داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

مفاتيح الجنة.. والنار!

داليا جمال

الجمعة، 26 مارس 2021 - 06:41 م

فجأة.. استيقظ المصريون من نومهم كعادتهم كل صباح، فوجدوا فئة منهم يملكون مفاتيح الجنة والنار!
قرروا إطلاق سراح أفكار الدواعش بداخلهم وهات يا تكفير فيمن توفى من خلق الله!!
وانهمرت علينا سيول من الأحكام بالكفر أو بالإيمان على من توفاهم الله من عباده! وفقا لأهواء أسيادنا الذين قرروا أن ينازعوا الله فى ملكه، بتحديد مصير خلقه بعد موتهم نيابة عنه! مين معاهم يدخل الجنة؟ ومين مش على مزاجهم فيدخل النار!!
هذا ما حدث حرفيا.. بعد أن خرجت علينا فئة غريبة من البشر ادعوا ببجاحة شديدة، ووقاحة أشد أنهم ملاك خزائن الجنة والنار وأن مفاتيحها بأيديهم، يملكون صكوك الغفران، ومفاتيح أبواب الجحيم.. دون أن يقدموا لنا دليلا واحدا على أنهم وكلاء لله فى الأرض! يحملون توكيلا بممارسة اختصاصات الخالق فيحكمون على خلقه فى ملكه فيكفرون من شاءوا ويمنحون صفة الإيمان لمن رضوا عنهم!
قنبلة الخناق والجدال انفجرت بعد وفاة الكاتبة نوال السعداوى، صاحبة الكتابات والآراء المثيرة للجدل، البعض كان مؤيدا لفكرها وكتاباتها والكثير عارضها وهذا حقهم.. أما مصيرها بعد أن توفيت فهو لا من حق المؤيدين لها ولا للمعارضين لأنه فى علم الله علام الغيوب فقط. 
وياريت نغلق ماسورة الخناقات التى انفجرت على السوشيال ميديا، من ناس متعلمة ومحترمة تقسم بأغلظ الأيمان أنها فى النار، وناس ترد عليهم يمين على يمينهم بأنها فى الجنة، ورجال دين تدافع ورجال دين تهاجم والسيدة التى فى (ذمة الله) أصبحت مادة للافتئات على الله!
وأؤكد لحضراتكم.. ولكل واحد عامل نفسه عليم بالغيب، ان انت نفسك ماتعرفش مصيرك أصلا إن كنت من أهل الجنة أم النار! فياريت كل واحد يلم نفسه شويه ويشوف له تسلية غير مصير الأموات، فللموت قدسيته.. والأرواح علمها عند الله.
وياريت نفهم رد فضيلة الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه والشريعة بجامعة الأزهر حينما قال «اليوم بعد وفاتها لا مدح ولا قدح، ولا ننازع الله فى اختصاصه، وما الحكم إلا لله وقد كتب على نفسه الرحمة، وله من موازين الحساب ما لا يعلمه بشر». رحم الله الدكتورة نوال السعداوى من أحكامكم.. وعاملها بفضله ورحمته وكرمه.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة