أفيجدرو ليبرمان
أفيجدرو ليبرمان


ليبرمان.. «صانع الملوك السابق» الذي خفت دوره في انتخابات إسرائيل

أحمد نزيه

الإثنين، 22 مارس 2021 - 10:58 م

ساعاتٌ قليلةٌ تفصلنا عن انطلاق الانتخابات التشريعية الإسرائيلية للكنيست الرابع والعشرين في تاريخ دولة الاحتلال، حيث ستفتح صناديق الاقتراع مع حلول صباح غدٍ الثلاثاء 23 مارس أمام الناخبين.

ومن بين المتنافسين في هذه الانتخابات، أفيجدرو ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني العلماني، الذي لطالما شكّل دورًا مهمًا في الانتخابات الإسرائيلية الماضية.  

ليبرمان كان السبب الرئيسي فيما آلت إليه الأمور السياسية غير المستقرة في إسرائيل منذ أكثر من عامين ونصف العام، وذلك في نوفمبر عام 2018، حينما استقال أفيجدرو ليبرمان، وزير الدفاع آنذاك من منصبه، منسحبًا من الائتلاف الحاكم، الذي كان يقوده وقتها حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو.

انسحاب ليبرمان بمقاعد حزبه "إسرائيل بيتنا" الثمانية في الكنيست صدّر أزمة للائتلاف الحاكم، وعجلت بموعد الانتخابات التشريعية للكنيست لتكون في أبريل 2019، بدلًا من نوفمبر من نفس العام.

بعدها جُرّت إسرائيل نحو استحقاقات انتخابية متتابعة وصلت لرابع انتخابات في ظرف أقل من سنتين، حينما يتوجه الناخبون، بدءًا من صباح الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع.

لعب دور «صانع الملوك»

وخلال ثلاثة انتخابات سابقة لعب ليبرمان دور "صانع الملوك" فيما يتعلق بالمباحثات الرامية لتشكيل الحكومة في أعقاب الانتخابات.

ليبرمان كان بمقدوره ترجيح كفة أي معسكرٍ سواء اليمين أو اليسار والوسط على حساب الآخر، فلم يختار الانحياز لليمين، نظرًا لخلافاته الكبرى مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما أنه حين اختار أن ينصر اليسار، في ثالث انتخابات، رغم الخلاف الأيدلوجي معه، فوّت زعيم "أزرق أبيض" بيني جانتس الفرصة آنذاك، وانخرط في ائتلافٍ حاكمٍ مع نتنياهو، انهار لاحقًا أواخر العام الماضي، ليتم الاحتكام للانتخابات الرابعة.

تراجع دور ليبرمان

لكن دور ليبرمان لم يعد ساطعًا مطلقًا مثلما كان الوضع في الانتخابات الثلاثة الماضية، فبات دوره مُحجمًا، ولم يعد بإمكانه لعب دور "صانع الملوك"، الذي كان يلعبه في الاستحقاقات الماضية. 

وحول أسباب تراجع دور ليبرمان عن الانتخابات الماضية، رغم أنه سيحظى تقريبًا نفس عدد المقاعد، وفق استطلاعات الرأي، يرى الباحث الفلسطيني أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، يرى أن دور ليبرمان خفت لأن الانقسام اليوم داخل اليمين نفسه.

ويضيف الرقب لـ"بوابة أخبار اليوم، أنه "عندما يصبح اليمين بإجمالي أصوات يحصل على أكثر من 80 مقعدًا ثم ينقسم على بعضه البعض، جزء مع نتنياهو وجزء ضد نتنياهو، فتصبح قوة ليبرمان ضعيفة جدًا، أو قد تكون معدوة في هذا الأمر".

ويشير الرقب إلى أن ليبرمان حسم أمره بأنه لن يكون في ائتلافٍ حاكمٍ مع الحريديم، وهو يقصد حزبي "شاس" و"يهودية التوراة"، اللذين يتحالفان مع نتنياهو.

وتعيش إسرائيل على وقع الانتخابات التشريعية المبكرة للكنيست الرابع والعشرين في تاريخ دولة الاحتلال. 

وتوجهت إسرائيل نحو انتخابات مبكرة جديدة، وذلك بعد صدور قرار حل الكنيست مع انقضاء يوم 22 ديسمبر المنصرم، بعدما فشل شريكا الحكم، حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع بيني جانتس، في إيجاد حلٍ للمشاكل المتفاقمة بينهما، خاصةً فيما يتعلق بإقرار الموازنة.

وتجري إسرائيل رابع انتخابات تشريعية في غضون عامين، بعد ثلاثة استحقاقات متتالية أخيرة، خلال 9 أبريل 2019 و17 سبتمبر من نفس العام و2 مارس من العام الماضي.

ولم تسفر الاستحقاقات الثلاثة الماضية عن نتائج واضحة حول هوية الائتلاف الفائز بالانتخابات التشريعية، مما جعل تشكيل الحكومةً معقدًا، كما جعل الحكومة الإسرائيلية دائمة مهددة بفعل الخلافات الداخلية بين شركاء الائتلاف الحاكم، وهو ما أفضى إلى الذهاب نحو انتخابات رابعة.

وتتنافس 39 قائمة انتخابية في السباق نحو مقاعد الكنيست، البالغ عددها 120 مقعدًا، لكن الأكثرية من هذه القوائم لن تتمكن من الحصول على أية مقاعد داخل الكنيست بسبب نسبة الحسم، التي تبلغ 3.25%.

وينبغي لأية قائمة انتخابية أن تحظى على أقل تقدير بنسبة تصويتٍ تبلغ 3.25% من إجمالي المصوتين، وأي قائمة انتخابية لا تتجاوز هذه النسبة لن تحظى بأي مقعدٍ داخل الكنيست.

كما أن الحزب أو التحالف الانتخابي يجب أن يحظى بدعم 61 نائبًا من أصل 120 داخل الكنيست (نسبة الـ"50%+1")، كي يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة.

اقرأ أيضًا: من يلعب دور «صانع الملوك» في الانتخابات الإسرائيلية؟ 

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة