رمسيس الثالث
رمسيس الثالث


«رمسيس الثالث» الذى أنقذ مصر من غزوات شعوب البحر ومات بمؤامرة الحريم

شيرين الكردي

الخميس، 25 مارس 2021 - 09:27 م

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن رمسيس الثالث هو ثانى ملوك الأسرة العشرين في مصر القديمة حكم من 1186 إلى 1155 قبل الميلاد، ويوصف بأنه "الفرعون المحارب" بسبب استراتيجياته العسكرية القوية فقد تمكن من هزيمة الغزاة المعروفين باسم "شعوب البحر" الذين تسببوا في تدمير الحضارات والإمبراطوريات الأخرى المجاورة وكان قادرًا على إنقاذ مصر من الانهيار في الوقت الذى سقطت فيه العديد من الإمبراطوريات خلال انهيار العصر البرونزي.

وهو ابن ست ناختي والملكة تي مرن إسي، اغتيل رمسيس في مؤامرة بقيادة واحدة من زوجاته الثانوية (تى)، وابنهما بينتاور، ومجموعة من كبار المسؤولين.

ويضيف الدكتور ريحان بأن شعوب البحر انتهوا مع المملكة الحثية واحتلوا قبرص وبلاد نارينا. وتلقت المقاطعة المصرية لدى كنعان غارات مستمرة من هؤلاء الغزاة والتي يمكن أن تصل إلى مصر نفسها، وفى خلال السنوات الأولى من حكمه تلقت منطقة دلتا النيل زيادة في عدد المهاجرين إليها بسبب البحث عن حياة أفضل وكان رمسيس الثالث يواجه مجموعتين من الشعوب الهندوأوروبية الذين تواجهوا إلى الدلتا.

وفي العام الثامن من حكمه توجه إلى آسيا من أجل مواجهة شعوب البحر، وحدثت معركة بحرية عند مصب نهر النيل حيث تم تدمير أسطول العدو حيث استطاع هزيمة قواتهم البرية عند مدينة رفح وانتصر على سفنهم الكبيرة عند مصب النيل الغربي وبهذا استطاع أن يبعد خطرًا لا يقل أهمية عن الهكسوس.

اقرأ أيضا| وزير السياحة يعقد اجتماعا لمتابعة مستجدات الأعمال بالمتحف المصري الكبير

وبجانب تعزيز الحدود الفلسطينية كان كافيًا لتجنب الغزو من شعوب البحر وبالكاد قد تعافت مصر واتجهت بنفس المصير إلى الإمبراطورية الحيثية. حيث انسحاب شعوب البحر شجع رمسيس الثالث لاستعادة السيطرة على سوريا جزئيًا وأربع مدن محصنة وشملت مناطق بالفرات .

كما كانت الحدود الليبية خطرة في أعقاب تنظيم السكان الليبيين الرُحل الذين يعيشون في تلك المنطقة فى السنة الحادية عشر من حكمه، حرص الجيش الليبي على الاستقرار في الاراضي المصرية الخصبة، حيث اتجهوا إلى ممفيس، وبالقرب من المدينة وقعت المعركة وانتصر رمسيس الثالث وكانت أعداد الأسرى كبيرة.

وينوه الدكتور ريحان إلى مؤامرة اغتيال رمسيس الثالث المعروفة بمؤامرة الحريم حيث كانت له زوجة ثانوية باسم "تى"، وقامت بمؤامرة ضده وشارك فى المؤامرة عددًا من حريم القصر الملكى وبعض سقاة البلاط وحرسه وخدمه كى تضع ولدها "بنتاورت" على العرش بدلًا من ولى العهد الشرعي الملك رمسيس الرابع بعد ذلك.

وتم اغتيال رمسيس الثالث بالفعل، وانكشفت المؤامرة، وحقق فيها بأمر من الملك التالى وهو رمسيس الرابع، وحكمت المحكمة على المتهمين بأحكام تتراوح بين الإعدام والانتحار والجلد والسجن وقطع الأنف وصلم الأذن والبراءة، كل وفقًا لدوره وجريمته فى تلك المؤامرة المشينة.

وأثبتت الدراسات الحديثة التى قام بإجرائها الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق وفريقه على مومياء رمسيس الثالث والمومياء غير المعروفة بالمتحف المصرى وجود مؤامرة الحريم لاغتيال الملك وقد نجحت بالفعل بقطع رقبة الملك من الخلف بسكين حاد، وأن مومياء الرجل غير المعروف الذى يطلق عليها "المومياء الصارخة" أو "مومياء الرجل الصارخ" كانت لابن الملك "بنتاورت"، الذى أجبر على الانتحار وشنق نفسه بيده من خلال علامات الحبل الموجودة على رقبته، وتم عقاب هذا الابن أشد عقاب بعدم تحنيط جثته ودفن جسده فى جلد الغنم الذى كان يعتبر غير طاهر فى مصر القديمة، وبناءً على ذلك سيذهب إلى الجحيم فى الآخرة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة