المصابين
المصابين


«اتكتب لنا عمر جديد».. روايات المصابين لـ«الأخبار» من داخل المستشفيات

خالد حسن- باسم دياب- هيثم سلامة- سلمى خالد

السبت، 27 مارس 2021 - 02:28 م

إهمال العاملين بالسكك الحديدية عرض مستمر
قصص وروايات المصابين "للأخبار" من داخل المستشفيات 
هشام طالب "صنايع": لقمة العيش مرة .. مسافر أساعد والدي على مصاريف إخوتي 
عادل "مبيض محارة": سائق القطار وقف فى مكان الحادث أكثر من نصف ساعة  
المجندان محمد ووائل : اتكتب لنا عمر جديد 
المجند احمد سليم : كانت أخر إجازة 

 

 عقب الحادث الأليم الذي وقع على شريط السككك الحديدية بقرية الصوامعة مركز طهطا محافظة سوهاج بين قطارين قادمين من الوجه القبلي إلى الوجه البحري مستقلا العديد من الطلبة والعاملين والمجندين القادمين لأداء الخدمة العسكرية الخاصة بهم وآخرين ذهبوا للغربة بحثا عن لقمة العيش ومساعدة ذويهم في متطلبات الحياة ولكن من يدرى أنه سيكون ضحية الإهمال بقطاع السكك الحديدية مابين سائق قطار يقف في كل مكان دون رقيب وآخر موجود على الإشارة الحديثة التي قامت الأجهزة المعنية بتغييرها منذ عام ودفع فيها مبالغ مالية كبيرة ولكن دون جدوى وناظر محطة تم إبلاغه من عامل المزلقان بمرور قطار والمسافة بينة وبين المزلقان يأخذها القطار فى سبع دقائق على الأكثر ..الإهمال ومسلسل اللامبالاة جعل الأرواح تتساقط كما يتساقط ورق الشجر والمصابين داخل المستشفيات لكل واحد منهم قصة الجميع يكافح من اجل لقمة العيش .

 لقمة العيش مرة

"الأخبار" قامت بجولة تفقدية بداخل عدد من المستشفيات الأربع التي تم تخصيصها لاستقبال المصابين والحالات الحرجة ..فى البداية أوضح هشام عبدالناصر ١٥سنه طالب بالفرقة الأخيرة بالثانوية الصناعية من نجع حمادي والمصاب بجروح قطعية فى أماكن متفرقة بالجسد وكسر بالذراع الأيمن أنه الأخ الأكبر لخمسة أخوات ووالدهم كبير السن وأنه قرر الذهاب إلى القاهرة لمساعدة والدة على مصاريف إخوته لان جميعهم فى مراحل تعليمية مختلفة "لقمة العيش مرةً" وكله أمل بان  يساعد أهله وتفاجئ بكونه داخل المستشفى.
وأشار هشام بأنه قام بركوب القطار من نجع حمادي الساعة العاشرة صباحا في أخر عربتين بالقطار العادي وبعدها تناولت وجبة الإفطار برفقة اثنين كانوا بجواري فى المقعد ونمت ولم نتدارك أنفسنا إلا بصوت تصادم شديد ألقى بى خارج القطار بجوار ترعة صغيرة وبعدها قام عدد من الأهالي بمحاولة إفاقتي وإسعافي وبعدها حملوني إلى الإسعاف ولم أتدارك شيئا إلا وأنا داخل المستشفى الجامعي ومعي عدد من الأهالي والحمد لله على كل حال .

سائق القطار اعتاد الوقوف بكثرة 


بينما أوضح عادل فوزي قاسم من مركز البلينا محافظة سوهاج مبيض محارة أنة اعتاد السفر للعمل داخل العاصمة الإدارية للإنفاق على أسرته والمساعدة فى علاج والدة المسن المريض بالقلب أنه قام بركوب القطار العادي في العربة الأخيرة نظرا لوجود كراسي فارغة وأكد بان القطار جاء متأخرا مايقرب من ثلث ساعة وكان دائم الوقوف مابين المحطات وفجأة توقف فى مكان الحادث أكثر من نصف وبعدها تفاجئنا بصوت عالي يضرب القطار وتعالت الصيحات والصرخات وبقينا كلنا على بعض وأنا ماقدرتش أقف تانى إلى أن جاء المسعفين وحملوني بمساعدة الأهالي إلى المستشفى وقاموا بإجراء كافة الفحوصات الطبية والحمد لله قدر ربنا وأصبت بكسر فى الحوض والقدم اليسرى وكدمات متفرقة بأماكن متفرقة بالجسد وكان طلبة الوحيد "ياريت ماحدش يقول لأبويا علشان مريض قلب".
     
 نفسي أروح الجيش 

ولم يتغير الأمر مع المجند محمود كمال كامل من محافظة الأقصر والذي يقوم بقضاء مدة الخدمة العسكرية بقطاع الأمن المركزي قطاع المطار والمصاب بجرح قطعي فى منطقة الرأس وكسر بالضلوع وتجمع دموي باليد اليسرى قائلا الحمد لله "كان نفسي اخلص الجيش وأتجوز " متابعا «أنه دائما مايقوم بركوب القطار المكيف بالدرجة الثانية علشان بيدخلنا القاهرة بدري قبل الليل وقلت أسافر قبل الإجازة بيوم لكى أتمكن من شراء  ملابس جديدة قبل العيد لان إجازتي القادمة ستكون قبل العيد بأسبوع وكل شيء هيكون سعره غالى جدا وركبت داخل العربية الثالثة من الآخر وفجأة سمعنا دوى تصادم والعربية تقلبت بينا على الرصيف المقابل والناس بقيت تصرخ ووقعنا فوق بعض».
وأضاف انه لم يفكر فى اي شيئ سوى إنقاذ نفسه وبعدما تمكن من الخروج وجد الدماء تسيل على وجه بغزارة وسقط مغشيا عليه وفقد الوعي.

 مايفرقناش غير الموت 

أكد المجند محمد نور الدين عريان بالمنطقة الجنوبية العسكرية بمحافظة أسيوط ٢٠ سنه من قرية بهجورة مركز نجح حمادي محافظة قنا والمصاب بارتجاج فى المخ وكسر بالقدم اليمنى «أنه التحق بالجيش لقضاء الخدمة العسكرية برفقة زميلة وصديقة وائل محمد حسن ٢٠سنة من نفس القرية والمجند أيضا بالمنطقة العسكرية الجنوبية والمصاب بكدمات فى الصدر وكسر فى الركبة اليمنى انهما أصدقاء منذ الطفولة ومع بعضنا فى كل شيئ ومايفرقناش غير الموت».

وأشار محمد إلى أنه اتصل بصديقه وائل وأيقظه من نومه من أجل أن نلحق بالقطار الإسباني وطلب منه أن يسافر في قطار الساعة ١٢ظهرا مثل كل مرة ولكن طلب منه السفر مبكرا والحمد لله حالتنا مستقرة وبمجرد مافقت وجدته فى السرير المجاور لي فى المستشفى ومش عارفين مين بلغ أهالينا وحالتنا مستقرة والناس فى سوهاج طيبين واتكتبلنا عمر جديد.

 آخر إجازة بالملابس العسكرية 
 

وأوضح احمد محمد سليم من مركز قنا محافظة قنا والمجند بقطاع الأمن المركزي قطاع الشهيد رفعت عاشور بحلوان والمصاب بارتجاج فى المخ وكسر مضاعف فى اليد  اليمنى «أن دى أخر إجازة لى بالملابس العسكرية وبعدها سأقوم بإنهاء الأوراق المتعلقة والمطلوبة للحصول على شهادة الجيش وأسافر الخارج مع عدد من شباب قريتي وأكون نفسي وأساعد اهلي».

وأشار إلى انه لأول مرة يدرك بان الموت قريب من كل إنسان بعدما وجد نفسه ملقي على الترعة والناس بتصرخ حوله من كل اتجاه والجميع يطلب المساعدة وبعدها فقد الوعي وتفاجأ بأنه فى المستشفى.
 

بالأرقام.. الصحة تكشف آخر إحصائيات حالات الوفاة والإصابات في حادث سوهاج


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة