محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

الخداع.. والتضليل

محمد بركات

الخميس، 25 مارس 2021 - 07:03 م

للأسف... كان الخداع هو النهج والأسلوب الرئيسى الذى اتبعته إثيوبيا كقاعدة أساسية لها فى المفاوضات الخاصة بسد النهضة، منذ اللحظة الأولى لهذه المفاوضات وحتى الآن.
فمنذ البداية اختارت إثيوبيا انشغال مصر البالغ فى دوامة الأحداث الطارئة، التى اجتاحتها مع عواصف الربيع العربى والفوضى غير الخلاقة فى يناير ٢٠١١، كى تعلن وضع حجر الأساس للسد، دون إخطار مسبق وبالمخالفة لكل القواعد والقوانين الدولية المعمول بها.
وأعلنت إثيوبيا على  لسان رؤسائها ومسئوليها فى ذلك الحين أكثر من مرة، أنها حريصة على عدم إلحاق الضرر بمصر أو السودان، ولن  يكون هناك أدنى مساس بالحقوق التاريخية والمشروعة لمصر أو السودان فى مياه النيل.
وكررت إثيوبيا هذا الاعلان وذلك القول بعد ذلك عدة مرات على لسان كل المسئولين بها،...، وهو  ما ظهر عكسه تماما وعلى طول الخط.
ومنذ ذلك الحين.. وطوال المفاوضات التى استمرت عدة سنوات، دأب الجانب الإثيوبى على الادعاء بأنه حريص وراغب فى الوصول إلى حل يرضى كل الأطراف، فى حين أنه يقوم بإضاعة الوقت وسد كل الطرق المؤدية إلى التوصل إلى توافق على الحل.
واستمر المفاوض الإثيوبى على تعنته ورفضه لكل المقترحات الإيجابية، التى تقدمت بها مصر والسودان للتغلب على  الخلافات حول القواعد الخاصة بملء وتشغيل السد،...، فى ذات الوقت الذى يدعى  فيه أنه حريص على الوصول للحل وذلك فى إطار منهج الخداع والتضليل الذى يسير عليه.
كما رفض بشدة الوصول إلى اتفاق قانونى شامل وعادل وملزم للدول  الثلاث، وأصر على أن يكون مجرد توافق غير قانونى وغير ملزم، ولكنه استرشادى فقط،..، وهو ما يعنى أنه بلا قيمة.
وفى ظل ذلك أصبح مؤكدا، أن الهدف الوحيد للجانب الإثيوبى هو إهدار الوقت، حتى يتم الانتهاء من استكمال قيام السد، بحيث يصبح أمرا واقعا وعلى مصر والسودان الخضوع له،..، وهو ما لن يحدث على الاطلاق، حيث أعلنت كل من مصر والسودان رفضهما الكامل لذلك.
والسؤال الآن.. هل تثوب إثيوبيا إلى رشدها وتعود إلى جادة الصواب، وتترك الخداع والتضليل، وتسعى بصدق للحل الذى يحقق مصالح الكل؟!.. نأمل ذلك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة