الثلاثاء، 23 مارس 2021 - 06:38 م

منذ اكتوبر الماضى ينتظر اللبنانيون تشكيل الحكومة الجديدة التى يأملون أن توقف التدهور السريع فى الموقف وإنقاذ لبنان من الانهيار الكامل.. وبعد ستة شهور من 18 اجتماعاً بين المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريرى والرئيس اللبنانى ميشيل عوض انفجر الخلاف بتفاصيله وتبادل الرجلان البيانات حول مسئولية بقاء لبنان بلاحكومة فاعلة، وأصبح واضحاً أن الانقسام بين الأطراف السياسية أكبر من محاولات التوافق، وأن أطراف الصراع « فى الداخل والخارج!» مازالت بعيدة عن وضع نهاية للأزمة.
يحدث ذلك بينما يقف لبنان على حافة الانهيار الكامل. الوضع الاقتصادى كارثى بمعنى الكلمة. العملة اللبنانية فقدت 90٪ من قيمتها. معدلات الفقر تتضاعف ومعظم المواطنين يعانون لتوفير الحد الأدنى من ضروريات الحياة.
الأزمة المصرفية تتفاقم والدولة توقفت عن سداد الديون والمؤسسات التى توفر الحد الأدنى من الخدمات مهددة بالعجز عن الاستمرار.
كل شيء يقول ان لبنان ينهار.. ومع ذلك تبقى الطبقة السياسية على ما عاشت عليه من تقاسم للغنائم ورعاية للفساد وحرص على الانقسام الطائفى الذى يحقق مصالح هذه الطبقة لكنه يقتل آمال كل اللبنانيين ويقود لبنان الى الكارثة!
لم تستوعب الطبقة السياسية فى لبنان معنى خروج اللبنانيين قبل عام ونصف طلباً للتغيير ولم تستوعب كيف كان هذا الحراك عابراً للطائفية وموحداً للجميع طلباً لإصلاح ينقذ لبنان من الانهيار. قال كل رموز الطبقة السياسية للشباب الثائر: فهمناكم!
وقبلوا المقترحات بحكومة من خارج صفوفهم يساعدها العالم على انقاذ الموقف.. لكنهم -فى الحقيقة- كانوا يلتقطون الانفاس لكى يمنعوا أى اصلاح حقيقى لأنه يتعارض مع مصالحهم أو لا يتفق مع «أجندات» خارجية يوالونها على حساب لبنان وحياة مواطنيه!
لبنان الجميل يستحق الأفضل.. لكن علينا الآن أن ندعو الله أن يجنبه الأسوأ وأن تكون الذكريات الأليمة لخمسة عشر عاما من الحرب الأهلية رادعاً لطبقته السياسية حتى لاتكرر المأساة!