د.أسامة السعيد
د.أسامة السعيد


خارج النص

ماذا حدث للنخبة المصرية؟!

د. أسامة السعيد

الثلاثاء، 23 مارس 2021 - 06:43 م

يأتى شهر مارس دوما بذكريات طيبة، وأخرى «تقلّب» المواجع، فبينما نحتفل فى أوله بيوم المرأة العالمى، وفى آخره بعيد الأم، تمر فى منتصفه ذكريات تدعونا للتأمل، فعندما تنزع ورقة يوم 9 مارس من «روزنامة» منزلك أو مكتبك ـ إذا كنت لاتزال تستخدم هذا النوع ولم تتحول كليا إلى تقويم تليفونك المحمول أو حتى لم تعد تهتم فى أى الأيام نحن - فأرجوك أن تتذكر أن فى هذا اليوم تقدم رجل عظيم اسمه أحمد لطفى السيد، باستقالته من رئاسة الجامعة عام 1932 تضامنا مع رجل لا يقل عظمة اسمه طه حسين، لأن ذلك الأخير تعرض لقرار نقل تعسفى من منصبه كعميد لكلية الآداب إلى منصب مفتش لغة عربية بوزارة المعارف (التعليم) بسبب كتاب ألفه الأستاذ الكفيف ولم يرض عنه البعض.
ورغم أن لطفى السيد لم يتفق مع كل أفكار طه حسين، إلا أن احترامه لقيمته كأستاذ جامعى ومثقف دفعته لكتابة استقالة تاريخية نشرتها الصحف آنذاك، من أجل احترام استقلال الجامعة، وهو ما كان، وانتصرت النخبة الوطنية، وتركت لنا إرثا، نتحسر قبل أن نفتخر اليوم عندما نتذكره.
اليوم عندما تتأمل حال النخبة المصرية ـ إن كانت لاتزال جديرة بهذا الوصف - فى معظم المجالات، تعيش واقعا صعبا، فهى - إلا فيما ندر وبصورة فردية - لا تقدم إسهاما حقيقيا يعبر عن رؤيتها لقضايا وهموم وطنها بكل تجرد وبعيدا عن المصالح الخاصة، بل صارت مجرد نخبة وظيفية، هدفها تحقيق مكاسب فردية أو فئوية.
الأخطر أن تلك النخب باتت ضيقة الصدر أمام كل نقد حتى لو كان بناءً، مغلقة العقل أمام كل حوار حتى لو كان مفيدا. تغضب وتثور من أبسط الأمور. تتوعد بالويل والثبور لمن يجرؤ على أن يفتح نقطة نور!!
مجتمع بلا نخبة جادة ومستنيرة هو جسد بلا عقل. وإذا لم تكن مقتنعا، فاذهب سريعا إلى يوم 19 مارس، وتذكر ذلك اليوم من عام 2011، لتعرف ماذا فعلنا بأنفسنا؟ وماذا فعلت نخبتنا بنا؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة