إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

أمى ومراحل حياتى !

إيمان أنور

الأحد، 21 مارس 2021 - 08:22 م

 عندما نكون صغاراً يكون حضنها عالمنا..
 وعندما نكبر قليلاً يكون طرف ثوبها دليلنا..
 وحين نصبح فى عمر السابعة تكون الأمان عند عودتنا من المدرسة..
 وفي العاشرة هى المرأة ونحن نمتص من كلامها وتصرفاتها ما يبصم شخصيتنا..
 وفي سن الثانية عشرة تصبح الصديقة في لحظة والغاضبة عند عدم طاعتها والإنصات الى نصائحها.. لكننا لا نستطيع النوم دون ابتسامتها..
 وفي الرابعة عشرة نهرب منها لنؤكد استقلالنا في محاولات مضحكة..
 وفي السادسة عشرة نواجهها بأنها جيل ونحن من جيل آخر!
 وفي الثامنة عشرة لا نفرح بنجاحنا إلا من خلال فرحة عينيها ودمعة زهوها..
 وفي العشرين ننشغل عنها لنلتحق ببعثة أو نظن أننا نسيناها إزاء حب العشرين العاصف..
 وفي الرابعة والعشرين نخجل من قبلتها أو توددها وحرصها ونتأفف لأننا لم نعد اطفالا يا امي !
 وفي الثلاثين ننشغل بزواجنا وابنائنا وقد نهاتفها أو نزورها..
 وفي الخامسة والثلاثين تجمعنا وعائلاتنا الصغيرة فنحاول ان نوازن بين انشغالنا عنها والبر بها..
 وفي الأربعين تداهمنا لحظات الصحو بين وقت وآخر :
 اريد امي..
اريد ان اعود الى حضنها واتذكر اكلاتها الشهية وكلماتها الظريفة..
 أما ما بعد الأربعين فنكتشف فجأة اننا اصبحنا نسخة منها وما كنا نرفضه من توجيهاتها نكرره مع أبنائنا وما كنا نغفله من حكمتها أو نتجاهله من نصائحها يداهمنا بقوة لأنه يجري في دمنا وفي ايقاع نبضاتنا..
 أمي..أحبك في الصغر والكبر..
أنتِ الحضن والبوصلة وغيمة الأمان السارية فوق رأسى من المهد الى اللحد.. أطال الله في عمرك وأمده..
وأطال الله في أعمار كل الأمهات..
وكل عام وكل الأمهات بألف خير.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة