ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

صانع الملوك

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 26 مارس 2021 - 05:50 م

للمرة الرابعة يحقق رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو فوزاً انتخابياً بطعم الهزيمة، حيث ينجح حزبه «الليكود» فى تحصيل العدد الأكبر من مقاعد الكنيست، ولكنه يفشل فى تأمين الأغلبية الكافية لتشكيل الحكومة فيدخل فى مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية تنتهى بالفشل بشكل أو بآخر ليعود لصناديق الاقتراع من جديد. هذا هو السيناريو الذى صارت عليه ٤ انتخابات شهدتها إسرائيل خلال عامين. وفى كل مرة تنشغل الصحافة بالحديث عن الاحتمالات المختلفة وتسمية «صانع الملوك» أو رئيس أحد الأحزاب الصغيرة الذى يمكن بعدد مقاعده ان يرجّح كفة احدى الكتل الكبرى المتصارعة على تأليف الحكومة. فى الانتخابات الماضية كانت المقاعد الـ 8 لحزب «إسرائيل بيتنا» السبب فى تسمية رئيسه أفيجدور ليبرمان بهذا اللقب. أما هذه الانتخابات فتتحدث الصحافة عن العربى عباس منصور بوصفه «صانع الملوك» الحالى. فالمقاعد الـ٦ التى فاز بها حزبه «رعم» يمكن ان تصنع رئيس الوزراء الجديد، بعد أن فشل تكتل نتنياهو اليمينى فى تأمين٦١ مقعد يحتاجها لتشكيل الحكومة. معنى ذلك انه ما لم ينشق أحد أحزاب كتلة المعارضة لينضم له، لن يكون أمامه خيار سوى التعاون مع الحزب الإسلامى أو المغامرة بانتخابات خامسة.
ويأمل منصور الذى ترك الباب مفتوحاً للتفاوض مع الجميع ان يحقق اختراقاً عربيا للسلطة التنفيذية، لكن طموحاته تصطدم بتعنت اسرائيلى بقبول العرب فى الحكومة رغم انهم يمثلون حوالى 21٪ من السكان، وفرصته الوحيدة احتياج نتنياهو اليائس لتشكيل الحكومة وابعاد شبح السجن، بتهم فساد، عنه. لكن طموحاته تصطدم بموقف نتنياهو الصعب حيث أكد مراراً عدم قبوله التعاون مع منصور، وحتى ولو «لحس» كلامه، فهناك شكوك كبرى ان يقبل شركاؤه فى التكتل اليمينى، التحالف مع حزب عربى اسلامى. المشهد معقد ومتشابه ويبشر ربما بذهاب إسرائيل لانتخابات خامسة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة