الأحد، 21 مارس 2021 - 04:06 ص

داخل قرية بسيطة على أطراف مدينة المنيا تقع قرية كفر المنصورة التى تسكن فيها أسرة الشهيد عبد الله محمد عمر عبد العزيز أحد جنود الذين استشهدوا في استهداف كمين أمني بسيناء، بعد 4 شهور فقط من التحاقه بالخدمة الوطنية وتلبية نداء الواجب.  

المشهد داخل منزل عبدالله لا يختلف كثيرا طوال الأربعة الأعوام الماضية  أي منذ  استشهاد البطل، الأم ترتدي الأسود حدادا على ابنها، والأب دموعه لم تجف، والفخر يوما تلو الأخر يسكن نفوسهم ويسيطر على مشاعرهم. 

"4 أعوام مرت على رحيله كان يشعر باستشهاده ويتمناه" قالتها الأم ونظرت إلى صورة الشهيد وتحاول رسم الابتسامة على وجهها لكنها سرعان ما تعود لحالتها، بينما تفر الدموع على وجنتي الأب دون شعور منه. 

اقرأ أيضا| المنيا في 24 ساعة.. مصرع شخصين وإصابة 16 آخرين في 5 حوادث 

 
تقول  والدة الشهيد إن نجلها استشهد بعد 4 شهور فقط من التحاقه بالتجنيد، وانه بعدما علم بخدمته بسيناء شعر أنه اختير للشهادة بل كان يتمناها الشهادة، وأنه على الرغم من الحزن الذي عشعش بقلبها لفقدانها عبدالله إلا أن فخرها به سكن القلب وطمأنه، مشيرة إلى أنه كان ملتزما أخلاقيا بشكل كبير، وكان يشارك الجميع الفرح والحزن، ويسعى معهم لحل أي مشاكل تواجههم. 

 وتضيف: "تلقينا خبر استشهاده من خلال مكالمة من قائده بالكتيبة، شعرت في تلك اللحظة أن الدنيا -اسودت- في عيني وعند وداعة إلي مثواه الأخير كانت تلك أصعب اللحظات في حياتي وقلت له بصوت عالٍ:  "تلك كانت أمنيتك وتحققت، لكن سرعان ما تماسكت وجففت دموعي لأن ابني نال الشهادة دفاعا عن الوطن من شر الجماعات الإرهابية. 
 
 وتشير إلى أنها  كانت تتلقى منه اتصالات بشكل مستمر ـثناء فترة التدريب وبعد انتهائها لم أراه سوي مره واحدة بعدها عاد إلي كتيبته ولم يعود لي سوي محمولًا علي الأعناق.

 وتختتم: "لو عندي مئة عبدالله سوف أقدمهم إلي القوات المسلحة بدون تردد ليدافعوا عن تراب هذا الوطن الغالي الذي يستحق منا أن ندفع كل غال ونفيس من أجله". 

أما محمد عمر عبد العزيز والد المجند عبدالله  يقول إنه يفتخر  بابنه وما قدم، والحال نفسه مع  شقيقة  الشهيد  التي تؤكد أن عبدالله أخر محادثة بينهما قال   لها أنه يتمنى الشهادة مثل زملائه الذين دافعوا عن أرض الوطن .