د. محمد أبوالفضل بدران
د. محمد أبوالفضل بدران


يوميات الأخبار

عن قانون الأحوال الشخصية أتحدث

د.محمد أبوالفضل بدران

الأربعاء، 24 مارس 2021 - 06:33 م

هذى نقاط محددة أتمنى أن تطرح للنقاش وتوضع أمام أعين المشرّعين حتى يتحقق العدل ونرسخ الوئام والسلام للأبناء فى عالم كثرت فيه مشكلات الأسرة.

جميل أن تكون مناقشات المجتمع حول قانون الأحوال الشخصية قبل إقراره تهدف الصالح العام وتطبيق العدالة ومصلحة الأطراف جميعها، ومن هنا فإننى أقترح مايلي:

1 .إلغاء مكاتب التسوية لانعدام جدواها أو تفعيل دورها وذلك لن يكون إلا بزيادة الرسوم القضائية حال خسران الدعوى إذ لا يقبل أن يكون رفض الصلح متساويا من حيث التكلفة مع خسارة الدعوي.

2.توحيد قوانين الأحوال الشخصية فى قانون واحد مع جمع شتات المسائل المختلف فيها وتقنينها بحيث لا تكون هناك إحالة إلى مذهب فقهى معين.

3.إنشاء مكتب خاص للتحريات بدائرة كل محكمة أسرة جزئية للوقوف على حقيقة الدخل بحيث نضمن أن يكون الدخل الحقيقى هو ما تطمئن له هيئة المحكمة وليس ما يرد إليها من أوراق تخفى من الدخل أكثره.

4.ربط هذه المكاتب إلكترونيا مع الجهات الحكومية والبنوك والأحوال المدنية والجوازات والشركات الخاصة لتسهيل الوقوف على حقيقة دخل الملزم بالنفقة.

5. تسهيل الإجراءات القانونية فى دعاوى النفقات والأجور وما فى حكمها بإعفائها من اللجوء للتسوية وأن تكون بأمر على عريضة وعلى المتضرر من الأمر الاعتراض عليه بدعوى أو التظلم منه.

6.إنشاء ملف واحد يسمى منازعة أسرية سواء حال قيام الزوجية أو عقب انقضائها بحيث تبدى جميع طلبات الزوجة أو المطلقة بطلب واحد وتتم محاولة الصلح فيه وُدّيا مع الزوج أو المطلق فإن لم يتم الصلح يحال للمحكمة ويكون على هيئة حكم شامل لجميع المسائل بين الطرفين.

7. تنظيم الحضانة والرؤية والاستضافة والولاية التعليمية بشكل أفضل بوضع التزامات متبادلة على الطرفين تضمن حقوقهما وحقوق الصغار وبما يشجع على أن يكون الهدف منها تنشئة الصغير فى بيئة متوازنة صالحة وليس فى إطار اتخاذه وسيلة للضغط من أحد الطرفين على الآخر.

إعمال مبدأ التخصص فى اختيار قضاة الأسرة وجعلها محكمة متخصصة على غرار المحاكم الاقتصادية بأماكن مستقلة فعليا وليست صورية كما هو الحال فى القانون الراهن 10 لسنة 2004.

طرح تعديلات قانون الأسرة للنقاش المجتمعى لفترة طويلة مع الاستعانة بقُضاة الأسرة والمحامين وأساتذة القانون والشريعة وعلم النفس والاجتماع المشهود لهم بالكفاءة والتجرد ومنظمات المجتمع المدنى وإجراء لقاءات حوارية وصولا لأفضل القواعد التى تناسب المجتمع المصرى وليس مجرد نقل من النصوص أو التشبث بمذهب معين.

10.إحلال بنك ناصر كجهة وحيدة لتنفيذ النفقات والأجور وما فى حكمها على أن يتولى التنفيذ على المدين بتوكيل الدائن له فى ذلك.

11.إعادة الطعن بالنقض على دعاوى معينة مثل الطلاق والخلع والاعتراض والنسب على أن يتم الفصل فيها بما لا يجاوز 3 اشهر توحيدا للمبادئ القضائية فى مثل هذه المنازعات الخطيرة حيث فقد قضاء الأحوال الشخصية والأسرة الكثير بسبب إلغاء الطعن بالنقض فى هذه المسائل.

12تعميم إنشاء نيابات أسرة متخصصة على مستوى جميع محافظات الجمهورية وليس بشكل صورى بالإضافة للعمل الجنائى وما يترتب عليه من عدم الاهتمام بهذا الشق لدى هذه النيابات مزدوجة التخصص.

هذى نقاط محددة أتمنى أن تطرح للنقاش وتوضع أمام أعين المشرّعين حتى يتحقق العدل ونرسخ الوئام والسلام للأبناء فى عالم كثرت فيه مشكلات الأسرة.

 اليوم العالمى للشعر

تخيّل: كيف تكون الأرض بلاشِعر؟ ستحتفى القصائد وتختفى الأغنيات والأدعية المسجوعة ولن يجد الحادى ما يحدو به، ولن يجد العاشق ما يتغزل به وكيف ستهدهد الأم وَليدها دون غناء؟ وكيف يتكوّن خيالنا دون ملاحم وأشعار؟ وكيف ندوّن أيامنا دون معلقات، وكيف نكتب تاريخنا دون ملاحم وأساطير؟ كيف نتمايل طربا فى مجالس الذِّكر دون شِعرٍ أغرقه الحب فسَرَتْ كلماتُه سلاما وبهجة فى قلوب العاشقين؟ كيف سينادى البائعون على بضائعهم، وكيف سيعلنون عنها وكيف سيهمس قيسٌ فى قلب ليلاه دون حُرقة القصيد ولوعة الكلمات وسرعة الإيقاع العَروضى فى قلبه اللاهث وراء عيون ليلى؟ كيف نصف الحبَّ دون شعر؟ وكيف نترجم الشوق دون أغنية وكيف تبكى الحروف دون "عدّيد"؟ وكيف يناجى ناسكٌ مولاه دون شعر؟ سنفقد جمال الحياة لو اختفى الشِّعر منها وستغدو قاحلة، ستفقد الحروف رشاقتها وسريانها الخفى فى نفوس سامعيها، ستصبح الكلمات عرجاء مقيَّدة لا تملك طيران الأرواح وسموها؟ سنجد الكلمات مسجونة فى دلالاتها اللغوية المادية المعجمية وكأنها أحجار متراصة فى طريق مهجور؟ ستهجرنا الطيور ولن نسمع خرير الماء وشقشقة العصافير وزخات المطر..

من هنا تأتى أهمية أن نحتفل بالشعر وأن ننادمه، أن نفرح به ونحافظ عليه، وحسنا أرادت لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة أن تحتفى بالشعر وأن تملأ الأرض شعرا وجمالا فى جميع بقاع بلادنا بعد أن نجحت فى قيام أكثر من مائة شاعر فى مبادرة "كل يوم شاعر" باختيار كل شاعر منهم قصيدتين من دواوينه ويلقيهما بصوته ويسجل فيديو لنفسه وهو يلقى شعره بأحاسيس الشاعر الذى يعرف أسرار شعره وخوافيه، وقامت إدارة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة ببثّ هذه الفيديوهات التى لاقت استحسانا كبيرا من المتلقين بجانب أنها تعد كنزا لنا نستحضر فيها هؤلاء الشعراء ونترك هذا الإرث الجميل - من بعدنا - للعالم كى يسمعه على مر الأجيال والدهور، وما نزال نتلقى هذه الفيديوهات من كافة أقطار الوطن العربى والمهاجر فمرحى بالجميع على اختلاف بلدانهم ومشاربهم ومذاهبهم ومدارسهم المختلفة قصائد عمودية أو قصائد التفعيلة أو قصائد النثر أو الهايْكو أو أى همسة شاعرة بلغة فصيحة أو عامية لنبثها إلى العالم الذى هو أحوج ما يكون إلى الشعر.

كما نرحب بمساهماتكم فى المشروع الثانى الذى تقوم به لجنة الشعر بجانب الأمسيات الشعرية وهو موسوعة "راهن الشعر العربي" التى نجمع فيها سِيَر الشعراء (150 كلمة لكل شاعر) ونصوصهم (لا تتجاوز النصوص600 كلمة) تُرسل إلى لجنة الشعر بجانب صورة شعرية وحبذا لو أرسل الشاعر بعض أغلفة دواوينه وسيصدر الجزء الأول قريبا تتلوه أجزاء أخرى تباعا، وفى انتظار مشاركات جميع الشعراء والشاعرات حتى نملأ الأرض شعرا.

تحية إلى أعضاء لجنة الشعر وإلى أمانة المؤتمرات وإليكم أنتم- جمهور الشعر- الذى يمنحنا إلهاما وشاعرية.

تحية إلى وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة الذين استطاعوا أن يجعلوا يوم الشعر عالميا فى جميع محافظات مصر حتى نعلّم أجيالنا تذوق الشعر ومحبته.
 
فى رثاء حميدة وعطيات
هذه قصيدة فى رثاء الأختين الشهيدتين عطيات وحميدة أبوالفضل تغمدهما الله بواسع رحمته كتبها أخى الشاعر محمود الذى عبّر عنا عندما جفَّت أقلامنا وسالت مدامعنا...

وآأُخَيَّة.. يا(حميدة)
وآأُخَيَّة ياشهيدة
جدَّدت ذكراك فينا
أختنا الكبرى (عَطِيّاتُ) الرشيدة
حينما لبت نداء الله، فى شوقٍ، وفى فرحٍ، سعيدة
ومضت راضيةً، مرضيةً، شهيدة
( إيمانُ ) عن يمينها و( حامدٌ) يسير فى يسارها
تزفُّها مواكبُ الأبرارِ، والأنوار فى خُطىَ وئيدة
وآأُخَيَّة..
يا شقيقتاى، يارفيقتى صباى
فى ملاعب الحقول والجداول
وفى ربيع الزهر والسنابل
وحينما نصحو على تغريدة الطيورِ والبلابل
وفى مواسم الحصادِ، والغناءِ، والحِداء
فى حضن جدتنا، وحول نار ( السّنط ) فى الشتاء
وفى تلاوة القرآن، والأذكار، والدعاء
وفى ظلال ( الأُثل ) ساعة الرمضاء
وفى ليال الصيف واكتمال البدر فى السماء
لما نناجى نجمة خافتة بعيدة
نحكى لها أسرارنا، وننشد القصيدة
واأُخَيَّة..ياحميدة.. واأُخَيَّة يا عَطِيّات الرشيدة
أهِ ياكوفيد...
كم غيّبت من أحبابنا جمعاً غفيرا
وأُناسىَ كثيرا
آهِ لو امهلتنا، حتى نقول لهم وداعا
حسرةً خلفتها فينا، وحُزناً، والْتياعا
لم تمهّلنا لفترة،
ريثما نلقى على الأحباب نظرة
وهى- لو أمهلتنا -آخرُ نظرة!
خشيةَ العدوى مُنعنا من عناقٍ، ووداعٍ، وسلامْ
ومُنعنا من عزاءٍ، واقترابٍ، وكلامْ
ثم فى صمت ٍ، وفى عجلٍ، وفى جُنحِ الظلام
فارق الأحبابُ دنيانا ومروا
فى هدوءٍ، وسكونٍ، وسلامْ !!!
 
فى النهايات تتجلى البدايات
قال ابن عربى فى كتابه ترجمان الأشواق:
كنتُ أطوف ذات ليلةٍ بالبيت فطابَ وقتى وهزّنى حالٌ كنتُ أعرفهُ، وطفتُ على الرمل، فحضرتنى أبيات فأنشدتها أُسمِعُ بها نفسى ومَن يلينى لو كانَ هناك أحد :
ليت شعرى هل دروا … أيّ قلبٍ ملكوا
وفؤادى لو درى … أيّ شعبٍ سلكوا
أتراهم سلموا … أم تراهم هلكوا
حارَ أربابُ الهوى … فى الهوى وارتبكوا

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة