محاولة سعودية لوقف صواريخ الحوثى ضد المدن
محاولة سعودية لوقف صواريخ الحوثى ضد المدن


ثلاث ملاحظات فى المبادرة السعودية حول اليمن

الحوثي وراء ضياع فرصة جديدة لإنهاء أكبر مأساة إنسانية فى العالم

أسامة عجاج

السبت، 27 مارس 2021 - 07:27 م

لم يكن توقيت المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة فى اليمن عبر مسار سياسى مفاجئ للمتابعين لمسارات الأزمة التى بدأت منذ فبراير ٢٠١١ وتأزمت بعد انقلاب الحوثي على الشرعية فى سبتمبر ٢٠١٤ حتى وصلت إلى الحرب فى مارس ٢٠١٥والمستمرة حتى الآن وبنفس القدر الذى كان تعنت الحوثى ورفضه للمبادرة. متوقعا ويتسق مع مسارات مواقفه جماعة أنصار الله طوال السنوات الماضية من مراوغة والتهرب من الالتزامات طوال الست سنوات من هذا النزيف البشرى الذى خلق أكبر مأساة إنسانية فى العالم وفقا لتوصيف الأمم المتحدة ومنظماتها العالمية فى المجال الإغاثى والإنسانى للمبادرة السعودية وببساطة تضع الأزمة فى طريق الحل تبدأ بالبعد الإنسانى وتنتهى بمائدة التفاوض السياسى وتنص على عدة بنود يتم تنفيذها عبر إشراف كامل من الأمم المتحدة بعد موافقة طرفى الصراع عليها الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثى ونتوقف هنا عند بعض الملاحظات التى تكشف عن مصير المبادرة وطبيعة المرحلة القادمة فى الأزمة اليمنية.
أولا : نجحت السعودية فى اختيار توقيت طرح المبادرة والتى جاءت متجاوبة مع التوجه الدولى لوضع حد للأزمة اليمنية وهذا ماظهر من خلال الجهود التى قام بها المبعوث الأممى لليمن مارتن غريفيت والمبعوث الأمريكى الجديد الذى عينته إدارة جون بايدن تيم ليندركينج كما أنهت المبادرة عملية خلط الأوراق ووضعت كل الأطراف أمام مسئوليتها وأظهرت رغبة حقيقية فى حلحلة الوضع فى اليمن والتى يمكن أن يكون أساسًا للتوصل إلى تفاهمات سياسية لإنهاء الحرب كما قلصت من خيارات جماعة أنصار الله وحشرتهم فى الزاوية أما القبول بالمبادرة وهو أمر قد لا ترغب به الجماعة التى تبدو أنها ليست فى عجلة من أمرها وتدرك أن نهاية الحرب قد تشهد نهاية لها كجماعة مسلحة فوق الدولة فأى اتفاق سيقضى بالاعتراف بها كمكون سياسى ضمن مكونات أخرى يمنية دون السماح لها باستنساخ نموذج حزب الله فى لبنان أو ميلشيات الحشد الشعبى وعصائب أنصار الحق فى العراق أو أن ترفضها فتكشف وجهها الحقيقى والأمر هنا يحسب للدبلوماسية السعودية.
ثانيا : يخطئ من يظن أن المبادرة السعودية هى الجهد السياسى الأول فى سبيل إنهاء الأزمة فبعد شهرين من اندلاع الحرب وفى مايو ٢٠١٥ أعلنت السعودية هدنة إنسانية لم تحترمها جماعة الحوثى وسعت إلى استئناف القتال على صعيد العديد من الجبهات وبعدها بشهر تدخلت الأمم المتحدة لرعاية حوار بين الطرفين فى جنيف شهد وقفا لإطلاق النار وفى نهاية العام تم استئناف المفاوضات سعت الأمم المتحدة إلى البحث عن حل سياسى للازمة ولكن الأمر تمخض عن اتفاق لتبادل الأسرى فقط وشهدت العاصمة الكويت حوارا موسعًا بين الطرفين وكذلك مدينة استكهولم السويسرية اتفاقا مهما وأيضا لم يلتزم به الطرف الحوثى وفى ابريل من العام الماضى طلبت السعودية هدنة بسبب تفاقم أزمة كورونا وتداعياتها الكارثية فى اليمن ولكن التصعيد الحوثى منع من استمرارها.
ثالثًا : الرفض الحوثى كان متوقعا تمامًا فقد نقل عن عبدالملك الحوثى فى تعليماته لمحمد عبدالسلام مفاوضهم أمام الأمريكيين فى مسقط لسنا فى وضع يلزمنا بالتنازل عن شىء لا فى الشكل ولا فى المضمون الرفض طبيعى باعتبار الجماعة ليست صاحبة قرارها المرهون فى طهران الداعم الأكبر لها على صعيد التسليح والدعم كما أن جماعة أنصار الله تخطئ عندما تتصور أنها انتصرت فى الحرب فاستمرارها فى المعارك مرتبط بالدعم الإيرانى كما أنها ليست فى وارد فرض الشروط كما جاء فى تصريحات كبار مسئوليها وهم أول من يدرك أن استمرار الحرب مفيد لهم يعزز مركزهم حتى لو كان ذلك على حساب أحوال اليمنيين المأساوية فلن يقبلوا بتسليم سلاحهم كما أن وجودهم جزء من المشروع الإيرانى فى الإقليم.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة