬‮«‬عيدهن‮»‬

- ماما‭ ‬ماجدة‭.. ‬ملاك‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬إنسان

- 22‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الحنان‭ ‬ربت‭ ‬خلالها‭ ‬3‭ ‬أطفال‭ ‬حتى‭ ‬رأت‭ ‬أحفادهم  

قصة أقرب ما تكون للأفلام السينمائية حيث المثالية والعطاء على مدار السنوات، لكنها فى النهاية حقيقة حدثت بالفعل داخل أحد البيوت المصرية، وكانت بطلتها السيدة "ماجدة فايق" التى ربت 3 أطفال لزوج أعزب توفيت زوجته، حتى أصبحوا هم كل دنيتها، وأصبحت هى ملاذهم الأول والأخير.

تقابلنا مع ميرى، الابنة الصغرى ضمن ال3 أطفال، تبلغ الآن من العمر 33 عاما قضت معظمها فى أحضان " ماما ماجدة"، التى أكدت لهم منذ الوهلة الأولى أن الأم لا تعوض، وانها مثل الأخت الكبرى لهم، لكنها لم تكن تعرف أن مع السنوات ستصبح بالفعل هى الأم، فتقول ميرى: "مقدرش أقول غير أنها فعلا أمى وكمان خلاص حتى بالنسبة لأهلها إحنا بقينا ولادها".

قصة ماجدة سطرت بالتضحية والعطاء فى كل لحظة، فبعد الزواج لن يشاء القدر أن تنجب، ورفضت هى الأخرى السعى وراء الأطباء فاكتفت بالأطفال الثلاثة، لتبدأ معهم رحلة تربية امتدت للأحفاد، فتروى ميرى قائلة مش محتاجة أقول إنى كنت آخر العنقود فدلوعة جدا ومرتبطة بماما بشكل فوق الوصف فمكنتش متقبلة فكرة ان فى حد جاى مكان ماما أصلا، وكان أول رد فعل ليا انى مش متقبلاها، وبالرغم من إن اخويا واختى ارتبطوا بيها بسرعة لكن انا فضل الموضوع معايا حوالى 3 سنين وكانت هى الداعم الأول ليا فيهم.

تتابع ميري: القيم والمبادئ اللى اتعلمتها منها من صغرى مستحيل أنساها، أولها الثقة فى النفس والتحفيز، دايما كانت تقولى إنتى مش أقل من حد إنتى دماغك احسن انتى اشطر، واوعى حد يهز ثقتك فى نفسك أو يقولك العكس، ودايما تغرس جوانا انا واخواتى أن ربنا أهم حاجة فى حياتنا.

وتضيف: لما بدأ يجليى عرسان هنا بجد عرفت قد إيه هى سندى كانت تقعد معايا تتناقش فى كل عريس وتكلمنى عن مميزات دا، وظروف دا، وازاى دا ممكن يكون أفضل، أو دا اللى هيرحنى مش دا، لحد ما جه النصيب واتخطبت كنت دايما ألاقيها تكلم خطيبى وتعزمه يقعد معانا، وكانت بتجهزنا أحسن جهاز لحد ما جوزتنا انا واختى، واخويا طبعا وكان بعد وفاة بابا.

كان من المفترض أن تأخذ قصة ماما ماجدة منحنى آخر بعد وفاة الأب، وخاصة مع زواج الابنتين، إلا أن ميرى تقول بالعكس تماما بعد وفاة بابا انا حسيت بارتباط بيها اكتر، حسيت ان انا خلاص ما عنديش حد غيرها ولا بابا ولا ماما، وعمرى ما انسى انى لما ولدت قالتلى ان البنت متودلش إلا فى بيت باباها وروحت قعدت معاها لاعند اختى ولا حماتى ولا فى شقتى حتى.

على الجانب النفسى كانت ماما ماجدة الداعم الأول لميرى فى مواقف حياتها فتقول  ما كنش حد بيهون على زيها و بيطبطب عليا قدها.

وتختم ميرى قائلة ببساطة هى حد ملاك فعلا، انا بعتبرها زى أمى فعلا ومش عارفة ازاى هقدر أرد كل اللى عملته معانا، وهل تكريمها ونشر قصتها فى عيد الأم كافى ولا لأ، لان مفيش حاجة تعبر عن اللى جوايا.

-6‭ ‬أخوة‭ ‬والقدر‭ ‬وحده‭ ‬يكشف‭ ‬أصل‭ ‬الحكاية    

- ‮«‬آمال‭ ‬الجندى‮»‬‭.. ‬دعوة‭ ‬مستجابة‭ ‬من‭ ‬‮«‬أم‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬وفاتها

                                                  آمال الجندى

أنا لا أحب كلمة زوجة أبي.. ربما لأن الافلام تناولتها بشكل قاس وشرير، إنما هى أمى الثانية.. بل هى دعوة أمى رحمها الله.. بهذه الكلمات، وعلى لسان الابنة الكبرى دعاء، تبدأ قصة السيدة آمال الجندي التى ربطها القدر بـ 3 أطفال بعد وفاة والدتهم، لكنها لم تكن تعلم أنها أيضا دعوة مستجابة من والدتهم قبل وفاتها.

توضح دعاء القصة قائلة وانا صغيرة قبل وفاة أمى ، كنت دائما اسمعها تدعو الله أن يتزوج ابى بامرأة طيبة بعد وفاتها واستغرب جدا من دعائها، وحينما بلغت 9 سنوات توفيت امي، وعندما اخبرنا ابى بنيته للزواج ارتبكت وخفت وما طمأننى دعوات امى ان يتزوج ابى بامرأة طيبة، فهدأت نفسى واطمأنت، وبالفعل تزوج ابى سيدة اكبر بكثير من كونها طيبة فقد كانت مخلصة لأبى ولأمي،  وتضيف عندما كبرت وجدتها صديقة لى وعندما كانت تسألنى صديقاتى عن حالنا فى البيت وعن زوجة ابى كنت اقول هى صديقتى واختى الكبيرة التى احبها واشعر معها بالراحة والامان، واننى لا اخجل منها ولا اخاف ان احكى لها شيئا.

ومع مرور الأيام أنجبت السيدة آمال 3 أطفال، لتبدأ مهمة جديدة بالنسبة لها فى إضفاء الحب بين الأخوة الـ6 جميعا ونجحت فى ذلك لدرجة أن الأخوة الأصغر لم يعلموا شيئا عن كونهم غير أشقاء، حتى شاء القدر أن يعرفوا الأمر.. وتروى لنا د. هند، الأخت الصغرى بين الـ6 أخوة قائلة  منذ صغرى وأنا أجد نفسى وسط عائلة كبيرة أب مثقف ووقور وأم حنونة وأشقاء كبار وقد علمتنى أمى منذ الصغر ان انادى أشقائى ال3 الأكبر بـ(أبيه − أبلة ) احتراما لهم، ولم أفهم لماذا كان كل هذا الفارق السنى وقد كنت الصغيرة المدللة منهم جميعا.

وتردف: لكننى كنت أرى صورا لسيدة جميلة معلقة على جدران منزلنا الكبير وعندما كنت اتساءل من هذه السيدة كانت ترد أمى اسمها (ماما عايدة) وهى دلوقتى عند ربنا.. واتذكر يوم كنت فى سن العاشرة من عمرى ومع زيادة تساؤلاتى قرروا ان يشرحوا لى الموقف وان أخوتى الكبار كانت لهم أم أخرى وتوفيت ثم تفاجأت بأنها (ماما عايدة) التى اخبرتنى أمى عنها وعن صورها، وكانت صدمة بالنسبة لي.. أما المهندس وليد الابن الأصغر من الأشقاء الثلاثة الكبار، فيقول اتذكر زيارتى الأولى للسيدة آمال مع والدي.. اتذكر حفاوة الاستقبال والجو الحنون من الجميع.. اتذكر شعورى فى ايامها الأولى كزوجة أبى بالدفئ والحنان اللذين افتقدتهما بعد وفاة أمي، ولكن لا اتذكر فى حياتى حتى الآن وانا اقارب الـ 44 من عمرى انى سمعت كلمة (نحن وهم) بل كنا جميعا وسنظل جمعاً بإذن الله.. وتنهى الأخت الثالثة المهندسة نجلاء القصة قائلة كل الكلمات الطيبة تقف عاجزة عن وصف تلك السيدة التى افنت عمرها فى خدمة ثلاث أطفال قدر لهم الله ان يفقدوا امهم، وأراد أن يعوضهم بأم ثانية تحافظ عليهم و على مشاعرهم و تبذل ما فى وسعها لتعويضهم حنان امهم، وبتلك النية الطيبة منحها الله ثلاثة أبناء اخرى قرة عين لها وعزوة لنا⊇انجبتهم وكأنها منحة واختبار فى نفس الوقت و الحمد لله اجتازت الاختبار بكل معانى الرحمة والإنسانية وتحدت قدرات اي سيدة فى أن تربى ستة أطفال بكل إخلاص وحب دون تفرقة ثلاثة لم تنجبهم وثلاثة أنجبتهم ولم يشعر الأبناء الاصغر سنا فى وقت انهم ليسوا اشقاء ربما الأوراق الرسمية هى التى كشفت ذلك بعد مضى وقت طويل.

- شيماء‭..‬‮ «‬عملة‭ ‬نادرة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‮»‬

                                      شيماء تتوسط منة وإبنتها فريحه

لم تكن بطلتنا هذه حالتها كبقية البطلات، فهى بالكاد كانت فى ريعان شبابها حينما قررت الارتباط بزوج لديه ابنة فى سن المراهقة لتوضع أمام اختبار صعب نجحت فيه وبجدارة.

تقول الابنة منة أنا وشيماء علاقتنا مختلفة ومميزة عمرى ما أنسى قد إيه هى اثبتتلى أن لسة فيه حد بيدى كل حبه وطاقته بإخلاص كدا من غير ما تتغير ولو للحظة.

استطاعت شيماء أن تثبت لمنة استحقاقها للحب منذ الوهلة الأولي، فرفضت أن تنجب فى بداية الأمر حتى تمر سنوات الثانوية العامة لمنة، وهنا كان أول ارتباط حقيقى بينهن، فتروى منة  انا مكنتش متخيلة وبابا بيتجوز أن ممكن السنين تعدى عليا بخير، طبعا أنا متعلقة بماما جدا، وكنت رافضة شيماء فى الأول لكن سبحان الله، فى عز سنين دراستى المهمة اللى هى ثانوية عامة جت شيماء عشان تبذل معايا مجهود خرافي، كانت بتذاكرلى بالسطر حرفيا، ومكانتش بتخلينى ألمس قشاية حتى فى البيت، وعمرها ما اشتكت، وفعلا تفوقت ودخلت هندسة.

انجبت شيماء فيما بعد أخت لمنة اسمتها فريحة لتبدأ مرحلة جديدة كانت منعطفا آخر، وتقول منة عارفة يعنى إيه أختى الصغيرة تغير من علاقتى بشيماء.. من كتر حقيقى ما الاهتمام بيا زاد مش أقل من بعد ما خلفت.. دا بقت تقولها انتى بتقعدى وتهزرى مع منة أكتر مني.. وحقيقى أنا أجمل حاجة حصلتلى هى اختى لانها قوت علاقتنا ببعض احنا الاربعة.

ومع وصول منة لفترة الارتباط والخطبة كانت على موعد جديد مع عطاء شيماء اللامتناهى فتقول بابا مرتبط بيا جدا وكان بصراحة عنده مبادئ كدا وشروط لكل عريس، الفترة دى شيماء كانت فى ظهري، والداعم الأول ليا، دا يوم خطبتى عمرى ما أنسى أنى حرقت طرحة الخطوبة وأنا بكويها وفضلت اعيط، لقيتها نزلت الساعة 10 بليل تلف على طرحة نفس اللون الفستان عشان تفرحنى، وتتابع منة انا مقدرش أوفى فعلا شيماء حقها ولو حياتى الزوجية هتبقى بخير ان شاء الله فشيماء هيكون ليها دور كبير فى دا، كفاية عليا لفها لوحدها علشان جهازى وتصور من المحلات وتبعتلى الصور وتسأل على أفضل الحاجات والأماكن، ودا لانى بشتغل فى بنك فوقتى ضيق جدا، وماما طبيبة وظروف كورونا مخلية وقتها ضيق جدا برضه، فحقيقى أنا بحمد وبشكر ربنا كل يوم على نعمة وجود شيماء فى حياتي، من أول دراستى لحد جوازى أهو.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة