صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حكايات| وللدموع فوائد أخرى.. استغاثة الأطفال ومضاد للاكتئاب

إيهاب المليجي

الثلاثاء، 23 مارس 2021 - 09:36 ص

 

البكاء والضحك، كلاهما غريزتان قويتان يتربعان على عرش المشاعر الإنسانية؛ حيث يمنحان شعورًا بالراحة والتعبير عما يدور بداخل الشخص للتنفيس عنه وربما إثارة تعاطف الآخرين.

 

والبكاء بالتحديد أمر صحي ولكنه ليس محمودا إذا كان هناك غاية من ورائه كما أنه لا يمثل تصرفا سليما إذا كان الاكتئاب هو سببه، وهنا تظهر عدة أنواع للبكاء (الصوتي والعاطفي).

 

ومع مشاهد يومية للدموع، ربما لم تتوقف أمام تفسير لماذا تختلف مشاهد البكاء، فشخص بالغ يظل بكاؤه خافتا بصوت خفيف على عكس الصراخ والضجيج الذي يحدثه البكاء خلال الطفولة، فيما يظهر البكاء على وقع صدمة عاطفية أكثر من جسدية.

 

ويفسر علماء النفس والاجتماع بكاء الأطفال بصوت عالٍ على أنه استنجاد وطلب للمساعدة حتى وإن اختلفت الأسباب، وهنا يقول الطبيب النفسي والأستاذ بجامعة كومبلوتنسي دي مدريد، أنطونيو كانو، إن «البكاء يمكن أن يكون وسيلة علاج لأنه يخفف التوتر كما أنه يمكن أن يزيد الدعم الاجتماعي لأنه يثير تعاطف الآخرين». 

 

 

 

وقد يبكي الرجال بمعدل أقل من النساء نظرا لعوامل ثقافية منها تنشئة الذكور منذ الصغر على أن الرجل ليس من المفترض أن يبكي وربط عملية البكاء بضعف الشخصية، كما أن هناك سببا بيولوجيا لذلك يجعل الرجال يختلفون عن النساء في مسألة البكاء.

 

 

وبشكل عام فإن الدموع الهادئة تحتوي على مادة الليزوزيم والتي تلعب دورًا كبيرًا في تطهير الجسم وترطيب العين، ولكن قد يعود السبب إلى أمر أكثر إثارة للاهتمام وعمقا بيولوجيًا عصبيًا يرتبط بالعمل مثلا.

 

 

ويكاد يجمع العلماء على أن البكاء وإن اختلفت أنواعه فإنه له فوائد مختلفة للعيون والجسم ونفسية الإنسان بشكل عام، وهو حاولت بعض الدراسات العلمية الحصول على إجابات بشأنه مع دراسة التركيبة الكيميائية الخاصة بالدموع، والتي قدمت مفاجأة أن تلك التركيبة تختلف باختلاف نوع الدموع.

 

 

وهناك دموع عاطفية وكذلك دموع تحسسية والتي تكون ناتجة بسبب تعرض عيون الإنسان للغبار، ومن ضمن الأشياء التي أكدته الدراسات أن الدموع العاطفية يوجد بها نسبة كبيرة من هرموني البرولاكين والأي سي تي أتش، ويتم إفراز هذين الهرمونين في الدم في حالة تعرض الشخص للكثير من الضغط.

 

 

وتتعدد حالات البكاء فقد يكون سيلان ونزول الدموع من العين؛ استجابة للحالة العاطفية التي يشعر بها الشخص فقط وقد تكون هذه الحالة فرح أو حزن، وفي بعض الأحيان قد يكون البكاء نتيجة أن الشخص غاضب أو حزين وكذلك يمكن أن تكون بسبب شعور هذا الشخص بالخوف وكذلك الفرح.

 

 

 

ومن الممكن أن يكون البكاء بسبب حدوث كثير من التقلبات الحيوية بداخل الجسم، وذلك بسبب التأثر بالهرمونات المتواجدة فيه، والتي تقف وراء نزول الدموع والبكاء بدون سبب.

 

 

ولا يقتصر البكاء على أنه حالة فسيولوجية متواجدة وتظهر داخل الإنسان ولكنه عبارة عن الكثير من الأشياء الأخرى التي تختلف معانيها ودلائلها، وتختلف سرعة البكاء وكذلك مدته بسبب اختلاف السبب الذي دفع الشخص إلى البكاء.

 

 

ويوجد الكثير من الدلالات والمعاني عن البكاء والتي تكون واضحة في علم النفس، فقد يكون هناك أشخاص يبكون بطريقة سريعة للغاية وهناك أشخاص آخرين لا يستطيعون البكاء في بعض المواقف وهو ما يصبح ملفتا للأنظار.

 

 

ولعل أهم ما يقدمه البكاء للإنسان هو وجود عامل نمو الأعصاب، المسئول الأول عن التغذية العصبية لجسد الإنسان، والذي يشارك بشكل أساسي في تنظيم نمو وصيانة وانتشار وبقاء بعض الخلايا، ويلعب دورًا كبيرًا في الشفاء من قرح القرنية.

 

 

ورغم التحذيرات المتتالية من أن نزول الدموع بشكل كبير قد يؤدي إلى جفاف العين، فإن دراسات أخرى أكدت أن البكاء له تأثير مضاد للاكتئاب وتعديل المزاج.

 

 

اقرأ ايضا ||حكايات| زينب حسن الرفاعي أول مصرية تحصل على «الأم المثالية» عام 1956

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة