سعاد حسني
سعاد حسني


الحفلات مستمرة والكلمات اختفت

حكايات أغاني الربيع

آخر ساعة

السبت، 27 مارس 2021 - 11:33 ص

كتب/ محمد خضير

"برق الربيع لنا برونق مائه فانظر لروعةِ أرضه وسمائهِ.. فالترب بين ممسّك ومعنبر من نوره.. بل مائه وروائه والماء بين مُصندل ومكفر من حسن كدرته ولون صفائه.. والطير مثل المحسنات صوادح مثل المغنّى شادياً بغنائه"، من روائع الشاعر والكاتب بديع الزمان الهمذاني عن فصل الربيع.

هذا الربيع يشهد عودة الحفلات الغنائية، بعد فترة غياب طويلة بسبب فيروس كورونا، حيث تحيى الفنانة أنغام حفلا غنائيا بمركز المنارة بالتجمع الخامس أواخر مارس الجارى، وذلك بعد طرحها أغنيتها الجديدة "هو نفس الشوق"، كما يحيى الفنان رامى جمال والمطرب تامر عاشور حفلا غنائيا نهاية مارس الجاري، احتفالا بعيد الربيع وأعياد شم النسيم.
ورغم حرص المطربين على إحياء حفلات الربيع، إلا أنهم يتجاهلون تقديم أغانٍ عن الربيع، ويقدمون لجمهورهم أغانى غير مرتبطة بأعياد الفصل البديع، الذى تغنى له قديمًا كبار المطربين وكتب له عمالقة الشعر.
تعود بدايات حفلات الربيع حينما قرر الإذاعى الكبير جلال معوض أن يجمع كبار المطربين مع الأصوات الشابة مع نجوم فن المنولوج والنكتة مع كبار نجوم السينما، فى حفل غنائى كامل، وكانت أول أغنية للربيع تقدم فى هذه الحفلات للراحل فريد الأطرش "أدى الربيع عاد من تانى"، إحدى روائع مأمون الشناوى، الذى لم يكن يعلم عند كتابتها أنها ستكون من نصيب الموسيقار فريد الأطرش.
ففى خمسينيات القرن الماضى ذهب الشناوى إلى كوكب الشرق أم كلثوم، وعرض عليها كلمات الأغنية، لكنها كعادتها مع كافة الشعراء طلبت منه القيام ببعض التعديلات فى النص، فتألم الشناوى من طريقة أم كلثوم لقناعته بنصه المتكامل الذى لا يحتاج لتعديل، وأثناء عودته من منزل أم كلثوم جمعت الصدفة بينه وبين الموسيقار فريد الأطرش، فقص له ما حدث، وأسمعه كلمات الأغنية فأُعجب بها فريد، وذهبا سويًا إلى منزله، وعلى الفور بدأ فريد فى تلحين الأغنية، وغناها لأول مرة فى احتفالات الربيع 1949، كما قدمها فى قالب استعراضي، فى فيلم "عفريتة هانم" للمخرج هنرى بركات، ورقصت على أنغامها الفنانة الاستعراضية سامية جمال.
وقال العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فى برنامج "أوتوجراف" 1976، بعد وفاة فريد الأطرش، للإعلامى طارق حبيب، إنه تمنى غناء "آدى الربيع عاد من تاني" للموسيقار الراحل فريد الأطرش.
ولأعياد الربيع حكايات وحواديت عشناها بإبداعات صلاح جاهين عندما قال: "الدنيا من غير الربيع ميّته.. ورقة شجر ضعفانه ومفتفته.. لأ يا جدع غلطان تأمّل وشوف.. زهر الشتا طالع فى عز الشتا.. وعجبي"، وفى فيلم " أميرة حبى أنا" قدمت السندريلا سعاد حسني، أبرز أغانى الربيع "الدنيا ربيع" 1975، لصلاح جاهين، وألحان كمال الطويل.
وفى تسجيل نادر للراحلة سعاد حسنى عن كواليس الأغنية، أكدت أنها أعادت كمال الطويل إلى التلحين مرة أخرى بعد توقفه لـ8 سنوات، قائلة: "أثناء ذهابى لتغيير ملابسي، صادفت فى الطريق كمال الطويل، الذى توقف عن التلحين قبل 8 سنوات، فطقت فى دماغى أقوله يلحن الأغنية، قال لى أغنية إيه، قلت له كذا، وهى من تأليف صلاح جاهين والفيلم من إخراج حسن الإمام، فأعجب بالفكرة وأخذ الكلمات معه إلى الإسكندرية ولحنها فى 48 ساعة، وتم تصويرها فى يوم واحد بمنطقة القناطر الخيرية".
كما شهدت حفلات الربيع منافسة شرسة بين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، حول تصدر كلٍ منهما إحياء أكبر عدد من تلك الحفلات لتنشب بينهما أزمة فى 1970 تسبب فيها انحياز الإذاعة والتليفزيون لإذاعة حفل فريد الأطرش فى سينما "ريفولي" ليذاع بعدها فى اليوم التالى حفل عبدالحليم فى جامعة القاهرة، وانتهى الصراع بعد وفاة فريد الأطرش 1974، وكانت آخر حفلات حليم 1976، وقدم خلالها أغنية "قارئة الفنجان" لأول مرة فى حفل الربيع.
كما غنت ليلى مراد لأول مرة القصائد، من خلال قصيدة "موكب الربيع"، التى تُعد أول أغنية تقدمها بمناسبة احتفالات شم النسيم، 1969، قصيدة "موكب الربيع"، من كلمات العوضى الوكيل، وألحان محمد سلطان.
وقدمت فيروز أغنية "لا تنسى.. عاد الربيع" 1958، من كلمات وألحان الأخوين رحباني، وتقول كلماتها: "لا تسنى عاد الربيع تلالنا الزواهي، لحن هنى وفى الربى طير.
واستطاع أبو السعود الإبيارى الجمع بين أصوات محمد فوزى وشادية وإسماعيل ياسين، 1954، للحديث عن أيام الحب، وخاصة فى فصل الربيع، فتقول كلمات الأغنية، التى لحنها فوزي: "الحب له أيام وله فصول ومواسم .. نكتب ونجرى وراه فى خير الربيع الباسم".
أما محمد الموجى فاستمد من زقزقة العصافير ألحانه، فشدا بصوته من كلمات عبدالوهاب محمد للحديث عن بلده التى رآها "عروسة" فى تلك الأجواء الربيعية الهوى، بقوله: "زقزق العصفور صحانى قمت انا وناسى وخلانى .. قمنا، شفنا بلدنا عروسة عايقة بالحسن الرباني".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة