بيني جانتس
بيني جانتس


هل كسب «بيني جانتس» رهان بقاء حزبه في المشهد السياسي الإسرائيلي؟

أحمد نزيه

الأربعاء، 24 مارس 2021 - 07:32 م

قبل أن تُعقد الانتخابات التشريعية للكنيست، لم تكن التوقعات تشير إلى أن حزب "أزرق أبيض" الوسطي، بزعامة وزير الدفاع بيني جانتس أن ينجح في كسب مقاعد عدة داخل الكنيست.

استطلاعات الرأي كانت تشير إلى أن الحزب بالكاد سيتجاوز نسبة الحسم، وسيتذيل مشهد مقاعد الكنيست، عطفًا على بعض الاستطلاعات التي تنبأت ألا ينجح حزب جانتس في تجاوز نسبة الحسم، ومن ثم عدم تمثيله بأي مقعدٍ داخل الكنيست، ما كان قد يودي إلى تسيطر الفصل الأخير في قصة هذا الحزب للأبد.

لكن نتائج الحزب في انتخابات الكنيست فاقت التوقعات، فالنتائج الأولية بعد فرز أكثر من 90% من الأصوات تشير إلى حصوله على ثمانية مقاعد، متفوقًا على عدة أحزاب كان يعول عليها الكثير في مشهد الانتخابات الحالية.

القطب الثاني السابق

حزب "أزرق أبيض" كان هو القطب الثاني في مشهد الانتخابات الإسرائيلية الثلاثة السابقة بين عامي 2019 و2020، وكان يقف ندًا بندٍ أمام حزب "الليكود" اليميني، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

لكن جانتس دفع ثمنًا باهظًا بعدما انخرط في ائتلافٍ حاكمٍ في أعقاب انتخابات مارس 2020 مع نتنياهو، على أمل أن يتناوب معه على رئاسة الحكومة، بدءًا من 21 أكتوبر 2021، بيد أن مشاكل الحكومة الداخلية عجلت بتفكك الائتلاف الحاكم، ليحول ذلك دون أن يصل جانتس إلى كرسي الحكم، وسط اتهاماته منه لنتنياهو بأنه خدعه.

والثمن الذي دفعه جانتس أن تراجعت شعبية حزبه بقوة، كما أنه خسر حلفاءه، وعلى رأسهم يائير لابيد، زعيم حزب "يش عتيد"، بمجرد تحالفه مع نتنياهو. ومع انهيار الائتلاف الحاكم انشق عددٌ من قادة الحزب عنه، وعلى رأسهم وزير العدل آفي نيسنكورن ووزير الخارجية جابي أشكنازي، الذي اختار اعتزال الحياة السياسية مؤقتًا.

وفي أعقاب الضربات المتتالية على حزب "أزرق أبيض"، توقع الكثيرون أن يتفكك الحزب قبل الانتخابات، وثارت تكهنات أن جانتس سيعتزل الحياة السياسية، لكن آثر أن يخوض غمار الانتخابات ويبقى على رخم حزبه، الذي خفت، في المشهد الإسرائيلي.

ومع النتائج الوقتية للحزب الوسطى، بدا أن جانتس قد كسب الرهان بعض الشيء، مع نجاح حزبه في فرض نفسه في مشهد الانتخابات.

انتصار للحزب

وفي غضون ذلك، يقول أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنه بعد أن كان الحزب في الأيام الأخيرة حسب استطلاعات الرأي لا يتجاوز نسبة الحسم نتائج الانتخابات الأولية تعطيه قرابة ٨ مقاعد قبل فرز صناديق الجيش".

ويضيف الرقب، لـ"بوابة أخبار اليوم"، "هذا انتصار لحزب أزرق أبيض الذي كان أن ينتهي من المشهد السياسي بعد الانشقاقات التي حصلت به".

وأجرت إسرائيل، أمس الثلاثاء، رابع انتخابات تشريعية في غضون عامين، بعد ثلاثة استحقاقات متتالية أخيرة، خلال 9 أبريل 2019 و17 سبتمبر من نفس العام و2 مارس من العام الماضي.

وتشير النتائج الأولية إلى حد الآن إلى نتائج غير حاسمة، مع عجز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن بلوغ "الرقم الذهبي" في إسرائيل، والذي يبلغ 61 مقعدًا من أصل 120 داخل الكنيست.

والنتائج الوقتية تؤشر على حصول كتلة اليمين بزعامة نتنياهو إلى جانب تحالف يمينا، بزعامة وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت على 59 مقعدًا، مقابل حصول كتلة "لا نتنياهو" إلى جانب القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس على 61 مقعدًا.

وتنافست 39 قائمة انتخابية في السباق نحو مقاعد الكنيست، البالغ عددها 120 مقعدًا، لكن الأكثرية من هذه القوائم لن تتمكن من الحصول على أية مقاعد داخل الكنيست بسبب نسبة الحسم، التي تبلغ 3.25%.

وينبغي لأية قائمة انتخابية أن تحظى على أقل تقدير بنسبة تصويتٍ تبلغ 3.25% من إجمالي المصوتين، وأي قائمة انتخابية لا تتجاوز هذه النسبة لن تحظى بأي مقعدٍ داخل الكنيست.

كما أن الحزب أو التحالف الانتخابي يجب أن يحظى بدعم 61 نائبًا من أصل 120 داخل الكنيست (نسبة الـ"50%+1")، كي يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة.

اقرأ أيضًا: لمنعه من رئاسة الحكومة.. وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن الحرب على «نتنياهو»

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة