استمرار أعمال التنمية بشمال سيناء
استمرار أعمال التنمية بشمال سيناء


بين التهجير القسري والتنمية.. أسئلة مشروعة إلى «هيومن رايتس ووتش» 

عمرو جلال

الثلاثاء، 23 مارس 2021 - 05:00 م

مع كل عام تقوم منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان بإصدار بيان تندد فيه بحقوق الإنسان في مصر.. هذه المرة البيان ادعى قيام قواتنا المسلحة بهدم أكثر من 12 ألف منزل في المنطقة الحدودية وطرد سكانها تعسفيا وقيام الجيش "بإزالة أو غلق" قرابة ستة آلاف كيلو  من الأراضي الزراعية حول العريش ومعبر رفح على الحدود مع غزة.. لكن هل السادة أعضاء المنظمة شاهدو المنطقة الحدودية المصرية مع غزة قبل عام 2011.

 

لقد كانت تلك المنطقة نموذجا لأحد أكبر مناطق التهريب الحدودية في العالم.. أدعوهم لقراءة التحقيقات والتقارير الإعلامية الدولية التي كانت تكتب في ذلك الوقت.

شاهدت بـ"أم عيني" قبل 2010 مئات من فتحات الأنفاق التي كانت تعمل على مدار 24 ساعة في عمليات التهريب.. نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ترك الأمر في البداية بدعوى مساعدة الأشقاء في غزة.. لكن الحقيقة أن الأمر استفحل بشكل غير عادى وتحولت تلك الأنفاق إلى تجارة سوداء تضخ المليارات في جيوب مجموعة من المرتزقة.. أنفاق على كل شكل ولون .. أنفاق تبدأ من تهريب البنزين والسولار والمواد الغذائية المدعمة وبيعها بأضعاف سعرها داخل غزة ثم تهريب كل ما يخطر على عقل بشر.. أنفاق متعددة المهام منها أنفاق لتهريب الأفارقة للتجارة في الأعضاء والبشر .. أنفاق لتهريب النساء والأطفال وكان بدو سيناء يطلقون عليها تجارة اللحم الأبيض ..حيث يتم جلب النساء من عدة دول ليتم وضعهم في مخازن تمهيدا لتسهيل عملهم في الملاهي الليلة وبيوت الدعارة داخل إسرائيل وأوروبا.. أنفاق لتهريب المخدرات.. أنفاق لتهريب مواد البناء والأجهزة الكهربائية ..أنفاق لتهريب السيارات والمواد المخدرة  ..أتذكر أحد سكان شمال سيناء قال لي عن تلك الفترة انه كان لدينا أنفاق يمكنها أن تستوعب تهريب أجزاء من طائرات النقل العملاقة والقطارات وأي شيء ممكن تتخيله كنا نستطيع تهريبه ..بعد ثورة 30 يونيو أصبحت تلك الأنفاق معبرا سهلا لإدخال العناصر التكفيرية من مختلف أنحاء العالم وإدخال الأسلحة وتهريب المعدات والأموال لهم.


شبكة الأنفاق الجهنمية كانت تمر أسفل المباني السكنية في المنطقة الحدودية وتهددها لتسقط في أي لحظة.. لكن لم يكن ذلك مهما فالمهم هو أن يتم الدفع وتحصيل الأموال بالدولار واليورو ..أي مقيم بتلك المنطقة الحدودية كان يعلم ذلك علم اليقين ..ليس معنى ذلك أن كل سكان المنطقة الحدودية كانوا مهربين ولكن عدد كبير منهم  كان يأتي للعمل في تلك التجارة المربحة أو منتفعين منها.. يمكن حتى اليوم أن تلاحظ حجم القصور التي كانت توجد في تلك المنطقة والتي لم أرى مثيلها في القاهرة أو أي محافظة مصرية أخرى وتم بناء بعضها على الطراز الأوروبي ..أموال طائلة بلا رقيب أو حسيب وتجارة سوداء مظلمة نمت وازدهرت .. أتساءل أين كانت منظمة هيومن رايتس واتش وقتها ..لا أعرف الحقيقة..لكنها المنظمة اليوم تظهر لتتحدث عن عمليات "تهجير قسرى".. ولكن بالله عليكم أين التهجير القسري في عمل منطقة آمنة تستهدف حماية المواطنين وتمنع عمليات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وتكافح منظمات التجارة الدولية في الأعضاء البشرية والأطفال والنساء.

أين التهجير القسري في عمل مدينة رفح الجديدة التي تم تشيدها و تبتعد عدة كيلومترات فقط ويمكن أن تقطعها في نصف ساعة بالسيارة عن الخط الحدودي الذي يزعمون انه يشهد عمليات تهجير قسري؟ ..هل نقل مدينة عشوائية عدة كيلومترات للخلف وبناؤها بشكل منظم هو تهجير قسري؟ ..هل حماية أرواح المواطنتين في رفح الحدودية وحماية أمن مصر القومي وحماية المجتمع الدولي من تجار الموت الأسود هو تهجير قسري؟ ..هل إنشاء مدينة متكاملة على مساحة  535 فدانًا  بها أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية في 625 عمارة، فضلًا عن 400 منزل بدوي، وملاعب ومدارس وقسم شرطة ومناطق خضراء ومستشفى ووسائل نقل حديثة تحمل اسم رفح الجديدة ليتم نقل سكان رفح الحدودية إليها هو تهجير قسري؟.

هل نقل السكان من منطقة ظلامية عشوائية تعوم فوق بحر من العفن و تجارة الإرهاب والسلاح والرقيق الأبيض والمخدرات إلى منطقة حضارية هو تهجير قسري أم تنمية وتطوير وحماية لأمان المصريين والمجتمع الدولي ..هل تنمية شمال سيناء وإنشاء مشروعات ضخمة على أرضها هو ضد حقوق الإنسان وأمر يستوجب الإدانة والشجب أم الإشادة والتأييد ..كل ذلك يمكن لأي مواطن أن يذهب بمفرده لمشاهدته على أرض الواقع ..أدعو منظمة "هيومان رايتس واتش" للإجابة على تلك الأسئلة المشروعة والمقارنة بين صور الأقمار الصناعية عام 2010 لشمال سيناء وصورها اليوم.

مئات من المشروعات التنموية التي تضم مدارس ومحطات مياه وكهرباء و رصف طرق فضلا عن انشاء مزارع لمختلف المحاصيل كل ذلك ظهر خلال السنوات العشر الأخيرة وبالتزامن مع  قيام قوات الأمن من القوات المسلحة والشرطة المدنية في تطهير تلك المنطقة من العناصر الإرهابية والتكفيرية ومواجهة تشكيل محترف يضم مختلف الجنسيات الإرهابية والتي لولا نجاح مصر في مواجهتها وحصارها وتفكيك تلك الجماعات لكانت تلك البقعة منصة لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها ومصدر لتصدير الإرهابيين إلى أوروبا ومختلف أنحاء العالم.. وكل ذلك كان لا يمكن مواجهته بفعالية إلا بحرمان تلك العناصر الإرهابية  من شبكة الأنفاق الجهنمية التي كانت مصدرا أساسيا لإمداد وتموين قوة العناصر التكفيرية وتأمين هروبهم داخل وخارج  شمال سيناء فكان لا بد من وجود منطقة آمنة تم تطهيرها من عدد كبير من فتحات الأنفاق المتشعبة يقدر عددها بالآلاف وبأطوال تمتد لعدة كيلومترات داخل العمق المصري.


كان من الإنصاف أن تقوم المنظمة بتوجيه الشكر إلى مصر وقواتها المسلحة على تعاملها بنجاح وبحكمة في صد وحماية المنطقة من شرور أعداء الحياة ونجاحها في عودة الحياة لطبيعتها داخل مثلث العمليات بمدن شمال سيناء وفتح مختلف الطر ق والميادين والمناطق المغلقة طوال سنوات مضت والمساهمة في تنميتها. 

 

كل عام أصبحنا نتحدث عن تقارير "هيومان واتش" المغلوطة عن مصر لكن المنظمة لا تقدر على المواجهة والرد بشكل موضوعي وتكتفي بإصدار البيانات والاعتماد على تقارير جهات معادية لمصر تدعي أنها مستقلة.. إن تقاريركم إذا استمرت بهذا الشكل فهى حماقة والحماقة أعيت من يداويها.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة