عمرو دياب
عمرو دياب


المذكرات المجهولة لـ»عمرو دياب»

عمر دياب: شارع الهرم كان قبلة النجوم وكان يغني فيه عمالقة مثل محمد منير

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 24 مارس 2021 - 01:06 ص

كتب : محمد الشماع 

طريق النجاح الذي سلكه عمرو دياب لم يكن سهلًا، النجومية التي اقتربت من أربعة عقود لم تكن مفروشة أبدًا بالورود كما يتصور البعض. الهضبة، كما يحب جمهوره أن يطلقوا عليه، كتب في أوائل التسعينيات جزء من مذكراته في إحدى المجلات الفنية، لكنه توقف عن الكتابة بدون إبداء أسباب.


عمرو تحدث عن بدايته الصعبة، هو يقول في تلك المذكرات المجهولة، إن التهجير من بورسعيد أول موقف صعب يختبره الهضبة في حياته بعد أن أجبر وأسرته على ترك منزله في بورسعيد والذي كان «فيلا» تطل على مياه قناة السويس عقب هزيمة 1967 واحتلال إسرائيل لسيناء.


الانتقال من مستوى اجتماعي جيد للغاية إلى السكن في شقة صغيرة بمحافظة الشرقية والتنازل عن العديد من وسائل الحياة الرغدة، أسهم في تقوية عمرو دياب وزيادة صلابته وإيمانه بضرورة مواجهة الظروف الصعبة مهما كانت، على حد قوله في مقابلة تلفزيونية.


يبدو أن الأمر أسهم حقًا في جعل الهضبة أقوى، حيث لم يجد أي غضاضة في أن يسكن غرفة فوق السطوح، حينما قرر الانتقال للقاهرة بحثًا عن الفرصة.


ويؤكد عمرو دياب أنه اضطر يومًا ما للغناء أمام رجل واحد فقط، حينما كان يعمل في إحدى الملاهي الليلية بشارع الهرم، حيث كان يعمل وقتها في نحو 7 أماكن يوميًا للحصول على مقابل شهري مقبول. ويقول الهضبة «شارع الهرم كان قبلة النجوم وقتها، كان يغني فيه عمالقة مثل محمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو ووديع الصافي ونجاح سلام وأحمد عدوية وحسن الأسمر، وكان هناك تقليدًا يتبع حتى صار كالقانون، وهو أن المطرب الجديد لا يصعد للمسرح إلا عقب أداء كل المشاهير لفقراتهم».


وأضاف «في يوم الظهور الأول لي في إحدى الأماكن، تأخر وقت صعودي للمسرح كثيرًا، وحينما صعدت لم يكن متبقيًا في الصالة سوى رجل واحد، إلا أنني أصريت على الصعود والغناء». وتابع «قمت بالغناء أمام شخص واحد لم يكن منتبه لي في الأساس وطوال فترة جلوسه كان يعطيني ظهره أو جانبه».


قام أحد أصحاب الملاهي الليلية بتوقيع عقد احتكار لعمرو دياب، وكان بمقابل مادي قليل، قبل أن يصله عرض أفضل من ملهى ليلي آخر، بمقابل مادي لا يمكن رفضه. وكان عمرو دياب ينهي فقرته في الملهى الأول ليركض إلى الملهى الثاني، حتى علم محتكره بالأمر وقرر تحرير محضر ضده، ليفاجأ عمرو دياب يومًا ما وهو يغني على المسرح، بشاويش يمسكه ويطلب منه التوجه معه للقسم.


ذهب عمرو دياب إلى القسم وحكى قصته لمعاون المباحث هناك، ليطلب منه الأخير الغناء، وهو ما فعله الهضبة ونال إعجاب الضابط الذي قال له «سأعقد معك اتفاق، كلما حرر ضدك محضر سأضطر للقبض عليك عقب نهاية فقرتك، وحينما تأتي سنتناول العشاء سويًا ثم أخلي سبيلك، بشرط أن تتذكرني حينما تصبح مشهورًا».


وأكد الهضبة في مذكراته أنه إلى وقت كتابة سطور المذكرات، ما زال على علاقة صداقة قوية بهذا الضابط، كما أشار إلى أن أحداث الأمن المركزي الشهيرة تسببت في إحراق الملهى وعقد احتكاره.
موقف آخر أشد صعوبة عليه، عندما كان الهضبة يغني في إحدى كازينوهات شارع الهرم، وكانت هناك راقصة شهيرة تقدم فقرتها عقب فقرته مباشرة، يرفض عمرو دياب إلى الآن ذكر اسمها، وفي إحدى الليالي أعجب الجمهور بشدة بأداء عمرو دياب، فظل يهتف له لتكرار الغناء والاستمرار لوقت إضافي على المسرح، وهو ما تم بالفعل وتسبب في غضب تلك الراقصة لتشترط طرده من المكان، وهو ما حدث بالفعل.


تمر السنوات ويصبح عمرو دياب المطرب الأنجح والأشهر في مصر، لتقوم تلك الراقصة بدعوته لحفل عيد ميلادها، توقعت أن يرفض تلبية الدعوة إلا أنه وافق!، وذهب بالفعل الهضبة إلى الحفل لتطلب منه الراقصة أن يهديها أغنية بمناسبة عيد ميلادها، إلا أنه رفض مؤكدًا لها أنها دعته إلى الحفل كضيف وليس كمطرب، بعد أن باتت شهرته كبيرة.


ملايين من البشر لو تعرضوا لتلك المواقف أو نصفها على الأقل، لقرروا أن يتنازلوا عن حلمهم وهدفهم مكتفيين بالسير فيما ترسمه لهم الظروف المحيطة من طريق، ولكن لأن هذا الشاب البورسعيدي يمتاز بالعند والمثابرة، وكان مؤمنًا بحلمه، بات الآن عمرو دياب المطرب الأنجح في العالم العربي صاحب الشهرة العالمية وأول مطرب مصري يدخل موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية كونه الأكثر حصولاً على جوائز الموسيقي العالمية في مصر والعالم العربي، والأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة