الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي


الرئيس طالب بالقضاء عليها.. «المغالاة» حولت الزواج إلى صفقة تجارية

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 23 مارس 2021 - 05:31 ص

كتبت - نسرين العسال

العلماء: التأهيل النفسى للعروسين أمر مهم.. ولا بد من التخلى عن التباهى بـ «العفش»

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأم المصرية فى يوم عيدها فى احتفالية شاركت فيها كل طوائف المجتمع، وقدم الرئيس للمرأة المصرية هدايا فى يوم عيدها.

وتطرق الحديث إلى كل ما يهم المرأة المصرية، وأن برنامج "حياة كريمة" الذى يتم تنفيذه لتطوير القرى المصرية فى المقام الأول لخدمة المرأة المصرية، ثم تحدث السيسي عن قضية تؤرق كل سيدة مصرية مسؤولة عن أسرة وهى قضية الغارمات.

وأكد السيسي التصدى لهذا الموضوع على أمل أن ينتهى، ولكن العدد يزيد رغم مبادرات الدولة للتعامل مع هذه الظاهرة، والوقوف بجانب الأسر المحتاجة.

اقرأ أيضا| الأزهر والحكومة معًا لإصلاح «الأحوال الشخصية»

وقال الرئيس، خلال كلمته فى احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية: "هناك حاجة لقيتها فى الريف.. ويحب أن يحدث حولها نقاش كبير يمكن أن يشكل قوة دفع للإعلام والمؤسسات الدينية للتعامل مع هذا الأمر، فيه أسر في الريف تصر على أن تشتري تليفزيونين وتلاجتين و10 بطاطين لتجهيز العروسة، طب ليه؟؟ ليه غسالتين؟؟".

"الأخبار المسائي" تفتح الملف الشائك الذي ألقى بآلاف الأمهات خلف القضبان غارمات نتيجة تجهيز بناتهن، واستطلعت آراء الخبراء والمتخصصين لمواجهة هذه الظاهرة التي طغت في الريف المصري معظم المدن المصرية.

من جانبه، قال الدكتور محمد هانى استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن الشعب المصرى دائما ما يميل إلى التباهى والتفاخر والمغالاة والمبالغة فى الشراء فيما يتعلق ما يسمى «الجهاز»، بالإضافة إلى أن المبالغة لا تتوقف فقط على سعره إن منهم يتباهون فى شراء أغلى الماركات إيماناً منهم بأن غير ذلك يصبح إهانة للعروس وأن أحدث وأقيم الأشياء هو ما يجعل منها عزيزة وذات قيمة أمام الجميع.

وتابع: "هذا نوع من أنواع التفاخر بأن الأسرة هي الأفضل مادياً على الإطلاق، على الجانب الآخر يريدون أن تكون ابنتهم كاملة من كل شئ ولا ينقصها شئ حتى لا تكون أقل من غيرها".

كما أشار هانى إلى أنه من المهم تأهيل العروس قبل الزواج بأن تكون مستعدة على تحمل المسؤولية الاجتماعية داخل الأسرة لأن الزوجة هى قائدة المنزل، موضحا: "هذا الكلام يقع على عاتق الأم فى أن تقوم بدور التوعية للفتاة خاصة أنه فى هذه الآونة فالأم لا تضع مسؤولية على أولادها خاصة الفتاة، ولا بد أن تعي العروس جيدا أن استعدادها للزواج وشعورها بالمسؤولية أهم من التباهى والمقارنات مع الآخرين".

وأكد: "يجب أن نعلم الزوجين المقبلين على الزواج كيفية التحمل من الناحية النفسية والمجتمعية والبعد عن التفاصيل التى تبعد عن الزواج نفسه فعلى سبيل المثال أحيانا تقيم العروس حفل زفاف يتكلف مليون جنيه وبعد بضعة أشهر يتم الطلاق".

وأكد أنه لا بد من أن يكون هناك اهتمام بالتأهيل النفسى للعروسين قبل الزواج واحترام بعضهما للآخر وخلق القيم بينهما وإذا احترما هذه الأسس وحرصا عليها سيستطيعان إقامة حياة سعيدة مستقرة.

فيما أكد الدكتور جمال فرويز "استشارى نفسى"، ما أكده الرئيس السيسي في احتفالية المرأة المصرية، قائلا: "ينم على أن الرئيس يعلم تفاصيل ما يحدث في مصر".

وقال فرويز: "هناك مشكلة كبيرة جدا تقع فيها الأسر المصرية خاصة فى الأرياف والصعيد ألا وهى التباهى والتفاخر والمقارنات بالأخرين ودائما ما تجعل الزوج يعاني من ضغط نفسى وعصبى خاصة من جانب المبالغة فى الطلبات وشراء أثاث لا يستعمل وذهب لا يستخدم لثقل حجمه".

وأكد: "رسالة الرئيس كانت بمثابة رسالة أبوية عفوية للأسرة بل تحذير للأسر بعدم المبالغة والمغالاة فى الطلبات حتى نتجنب الكثير من المشاكل"، حيث أوصى بمراجعة حديث الرئيس والتفكير فيه جيدا والعمل على تطبيقه.

من جانبه، يقول الدكتور شريف الدمرداش "خبير اقتصادى" إن التباهى والمبالغة فى الشراء على المستوى الفردى أمر مرهق، وشيء سلبى وسلوك غير مرغوب فيه، وبالتالى يحدث خللا فى أولويات الشخص فى تلبية احتياجاته نتيجة أنه يضحى باحتياجات أساسية فى سبيل الاحتفاظ بالشكليات، وهذا السلوك مرفوض لأنه فى الأساس غير موجود فى الدين ويتنافى مع كوننا شعب متدين".

وأشار إلى حديث النبى صلى الله عليه وسلم «من استطاع منكم الباء فليتزوج»، قائلا:"المقصود بالباءة هى الأشياء البسيطة وليست بالمغالاة، لذا نجد أن بعض الأشخاص يحملون أنفسهم أعباء في الأساس يستطيعون توظيفها في أشياء مهمة بتوجيه الموارد في أساسيات تخدم الشخص على المدى الطويل ويخدم مسؤوليات المنزل أو الاستثمار فى كل ماله فائدة تعود على الشخص أو على الأسرة أفضل من الإنفاق في ماديات ومظاهر الدين حرمها «أن الله لا يحب المسرفين» وكل ما يصرف فى أشياء ليس لها فائدة تقع تحت طائلة «التبذير»".

وتابع: "المال له دور فى المجتمع وليس الإسراف فى أمور أخرى على حساب أدوار أخرى أكثر أهمية واحتياجا فى المجتمع لأن الإنسان لا يعيش فى فراغ".

ويؤكد الدمرداش أن ما قاله الرئيس هو فى صلب هذا الموضوع وهو أننا نصعب الزواج بالمبالغة فى المتطلبات الشكلية خاصة أن الزواج ليس صفقة تجارية، ولا يعكس احترام الزوجين لبعضهما ومن ثم تحويل أمور الزواج إلى معاملة تجارية بعيدا عن المودة والرحمة.

ونوه بضرورة التخلص من العادات والموروثات القديمة الخاطئة فى نفس الوقت، مؤكدا أن البعض في حاجة إلى تطبيق الدين بطريقة صحيحة، كما أوصى بضرورة التركيز على ما يهم الناس والمجتمع من خلال إظهار موقف الدين جراء المغالاة خاصة أن الشعب المصرى يتأثر بالخطاب الديني بالإضافة إلى أن الإعلام له دور أساسي في التوعية وتقديم النماذج المثالية والقدوة ذات القيمة والبعد عن السلبيات وتصدير الإيجابية وأن يكون الإعلام مسؤولا عن نقل الصورة الصحيحة الجيدة، بجانب التركيز على البرامج التوعوية الخاصة بأمور الزواج وتأهيل الزوجين المقبلين على الزواج.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة