محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

«الست عرض» .. ووكلاء الرب !

محمد البهنساوي

الإثنين، 22 مارس 2021 - 07:59 م

«الست عرض» ، أعظم جملة سمعتها أمس الأول وربما خلال كل احتفالاتنا بالمرأة المصرية من يوم المرأة وعيد الأم وغيرهما من المناسبات، الجملة جاءت على لسان الرئيس السيسى خلال مداخلته على قناة سى بى سى فى استجابة فورية لسيدة ظهرت بالبرنامج تعول 5 فتيات وتعمل سائقة على «تروسيكل»، ناشدت الرئيس بمساعدتها لتوفير عيشة كريمة لأسرتها، ولأن «حياة كريمة» أصبحت واقعا بمصر، جاء الرد الفورى من الرئيس الذى أجرى المداخلة بنفسه ليؤكد على مبادئ ورسائل عديدة.
ولعل جملة.. الست «عرض» أهم رسائل الرئيس للجميع، فمعنى العرض أن نحافظ عليه ونصونه بل ونموت دون المساس به، والرئيس الذى يبدى موقفا صارما من الزيادة السكانية مطالبا بتنظيم النسل «إتنين كفاية»، لم يتطرق مطلقا لبنات السيدة الخمس أو يلومها ولو بلطف على هذا العدد من البنات، بالعكس أثنى على كفاحها وأنها تاج على الراس وأعرب عن ألمه لمعاناة الأسرة وأعلن تلبية طلباتهم من أجل حياة كريمة تليق بهن وبأمهن العظيمة.
الرسالة الثانية القوية أن نلمس مسئولية الرئيس السيسى كراع مسئول عن رعيته وألمه لمعاناة أسرة من تلك الرعية، لكنه كما قال لم يعلم وإذا علم لتحرك وأنهى المعاناة والألم، فكانت رسالة الرئيس لجميع المسئولين «خلوا بالكم من أهلكم، خلوا بالكم من عرضكم الست عرض» وهنا الرسالة المهمة لكل مسئول فى بر المحروسة، فهل وصلت الرسالة؟!.
وعلى الجانب الآخر، وبينما تكرم مصر المرأة فى أعيادها باحتفالات وقوانين بدأت توضع لصيانة عرضنا أهمها قانون الأحوال الشخصية الذى أعده الأزهر الشريف، والذى يعالج مشاكل عالقة منذ عقود لسيدات مصر، من حقوقها فى الخطبة والزواج والطلاق والزواج العرفى ومنع زواج القاصرات وغيرها من الأمور التى تعانى منها النساء والأسر المصرية.. وبينما يبذل الأزهر الشريف أكبر مؤسسة سنية فى العالم هذا الجهد لأجل المرأة، نجد مواقف تفضح من ينصبون أنفسهم وكلاء للرب ومبعوثى العناية والرحمة الإلهية، فقد رصدت موقفين يكشفان الوجه القبيح لمدعى التدين والتحدث باسم المولى الرحمن الرحيم العفو الغفور.
الموقف الأول تم إذاعته بالصوت والصورة لما حدث لموفدة قناة «العربية» بإحدى مخيمات أطفال ونساء داعش بالشمال السورى.. ورغم أن المذيعة كانت ودودة فى حديثها محتشمة بملابسها مؤكدة أنها جاءت لمساعدتهم، لكن الرد الصاعقة لم يأت فقط من تجاهل السيدات وهروبهن منها، لكن فيما فعله أطفال بعضهم لا يكادون يفقهون قولا يتهمون المذيعة بالكفر لأنها ليست محجبة ويلعنونها قائلين «سنقتلك سنذبحك» ثم أنهوا موقفهم برجمها بالحجارة!!.. من زرع هذا الفكر المسموم بتلك العقول التى كانت بريئة.. وكيف سيصبح هؤلاء الأطفال فى المستقبل.. فزرع بذور التطرف والجهل بالدين ينبت ثمرا خبيثا يجتث الحياة من فوق الأرض.
وفى رأيى أنه من معين مشابه أو ربما نفس المعين المسموم والفكر المظلم الذى أرضع أطفال داعش حقدا وكرها، خرج هؤلاء الفجر الذين انتهكوا حرمة موت الكاتبة نوال سعداوى وراحوا يكيلون لها اتهامات بالكفر والخروج عن الملة ويتوعدونها بالويل والثبور فى آخرتها، أى فجاجة وقبح بل وجهل هذا، إننى أثق أن معظم هؤلاء ربما لا يعرفون نوال سعداوى رحمها الله.. وبالتأكيد لم يقرأوا آراءها ليحاولوا فهمها.. وبغض النظر عن اتفاق هؤلاء وغيرهم مع ما قالته سعداوى أو نادت به، من منحهم الوكالة الربانية على الأرض وتوزيع صكوك الغفران لهذا ومنعها عن ذاك!! أسمع هؤلاء عن تأنيب الرسول الكريم للصحابى الذى قتل عدوا فى الحرب رغم نطق القتيل الشهادة قبل قتله بحجة أنه نطقها تحت حد السيف فيحذره الرسول أنه قتل نفسا مسلمة؟ ماذا يعلم هؤلاء عن رحمة ربى التى وسعت كل شيء أو ما بين نوال سعداوى وغيرها وبين الله، وختاما ألم يأن لأزهرنا الشريف وعلمائنا تطوير خطابنا الدينى وتنقيته من البذور الخبيثة التى تطرح قنابل تنفجر فى وجه الإسلام قبل أعدائه؟!!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة