الحاجة تَحسين مع حفيدتها
الحاجة تَحسين مع حفيدتها


صندوق الأجداد ملئِ بالذكريات

«أعز الولد».. حكايات الحاجة تحسين وحفيدتها

الأخبار

الأربعاء، 24 مارس 2021 - 07:29 م

 

كتب : عمر يوسف

«أعز الولد ولد الولد» مثل قديم يعبر عن الحياة التى يعيشها الأجداد مع أحفادهم، فحياة الأحفاد فيها متعة للأجداد وحياة مشعة بالحب والعواطف، وكذلك فهى الحضن الدافئ للأحفاد وصمام الأمان والقلب الحنون الذى ينثر الفرح، وإذا كان الأب والأم يعطون لأبنائهم وقتهم وراحتهم، فالأجداد يعطونهم روحهم وقلبهم بالكامل.. هذا المثل انطبق على الحاجة تَحسين التى تعيش الحياة من خلال حفيدتها، فكلما جاءتها ابنتها وبصحبتها تاليا يمتلئ منزلها بالفرح والسعادة، وتؤنس روحها وتدفع معها ساعات الملل الطويلة التى تقضيها بصحبة نفسها.. وأصبحت الحاجة تحسين تتنفس من خلال حفيدتها، تعتقد أن أرواحهم متقاربة ونفوسهم متساوية.. كلما تراها تُسلم بتصديق جيرانها الذين يصفونها بأنها تمتلك عقل طفلة، لم تغضب أو تتذمر فى أي من المرات التى نادوها فيها بتلك الصفة، وكأنها تعشق نفسها الطفولية التى تضحك وتبكى مثلهم وتعبر عن غضبها وتذمرها مثل الأطفال.

ومنذ أن تضع ابنتها قدميها فى المنزل تترك تاليا يد والدتها وتجرى على جدتها، لتأخذها فى جولة إلى الماضي، تحكى لها عن جدها العطوف الذى لم تره عيناها، وكم كان يعشقها قبل أن تولد، تناقش معها طفولة أمها وتُشبهها بضحكاتها التى تملك عزوبة الحياة بين وجنتيها، وبالطبع لن يفوتها المرور على كل الصور المعلقة فى المنزل لتحكى لها تاريخ عائلتها الطويل، انتهاءً بوقفة «الشباك» الذى يطل على الشارع والجيران الذين تتحدث معهم لتقتل الوحدة ووحشة المكان الذى تسكنه بمفردها.. ولن تخلو وقفة الشباك من نكات المارة وتعليقاتهم الذين يُشبهون الطفلة بجدتها فى تلقائيتها وملامحهما التى تتقارب بشكل عجيب، وكأنهم وُلدوا فى نفس اللحظة ومن الرحم ذاته، وهذه هى العلاقة بين الأحفاد وأجدادهم فالأول فى بداية طريق حياته يسير الفضول وحب الاستكشاف فى دمه والآخر قطع شوطا طويلا من عمره وانحنى ظهره من كثرة ما حمله من خبرات وأوجاع، ويفصلهم المعرفة وعدم المعرفة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة