صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حكايات| أنا من صُنع أمي.. ذوو الهمم يصنعون المجد على أكتاف المصريات  

دينا درويش

الأحد، 21 مارس 2021 - 12:40 م

 

«وراء كل رجل عظيم امرأة» مقولة حقيقية ولكن المقولة الأكثر واقعية أن وراء كل إنسان ناجح أم مؤمنة به وتدعمه، واليوم هو يوم رد الجميل في عيد الأم 21 مارس.

ما بين مشاعر الحب والعرفان بالجميل والهدايا والورود التي يقدمها الأبناء لأمهاتهم، هناك ألم يشعر به كل من فقد أمه في هذا اليوم، وهناك جنود مجهولون، أبطال في الظلام، أمهات استطعن تحويل الألم والتنمر لأمل ونجاح ودفعوا أبناءهن لحصد البطولات والتفوق في مختلف المجالات رغم إعاقتهم.

محمد إبراهيم عبدالله الطالب بكلية الزراعة وعازف البيانو ولاعب كرة القدم في منتخب القاهرة لقصار القامة ولاعب ألعاب القوى عدو ١٠٠ متر ووثب طويل ورفع أثقال أحد النماذج المبهرة لذوي الهمم.

يقول محمد إنه مرتبط جدا بوالدته ولا ينسى أنه ظل حبيس المنزل لسنوات بسبب التنمر إلا أنها شجعته وأصرت على أن تجعله يواجه المجتمع ويتحدى هذه المحنة حتى نجح وأصبح بطلا رياضيا معروفا.

ويكمل: "كانت أمي تدعمني وتواسيني ولولاها لما استطعت أبداً أن أواجه المجتمع وعندما كنت أتعرض لسيل من السخرية والتنمر كانت تهون علي باستمرار وتقول لي خلي كل ده يشجعك وحوله لحافز إيجابي ولما الناس تعرف إنك بقيت حاجة هيحترموك".

ويقول إنه بدعم والدته بدأ الاندماج في المجتمع وممارسة مختلف الألعاب الرياضية مثل الكونج فو والجري وكرة القدم وأصبح الآن لاعبا في منتخب القاهرة لكرة القدم لقصار القامة.

لم تكتف أم محمد بذلك بل شجعته على تعلم الموسيقي، واشترت له «أورج» وكانت تختار معه الموسيقي والأغاني وتسهر معه وهو يتعلم العزف عبر شبكة الإنترنت، ولا ينسى أنها دائما تذكره أن مفتاح نجاح أي شخص أن يوازن بين موهبته ودراسته وبفضلها أصبح من المتفوقين.

اقرأ أيضا| حكايات| زينب حسن الرفاعي أول مصرية تحصل على «الأم المثالية» عام 1956

محمد حصد العديد من الميداليات على مستوى الجامعات خلال أسبوع شباب الجامعات لذوي الاحتياجات الخاصة في مسابقات عزف الموسيقى، ورياضة العدو ١٠٠ متر، وحصل على العديد من شهادات التقدير من مختلف الجهات.

 يحلم محمد حاليا بأن يمثل مصر عالميا ويكون مصدر فخر وسعادة لوالدته، وينهي حديثه قائلا: "بحبك يا أمي شكرا إنك واقفة جنبي ومؤمنة بيا وعرفتيني إن الإعاقة منحة وليست محنة".

أما ندى سامح أول عارضة أزياء من قصار القامة التي علمتها أمها ألا تستسلم وتواجه كلمات التنمر وتدافع عن نفسها، وتقول: "أمي بالنسبة لي العالم هي أختي وصاحبتي علمتني أن أواجه المجتمع ونظرات الناس وأخد حقي بنفسي ومستسلمش".

وتضيف: "مش هنسي أني لما كنت برجع من مدرستي بعيط من كلام أصحابي كانت بتقولي واجهي قولي للمدرسة وخدي حقك متستنيش حد يجبهولك".

مشوار والدة ندى معها لم يكن سهلا فقد شجعتها عل الالتحاق بكلية التربية النوعية، بعد أن رفضتها عميدة كلية رياض الأطفال بسبب قصر قامتها، واستمرت في دعمها حتى حصلت على تمهيدي ماجستير في الإعلام، وأصبحت موديل من قصار القامة.

وتنهي ندي حكايتها قائلة: "كل سنة وأنتي طيبة يا ست الحبايب عمري ما هنسي كلامك ليا وتشجيعك أني أنجح علشان الناس تحترمني وتقدرني وأعمل لنفسي مكانة في المجتمع".

مشوار محمد الكاشف مهندس الديكور مع الإعاقة كان صعبا وطويلا، والبداية كانت طبيعية فكان طفلا عاديا ومتفوق دراسيا حتى أصيب بضعف شديد في أذنيه، أثر على مستوى التحصيل والفهم نتيجة ضعف السمع.

 وما بين أطباء التخاطب والسمعيات وتعلم لغة الإشارة والتحويل من مدرسة عادية لمدرسة خاصة، ومواجهة التنمر يوميا بسبب أن مخارج الألفاظ لديه ليست واضحة، كان لوالدته دور كبير في مساعدته على تخطي كل ذلك وأن يكون إنسانا ناجحا.

ويكمل أنه رغم إحباط المحيطين ومطالبتهم لوالدته بإخراجه من العملية التعليمية بسبب ضعف تحصيله الدراسي كان لأمه رأي آخر فظلت تساعده وتسهر معه ليستذكر دروسه حتى التحق بالجامعة وتخرج منها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

ويصف أمه بأنها كانت بالنسبة له مدرسة وجامعة منزلية وأنه بسبب تواجده في المنزل أغلب الوقت اكتشف حبه للديكور وساعدته والدته ونمت بداخله الحس الفني حتى أصبح اليوم مهندس ديكور ناجح.

حصل محمد علي المركز الأول لتصميم بوابة دمياط مدينة الأثاث وتم تكريمه من المحافظ، ودرع تكريم من مشروع حلم في اليوم العالمي لأصحاب الهمم، وشهادة تقدير من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وينظم ورش عمل لطلاب فنون تطبيقية وفنون جميلة لنقل خبراته لهم.

وتحكي هبة أسامة لاعبة التنس الأرضي، رحلة والدتها لدعمها وتقول: "تعلمت من أمي ألا التفت للإحباط واستمر في السعي حتى أصل لأهدافي، وعندما كنت أتعرض للتنمر في المدرسة بسبب قصر قامتي كانت تحفزني لاتفوق وتقول لي إنني مميزة ويوما سأكون شخصية هامة ومؤثرة في المجتمع".

وتختتم حديثها: "بدعم والدتي حصلت على بكالوريوس نظم المعلومات الإدارية ودبلومة في الجرافيك ديزاين وأهم الدروس التي تعلمتها منها هي العطاء والتضحية والحنان بلا مقابل".

 

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة