صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«رجل الصواريخ لا يتوقف».. كوريا الشمالية تواصل إزعاج أمريكا بتجاربها

هبة عبدالفتاح

السبت، 27 مارس 2021 - 01:27 م

كعادتها مع تنصيب كل إدارة أمريكية جديدة تستعرض كوريا الشمالية قدراتها العسكرية، وكأنها تكشر عن أنيابها أمام الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا.


فقد قامت بذلك مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهي الأزمة التي تحولت إلى وابل من السباب وتبادل الإهانات والتهديدات بحرب نووية، واطلق خلالها ترامب على كيم جونج أون الوصف الأشهر له «رجل الصواريخ».

الكشف عن أقوى سلاح في العالم

أما مع إدارة الرئيس الحالي، فسبق زعيم كوريا الشمالية الأحداث، وقبل أيام قليلة من تنصيب جو بايدن، وبالتحديد في منتصف يناير 2021، شُوهد عرض عسكري ضخم في كوريا الشمالية استعرضت خلاله أحدث أسلحتها.

اقرأ أيضًا: زوجة الزعيم الكوري الشمالي تظهر علنا لأول مرة منذ عام| صور

وقدمت القوات في كوريا الشمالية استعراض عسكري ضخم بحضور الزعيم كيم جونج أون، وكشفت خلاله بيونج يانج عن أحدث أسلحتها، وأعلنت عن نوع جديد من الصواريخ البالستية يطلق من الغواصات يطلق عليه "بوكجوك سونج5 "، وهو السلاح الذي وصفته وسائل الإعلام آنذاك بأقوى سلاح في العالم.

وأشار محللون، عن الصواريخ البالستية "بوكجوك سونج5 " أنها لم ترى من قبل، وان الهدف من الكشف عنها توجيه رسالة للإدارة الأمريكية، وتوضيح ما تتمتع به كوريا الشمالية من قوى عسكرية. 

كما تعهد الزعيم كيم، بتعزيز القدرات العسكرية لبلاده وبرنامجه النووي والصاروخي، يأتي ذلك بعدما وصف الزعيم كيم كونج أون الولايات المتحدة الأمريكية بـ"العدو الأكبر".

اقرأ أيضًا: «رسالة للمواطنين وزيارة لضريح والده».. كيف بدأ زعيم كوريا الشمالية عام 2021؟

تعهّد الزعيم الكوري الشمالي وقتها برفع "القدرات الدفاعية للدولة إلى مستوى أعلى، وتحديد أهداف بغية تحقيق ذلك"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وقال كيم أمام المؤتمر الثامن للحزب الحاكم، إن كوريا الشمالية يجب أن تُركز وتتطور، واصفًا الولايات المتحدة بأنها "أكبر عقبة أمام ثورتنا وأكبر أعدائنا".

ومن دون أن يُسمّي بايدن، قال كيم جونج أون "أيا يكن الشخص الموجود في السلطة في الولايات المتحدة، فإن الطبيعة الحقيقية لسياسته ضد كوريا الشمالية لن تتغير أبدًا"، وأكد أنه تم الانتهاء من بحث تخطيطي جديد لغواصة نوونة، وهو على وشك الدخول في عملية المراجعة النهائيّة.
وأضاف انه يتعين على بلاده "مواصلة تطوير التكنولوجيا النووية" وإنتاج رؤوس حربية نووية خفيفة وصغيرة الحجم لاستخدامها "وفقا للأهداف المحددة".

أول تواصل مع إدارة بايدن

وفي أول تواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الديمقراطي جو بايدن، وجهت كوريا الشمالية رسالة لواشنطن قائلة: "إذا أردتم السلام فيجب تجنب إثارة الضجة".

ومن جانبها حذرت شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم يو جونج، الإدارة الأمريكية الجديدة، حسبما قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في 15 مارس الجاري.

 

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية في 18 مارس، تصريحات للنائبة الأولى لوزير خارجية كوريا الشمالية، تؤكد فيه أن كل الاتصالات مع الولايات المتحدة مقطوعة تماما حتى تغير واشنطن سياستها العدائية تجاه بيونج يانج. 

وقالت تشو سون-هي "لا اتصال أو حوار بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة"، ويتزامن هذا التصعيد تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة مع وصول وزيري الدفاع الأمريكي لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن إلى سول لحشد تحالفات عسكرية ضد الصين وتعزيز جبهة موحدة ضد الشمال المسلح.

وأوضحت كوريا الشمالية  في 18 مارس، أنها لم تسمع من النظام الجديد في أمريكا سوى النظريات المجنونة، كاشفة أن الولايات المتحدة حاولت التواصل معها عبر "البريد الإلكتروني والاتصالات".

وأكدت كوريا الشمالية حسب وكالة الأنباء المركزية الرسمية أن الولايات المتحدة حاولت التواصل معها مؤخرا.

وقالت: "سنتجاهل محاولات الاتصال هذه حتى تسقط السياسات العدائية"، واصفة هذه الجهود بأنها "حيلة رخيصة" لإضاعة الوقت، ولا داعي للتجاوب مع هذه المحاولات.

عودة رجل الصواريخ

ومؤخراً أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً موجهاً، وأعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أنّه تم بنجاح الخميس 25 مارس إطلاق صاروخين مجهزين بمحرك يعمل بالوقود الصلب، مشيرة إلى أن التجربة جرت بإشراف المسؤول الرفيع ري بيونج تشول
.
وقال المسؤول إن التجربة كانت ناجحة و"ذات أهمية كبرى على صعيد تعزيز القدرات العسكرية للبلاد" ومن أجل "ردع أي نوع من التهديدات العسكرية القائمة في شبه الجزيرة الكورية"، وفق ما نقلت عنه الوكالة.

وأوضحت وكالة الأنباء الكورية الشمالية التي امتنعت عن الكلام عن "صاروخين بالستيين"، أن المقذوفين أصابا بدقة هدفيهما في بحر اليابان بعد عبورهما 600 كلم، مشيرة إلى أن بإمكان كل مقذوف حمل شحنة تصل إلى 2,5 طن.

وعلقت بيونج يانج على تجربتها الأخيرة بإطلاق صاروخ قائلة، إن تجربتها كانت "دفاعية"على خلفية المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

أما عن انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإطلاقها تلك الصواريخ أكدت كوريا الشمالية أن هذا دليل على عداء بايدن الراسخ تجاه بيونج يانج.
واعتبرت كوريا الشمالية تعليقات بايدن "تطاولا سافرا على حقها في الدفاع عن نفسها، واستفزازا لها".

كما حذرت كوريا الشمالية، الولايات المتحدة من الاستمرار في التعليقات غير المدروسة.

وتعليقا على هذا الاختبار، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن سلطات كوريا الشمالية "لم تغير سياساتها كثيرا".

 كما اعتبرت واشنطن أن هذه التحركات تمثل "أنشطة عسكرية طبيعية"، مؤكدة استعدادها للحوار مع بيونج يانج.
وأدانت الخارجية الأمريكية إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ هذا الأسبوع، واعتبرت الخارجية الأمريكية ما أقدمت عليه كوريا الشمالية، تهديدا للأمن والاستقرار الدولي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الخميس 25 مارس، إن "الولايات المتحدة تدين عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية المزعزعة للاستقرار".

وأضاف أن "عمليات الإطلاق هذه تمثل انتهاكا للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي وتهدد المنطقة والمجتمع الدولي".

جدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تتسم بالتوتر إلى حد كبير، وعلى الرغم من لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية إلا إن المفاوضات فشلت بحسب ما تم التصريح به في ذلك الوقت من كلا الجانبين.


وعمل النظام الكوري الشمالي طيلة عقود على تخصيص موارد هائلة لتطوير قدراته على هذا الصعيد حتى لو انعكس ذلك بعقوبات إضافية على الاقتصاد المحلي.

ومنذ تولي كيم جونج أون السلطة قبل تسع سنوات، سُجّل تقدّم على صعيد هذه البرامج وسط إجراء تجارب نووية عدّة واختبار صاروخ قد يطال مداه الأراضي الأميركية.

وكانت كوريا الشمالية كشفت في أكتوبر عن صاروخ أبدى خبراء اعتقادهم بأنّه أضخم صاروخ بالوقود السائل يُحمل على آلية في العالم، وسط ترجيح أنّه مخصص لحمل رؤوس نووية عدّة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة