رسام هاآرتس يعبر عن تودد نتانياهو لمنصور عباس وتودد يائير لاپيد لنفتالى بينت زعيم حزب «يمينا»
رسام هاآرتس يعبر عن تودد نتانياهو لمنصور عباس وتودد يائير لاپيد لنفتالى بينت زعيم حزب «يمينا»


«حسبة برما» من أجل تشكيل الحكومة

فى الانتخابات الإسرائيلية.. لم ينجح أحد

هالة العيسوي

السبت، 27 مارس 2021 - 07:52 م

يمكن تلخيص نتيجة الانتخابات التشريعية الرابعة التى جرت يوم الثلاثاء الماضى بهذه العبارة: لم ينجح أحد! إذ لم تختلف النتائج كثيرًا عما تنبأت به استطلاعات الرأى السابقة على الاقتراع، فلم تحقق أى كتلة أو قائمة حزبية الأغلبية التى تمكنها من الصمود أمام معترك التحالفات الصعبة وتحقيق نسبة الأغلبية المطلوبة 61 (مقعدًا) ومن ثم تبقى الدولة العبرية غارقة فى نفس المستنقع الذى أشرنا إليه الأسبوع الماضى وهو مستنقع السيناريوهات المتضاربة التى قد تؤدى فى النهاية إلى المضى لخامس انتخابات منذ إبريل 2009.
ومع أن النتائج لم تأت بمفاجآت كبرى، فإن أهم ما أنتجته هذه الجولة الأخيرة هو خروج القائمة الموحدة (رعم) بزعامة منصور عباس وهى القائمة العربية التى انفصلت عن القائمة العربية المشتركة وخاضت الانتخابات مستقلة عنها، فائزة بمفردها بأربعة مقاعد، مما رفع زعيمها منصور عباس إلى مرتبة «صانع الملوك». يمكن القول بأن براجماتية «رعم» وعدم تحديد موقفها تجاه أى من المعسكرين المؤيد لنتانياهو والمناوئ له تميل، جعلها تمثل رمانة الميزان فى تشكيل الحكومة القادمة، تمامًا مثل حزب «يمينا» بزعامة نفتالى بينت الذى حقق سبعة مقاعد، وبات المعسكران المتنافسان على تشكيل الحكومة يلهثان لاستمالة كل منهما إلى فريقه للتمكن من تحقيق الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.
مع ذلك، وعلى الرغم من إحراز الليكود برئاسة بنيامين نتانياهو أكبر عدد من المقاعد (30)، ومع إضافة عدد مقاعد مؤيديه اليمينيين التقليديين بافتراض انضمام حزب «يمينا» بزعامة نفتالى بينت يظل محتاجًا إلى مقعدين آخرين للوصول إلى العدد الذى يسمح له بتلقى تكليف الرئيس الإسرائيلى بتشكيل الحكومة. إلا أن حصوله على هذين المقعدين محاط بالعديد من العقبات التى تتسبب فيها اشتراطات الأحزاب الأخرى وعدم استقرار الأحزاب المؤثرة على تحالف معين وإلى أى معسكر تتجه.. لو كانت الأمور تسير فى مسارها الطبيعى لتمكن نتانياهو ببساطة من تعويض هذا العجز بالتحالف مع (رعم) التى غازلها كثيرًا وتقاربت معه بعد انفصالها عن الأحزاب العربية الأخرى، لكن بينت يشترط عدم الانضمام إلى حكومة تضم أحزابًا عربية. كما ان «رعم» نفسها لم تعلن حتى الآن موقفها من دعم نتانياهو -كحليف غير طبيعي- لتشكيل حكومة، ولا موقفها من الأحزاب المعارضة التى تسعى للإطاحة بنتانياهو من السلطة. ومن الطبيعى ألا يغامر نتانياهو بفقدان مقاعد بينت السبعة لإضافة المقاعد الأربعة العربية، كما أنه شخصيًا سبق واستبعد سيناريو التحالف مع العرب ودخولهم فى الحكومة.. على الجانب الآخر، يسعى المعسكر المناوئ لنتانياهو لعقد التحالفات التى تمكنه من تحقيق الأغلبية المطلوبة، ويبدو فى الظاهر أن هذا المعسكر حقق قدرًا أكبر من المقاعد، ولا يحتاج سوى إلى أربعة مقاعد يمكن أن توفرها له القائمة العربية الموحدة، أو وبشكل أوسع «حزب يمينا». إلا أن الصورة أعقد مما تبدو عليه بسبب التشظى القائم بين مكونات هذا المعسكر وعدم رغبتهم فى الجلوس تحت مظلة حكومة واحدة تجمعهم. إذ يعتبر حزب إسرائيل بيتنا هو المكون المعطل لأى تشكيلة حكومية، فقد أعلن زعيمه أڤيجدور ليبرمان أنه لن ينضم لأى حكومة تضم أحزابًا عربية، أو دينية متشددة وبالتالى فلن ينضم لحكومة يمينية دينية ولا لحكومة وسط يسار تضم عربًا بذلك تخصم قوته ذات المقاعد السبعة من رصيد المعسكر المناوئ لنتانياهو، أو إذا انضم لحكومة المعسكر المناوئ لنتانياهو مع بينت بمقاعده السبعة المماثلة فلن يضيف إلا مقعدا واحدًا لما يملكه هذا المعسكر الذى سيظل محتاجًا لثلاثة مقاعد.
هكذا لا يبدو فى الأفق سوى أن يتمكن نتانياهو من اجتذاب بعض المتسربين من المعسكر المناوئ له لسد عجز المقعدين، وإلا فإن صافرة الانتخابات الخامسة ستنطلق سريعًا.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة