وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

مفتاح الجنة

وليد عبدالعزيز

الإثنين، 22 مارس 2021 - 07:58 م

 

 رحم الله أمى ورحم جميع الأمهات اللاتى رحلن عن عالمنا إلى دار الحق.. كل سنة وكل أمهات مصر طيبات.. هذه الأيام تحديدا تكون من أصعب الأيام على كل من فقد أمه وأنا منهم.. أتذكر أمى رحمها الله كل يوم.. وأتذكرها أكثر وأكثر فى يوم عيد الأم لأننى كنت أنتظر هذا اليوم من كل عام لأقدم لها الهدية وأقبل قدميها التى ظلت تحملها لترعانا أنا وأخواتى بعد أن غادر أبى رحمه الله الحياة وأنا عمرى ٨ سنوات.. أتذكر آخر هدية قدمتها لأمى كانت طقم كوبيات وتخيلت أننى سأقدم لها أغلى هدية لأن ثمنه كان يعادل مصروف الشهر بالكامل.. حضنتنى أمى ودعت لى كعادتها بالرزق والستر وراحة البال ودوام الصحة.. وبعد أن تزوجت اكتشفت أن طقم الكوبيات الذى أهديته لأمى فى بيتى.. سألت زوجتى عن سر تواجد هذه الكوبيات فى مطبخ بيتنا.. أخبرتنى أن أمى رحمها الله هى من أهدتها الطقم.. وقالت لها إن زوجك أهدانى هذه الكوبيات فى عيد الأم وأنا عارفة أنه بيحب هذه النوعية فاحتفظت بها ليستخدمها فى بيته.. تعلمت بعد أن أصبحت أكثر نضجا أن أسأل أمى عما تحتاجه لأقدمه إليها وليس ما اختاره.. فى آخر عيد أم وهى على قيد الحياة طلبت منى رحمها الله أن أساعدها لتؤدى فريضة الحج وبالفعل سعيت كثيرا وقررت آن اصطحبها إلى بيت الله لكى تنعم بأداء فريضة الحج.. وبعد أن قامت بتجهيز كل شيء نفذ أمر الله قبل أن تحقق أمنيتها وصعدت روحها الطاهرة إلى خالقها.. بحمد لله وبفضله تمكنت أن أهب إلى أمى حجة من خيرها وحر مالى.. وبعدها رأيتها فى منامى وكأنها كانت تريد أن تبلغنى أن الهدية وصلت.. كل منا له ذكريات كثيرة مع الأم ولكن من لا يدرك قيمة أمه فى الحياة وقبل أن تفارقها سيندم ندما كبيرا على أى تقصير.. الشيء الوحيد الذى يجعلنى مرتاح البال تجاه أمى أننى كنت أعاملها كما أمرنا الله.. والأهم من ذلك أنها فارقت الحياة وهى بين ذراعى.. احسنوا معاملة الأمهات ولا تبخلوا عليهن بأى شيء.. من سيفقد أمه سيشعر أنه فقد الحياة وأمانها.. كل سنة وأمهات مصر بخير وفى أحسن حال.. اللهم ارحم أمى واجعل قبرها روضة من رياض الجنة يا رب العالمين..
نصيحة: إلى كل شاب وفتاة.. الكثير منا يتعامل مع الأم على أنها أقوى مخلوق على وجه الأرض.. ولكن الحقيقة أن الأم هى أكثر مخلوق يتحمل الصعاب ولا تتكلم لإسعاد من حولها على حساب نفسها.. استمتع مع أمك وهى على قيد الحياة قدر المستطاع وحاول أن تنال رضاها قبل أن يأتى يوم تندم فيه على الإهمال فى حقها وحق نفسك.. ستظل الأم المصرية هى أفضل أم فى العالم لأنها هى العمود الفقرى الحقيقى للبيت المصرى مع كامل الاحترام للرجال.. وستظل هى مفتاح الجنة فى الآخرة... كل عام وكل أم أسعدتنى وشملتنى بعطفها وحنانها بعد أن فقدت أمى بألف خير وفى صحة وستر إلى يوم الدين.. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة